الفراغ الرئاسي في لبنان مرحل إلى العام الجديد 2023
مع برودة الطقس التي تخيم على لبنان، بدا أن الطقس السياسي أكثر برودة، فلا اتصالات ولا مشاورات، ويترنح الحراك الرئاسي، سواء على مستوى الكتل وما يجري داخلها، أو الاتجاهات والخيارات النيابية، التي وصلت الى الحائط المسدود.
- وتشير دوائر نيابية إلى اتجاه بات واضحا ، بتأجيل جلسة مجلس النواب الثامنة لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، الخميس المقبل (1 ديسمبر/ كانون الأول)، بسبب موسم الأعياد، والبدء باتصالات مباشرة أو عبر موفدين إلى الكتل النيابية، لبلورة توجه يقضي «بفلترة» أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، بهدف التوافق الداخلي على مرشح تنطبق عليه مواصفات الجمع لا التفريق.
المناخ القائم لا يؤسس لمرحلة فاصلة في الانتخابات الرئاسية
وكان لافتاً، دعوة تجمع «العلماء المسلمين» المقرب من حزب الله، رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى العمل على «قيادة استشارات جانبية مع الفرقاء كافة وصولا إلى توافق على رئيس» لأنه من غير المجدي إطالة أمر الفراغ.
- وقالت مصادر سياسية لصحيفة «اللواء» اللبنانية، إن ما يشهده ملف الرئاسة من اتصالات أو لقاءات سرية لا يعد اختراقا له، لأن ما يجري ليس سوى تبادل أفكار دون الشروع بحوار يؤدي إلى التوافق.
وأوضحت المصادر أنه من الطبيعي أن تجرى زيارات تحمل طابع الاستطلاع وجس النبض، لكن حتى الآن ما من مناخ قائم ويؤسس للدخول إلى مرحلة فاصلة في الانتخابات الرئاسية.
موعد افتراضي في شهر فبراير/ شباط 2023
وتأسيسا على ما سبق.. خفت وهج جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، جلسة بعد أخرى، فالحماس الذي بدأ نيابيًا وشعبيًا، في أولى الجلسات اضمحل في الجلسات التالية، وصولًا الى الجلسة السابعة الأخيرة، حيث تصرف معظم النواب وكأنهم يمثلون أدوارًا على مسرح وليسوا نوابًا عن شعب وأنهم مؤتمنون على مصالح من انتخبهم ليحموا الوطن والدستور وتحولوا إلى بيادق على رقعة شطرنج نيابية، أو ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، بانتظار الضوء الأخضر الخارجي، الذي لاحت آخر مواعيده الافتراضية في شهر فبراير/ شباط المقبل
عجلة السياسية توقفت مع تعذر انتخاب رئيس للجمهورية
وحسب المراقبين، فإن عجلة السياسية توقفت عند تعذر انتخاب رئيس للجمهورية، فتوقفت معها كل عجلة البلاد عن معالجة الأزمات المتفاقمة سياسيا ومعيشيا واقتصاديا، وكأنه استسلام لمقولات وتسريبات تقول إنه لا رئيس للبلاد قبل العام المقبل، حتى ان بعض المعطيات تفيد ان الحوار الذي يدعو اليه رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، لم يبصر النور، وقد يتأجل الى ما بعد فرصة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، مع غياب اي مبادرات فعلية داخلية او خارجية سوى مواقف الحث على انتخاب رئيس للبلاد.
- ويرى نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم،«انه اذا لم يحصل في البلد انتخاب رئيس للجمهورية فلا يمكن تحريك الوضع الاقتصادي والاجتماعي وخطة التعافي، لأنَّ الطريق الإلزامي لبداية الإصلاحات وبداية العمل لإنقاذ لبنان هو انتخاب الرئيس، لذا كل الكتل مسؤولة عن انتخاب الرئيس، فلا يحملن أحد «حزب الله» المسؤولية وحده»
حث الفاتيكان على التدخل
وتؤكد الدوائر السياسية في بيروت، أنَّ توّجه البطريرك بشارة الراعي الى الفاتيكان هو بهدف حضّ البابا فرنسيس على التدّخل لإنتخاب رئيس للجمهورية، فقد كشفَ النائب غسان سكاف، عن مساعٍ واتصالات يقوم بها البطريرك الراعي، بعيداً عن الاعلام باطار السعي للتوافق على سلّة من الأسماء المطروحة او من خارجها، لكن هناك تباين على الآلية التي قد تتبع ومدى جدّية انتخاب رئيس للبنان بسرعة، علماً أنَّ هذه الخطوة تتطلب مواكبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
- وتؤكد مصادر لبنانية، أن البطريرك الراعي لن يطرح في الفاتيكان أسماء محددة لرئاسة الجمهورية، بل كل ما يهمّه العمل على انهاء الشغور الرئاسي، ومن المرجح أن يطرح فكرة انعقاد مؤتمر دولي خاص للبنان على قاعدة مساعدة لبنان من أزماته وليس من باب الوصاية كما تمّ الترويج لها.
لا انفراج في ظل الانقسام الحاد بين «معسكرين متخاصمين»
وفي حقيقة الأمر، بات مسلسل جلسات انتخاب رئيس للجمهورية مملاً، وكذلك حلقاته المكررة بين أعداد الأوراق البيضاء وميشال معوض، وتسميات التغييريين المنقسمين على أنفسهم.، حتى ان الحركة السياسية شبه متوقفة، وكأن البلد دخل فعلاً في عطلة الأعياد..فلا انفراج في ظل الانقسام الحاد بين «معسكرين متخاصمين» وحتى بين مكونات كل فريق.
- ولهذا، تؤكد مصادر سياسية لـ «لبنان 24» ، أن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، وفي ظل هذا العقم، لن يدعو الى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، بدءاً من النصف الثاني من شهر ديسمبر/ كانون الاول، ما لم يتبلور مسعى حواري يؤدي الى نتيجة إيجابية.
لبنان على طاولة مباحثات ماكرون ـ بايدن
وفي نفس السياق، تقول مصادر متابعة أن لبنان سيكون بنداً على جدول لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الأمريكي جو بايدن الأسبوع المقبل في واشنطن ، بعد محادثاته مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان وتوافقهما على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتنفيذ الإصلاحات،ليس فقط الاقتصادية، بل أيضاً السياسية وإعادة بسط سيطرة الدولة على كل القطاعات.
- وتتوقع المصادر، بحسب موقع «لبنان 24»، أن تؤدي المساعي الفرنسية مع الجانبين الأمريكي والسعودي من جهة، ومع الفرقاء الداخليين من جهة أخرى، الى التوصل الى طرح رئيس توافقي بعيد من الأسماء المتداولة، لكن ليس قبل شهور.
