انتهت جولة التصعيد بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي دون سيل للدماء ووفق اتفاق التهدئة عام 2014 لكن الترقب والحذر ما زال سيد الموقف في غزة.
يوم أمس شهد إطلاق كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي عشرات القذائف الصاروخية على البلدات المحاذية لقطاع غزة والتي وصفت الأعنف منذ عام 2014 ردا على جرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها قصف مواقع للحركتين أسفر عن استشهاد 4 شهداء من الفصيلين، لكن الجيش الإسرائيلي رد بقصف أكثر من 60 موقعا تابعا للفصائل الفلسطينية في مختلف مناطق القطاع دون وقوع إصابات.
وقال مشير المصري القيادي في حركة حماس: “إن العدو كان يحلم بمحاولة فرض معادلة جديدة على المقاومة الفلسطينية وبتغيير قواعد الاشتباك لكن المقاومة وقفت له بالمرصاد وصدت التغول الصهيوني نتج عنه اتصالات سريعة من أطراف عربية ودولية مع قيادة المقاومة وترتب على ذلك وقف العدوان”.
وأضاف المصري في مقابلة مع قناة الغد: “أن المقاومة استطاعت فرض معادلة جديدة على المحتل وتؤكد أنها دوما ستكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبنا الفلسطيني”.
واستطرد قائلا: “نحن أمام اختبار في مدى التزام العدو التهدئة والمقاومة في حالة ترقب وأي عدوان سيواجه برد قاس”، مشيرا إلى أن اتفاق 2014 للتهدئة ساري المفعول وأن المقاومة لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك، ومؤكدا أن المقاومة ملتزمة بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال.
وشدد المصري أن تهديدات قادة الاحتلال بالعودة إلى سياسة الاغتيالات في غزة لن ترهب ولن تخفيف قادة المقاومة”، وقال: “نحن ملتحمون مع أبناء شعبنا وأن إقدام العدو على سياسة الاغتيالات تجاوز للخطوط الحمراء وسيدفع ثمن حماقاته”، مؤكدا أن المقاومة تمتلك ترناسة عسكرية قادرة على إيلام الاحتلال.
من جهته، قال داود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي: “إننا استجبنا للدعوة المصرية بتثبيت الهدوء وفقا لتفاهمات 2014 مع تأكيدنا على حق الرد على أي عدوان إسرائيلي”، مضيفا” أننا كقوى مقاومة سلاحنا بأيدينا وخياراتنا على الطاولة وبقوة وكل الخيارات مفتوحة في حال عادت إسرائيل للتصعيد والعدوان”.
ويضيف شهاب في مقابلة مع قناة “الغد”: “كما أبلغنا من الأشقاء المصريين أن إسرائيل وافقت على عودة الهدوء وفق تفاهمات 2014 لكن لا أحد يضمن إسرائيل ولدينا تجارب سابقة في كل فترات التهدئة السابقة انتهكتها إسرائيل وكانت دائما للمقاومة كلمة كما بالأمس أكدت أنها صاحبة اليد العليا التي تتسلح بالإرادة والحق الفلسطيني”.
ويؤكد أن الاتصالات مع الجانب المصري لم تتوقف ولم تنقطع ومستمرة، وشدد المتحدث باسم حركة الجهاد أن الاتصالات مع الجانب المصري ستستمر في الأيام القادمة لتقييم الأوضاع الميدانية.
ويسود هدوء حذر مختلف مناطق قطاع غزة منذ الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء وتوقفت غارات الطيران الحربي الإسرائيلي وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، فيما ظل طيران الاحتلال يحلق في أجواء القطاع.
وأعلن خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس فجر اليوم التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتزام الفصائل الفلسطينية ما التزم الاحتلال بها.
وقال الحية في تصريح صحفي: الاتفاق جاء بعد أن تدخلت العديد من الوساطات خلال الساعات الماضية، وبعد أن نجحت الفصائل بصد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك.
