الفصائل الفلسطينية تدعو إلى استراتيجية «الخروج من أوسلو» في ذكرى انطلاقة حماس

دعا طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في كلمة الفصائل الفلسطينية بمهرجان انطلاق حركة حماس الـ31 إلى تبني “استراتيجية الخروج من أوسلو” باعتبارها الممر الإجباري لصون وإنجاز البرنامج الوطني والتصدي لصفقة العصر.

وبحسب أبو ظريفة تتطلب هذه الاستراتيجية الإقدام على خطوتين مترابطتين: الخطوة الأولى استنهاض عناصر القوة في الحالة الوطنية وفي المقدمة استعادة الوحدة الداخلية، وفي هذه الخطوة قال”إن الوحدة الميدانية التي تجسدت في مسيرات العودة وكسر الحصار والتي حققت أولى ثمارها بإجبار الاحتلال على الإقرار بموجبات تخفيف الحصار وغرفة العمليات المشتركة التي شكلت انجاز مهم من انجازات الوحدة بين أجنحة المقاومة وما شكلته من نقطة ارتكاز مهمة في تحقيق الانتصار في مواجهة التصعيد الأخير على غزة.. فهذه الوحدة تشكل أساسا متينا في مكافحة ظواهر الانقسام وتداعياته”.

وثمن أبو ظريفة الجهود المقدرة لمصر في رعاية ملف المصالحة، داعيا الرئيس محمود عباس بدعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لاجتماع بالقاهرة من اجل حوار وطني شامل يستند الى حوارات القاهرة وبيروت وموسكو للعمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات شاملة لجميع المؤسسات الفلسطينية وفق التمثيل النسبي الكامل وتهيئة الأجواء والمناخات لذلك من خلال رفع الإجراءات العقابية عن قطاع غزة ووقف التلويح باتخاذ إجراءات جديدة، كما دعا إلى إعادة بناء منظمة التحرير وإيقاف سياسة التفرد ورد الاعتبار لمبدأ الشراكة.

والخطوة الثانية الاستراتيجية الوطنية البديلة بحسب أبو ظريفة “أن الإحتلال لم يعد احتلالا بلا كلفة، بل أصبح احتلالا أكثر إجراماً، وأكثر تغولاً، وأكثر إصراراً على فرض الوقائع الميدانية السياسية والجغرافية والديمغرافية، بالنار والحديد والدم، غير عابئ بتهديدات قيادة السلطة، أو بالرأي العام الدولي”، داعيا القيادة الرسمية مغادرة السياسة الحالية لصالح إستراتيجية بديلة تستجيب لمخاطر المرحلة وتحدياتها، وتوفر الأدوات والإمكانيات للشعب الفلسطيني للصمود في وجه الهجمة الدموية الإسرائيلية المتوحشة ( إستراتيجية الخروج من أوسلو ) تستند لوثائق الإجماع الوطني وقرارات المجالس المركزية والوطنية.

ووفق أبو ظريفة ترتكز الإستراتيجية على “الإعلان عن سحب مبادرة الرئيس عباس للمفاوضات (مبادرة 20/2/2018) ورفع الغطاء السياسي عن الإحتلال باعتباره شريكا في المفاوضات، والتأكيد بالمقابل أنه احتلال دموي لأرضنا وشعبنا، يقع في موقع العدو، ولا تواصل على الإطلاق معه إلا في ميدان الصراع، بالإضافة إلى سحب الاعتراف بدولة الإحتلال الإسرائيلي، ومطالبة الدول الشقيقة والصديقة بخطوة مماثلة”.

وتتضمن الإستراتيجية إلى “وقف التنسيق الأمني مع جيش الإحتلال.. إذ لم يعد مفهوماً، ولا مقبولاً، أن يبقى التنسيق لا “مقدسا” وتحت غطائه يتم ذبح أبناء شعبنا في شوارع الضفة الفلسطينية، وعلى خطوط التماس مع قطاع غزة، إضافة الى الشروع في اتخاذ الخطوات التدريجية لفك الارتباط بالاقتصاد الإسرائيلي، والاتجاه نحو بناء اقتصاد المقاومة والانتفاضة، وكل ما يستدعيه هذا من إعادة نظر بالخطط والمشاريع الاقتصادية المبنية على أساس التعاون مع اقتصاد الإحتلال الإسرائيلي”.

ودعا إلى التقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، وطلب انعقاد جلسة خاصة لبحث في الوضع في المناطق المحتلة في ظل تغول الإحتلال وتصاعد أعماله الإجرامية، ودعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جلسة خاصة لبحث الوضع المناطق المحتلة وإدانة الأعمال الإجرامية لقوات الإحتلال وإدانة سياسات حكومة نتنياهو.

وطالب “بعد الانجاز الذي تحقق في الجمعية العامة للأمم المتحدة بإفشال مشروع القرار الأمريكي بوصم المقاومة بالإرهاب سياسة دبلوماسية اتجاه الدول التي صوتت لصالح القرار وتصليب المواقف للدول الأخرى التي انحازت للحق الفلسطيني والتي نثمن لها هذا الموقف”.

وطالب بحسم الموقف بالدعوة إلى مؤتمر دولي للمسألة الفلسطينية ترعاه الأمم المتحدة بموجب قراراتها ذات الصلة، وبإشراف الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وبسقف زمني محدد، وبقرارات ملزمة، تكفل لشعبنا حقه في قيام دولته الوطنية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات. التي هجروا منذ منها العام 1948.

كما طالب بدعوة مجلس وزراء جامعة الدول العربية لبحث الوضع والتأكيد على قرار وقف كل أشكال التطبيع العلني والسري، السياسي والثقافي والرياضي والاقتصادي وغيره، مع دولة الإحتلال.

ودعا الى إطلاق المقاومة الشعبية على طريق الانتفاضة الشاملة ونحو التحوّل إلى العصيان الوطني، لوضع حدّ لواقع الاحتلال بلا كلفة، ورفع ثمن بقائه، اقتصادياً عبر المقاطعة وسياسياً في المحافل الدولية ومادياً في الميدان , كما دعا الى تشكيل هيئة وطنية عليا للمقاومة الشعبية والانتفاضة .

وطالب بدعم الشعب الفلسطيني في مدينة القدس عبر مؤسساته الوطنية والأهلية في وجه الحصار والاحتلال الاسرائيلي ومقاطعة أية دولة تنقل سفارتها الى القدس المحتلة وتوحيد حركة اللاجئين لمجابهة المخاطر التي تتهدد الأونروا وحق العودة .

ودعا الى التمسك بمسيرات العودة كرافعة كفاحية للنضال من اجل كسر الحصار الظالم والتأكيد على الحقوق الوطنية وتعميم هذا النموذج الجماهيري السلمي في المقاومة ليشمل الضفة الغربية بما يستنزف طاقة الاحتلال ويرفع تكلفته.