الفصائل الفلسطينية تهاجم مبعوث ترامب
شنت الفصائل الفلسطينية، هجوما حادا على مبعوث الإدارة الأمريكية لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، بسبب التصريحات التي ادعى فيها أن إسرائيل ضحية في نزاعها مع الفلسطينيين.
فتح
وأكدت حركة فتح، على لسان عضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، على أن الحقوق الوطنية الفلسطينية ثابتة، وأن محاولة تغيير المعادلة السياسية القائمة على أساس الأرض مقابل السلام لن تنجح مطلقا.
وأضاف القواسمي أن المقاربات الجديدة التي يقترحها ويتبناها مستشاري الرئيس الأمريكي كوشنير وجرينبلانت باعتبار أراضي دولة فلسطين غير محتلة وأن المستعمرات الاستيطانية هي مدن، هي مفردات عنصرية لن تجد طريقا للنجاح، وهي مخالفة للإجماع والشرعية الدوليين.
وأوضح القواسمي أن العالم ومن خلال الأمم المتحدة اعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وأن القرار الصادر من مجلس الأمن في ديسمبر 2016 والذي يحمل الرقم 2334، وبإجماع أعضاء مجلس الأمن بما فيهم أمريكا، يؤكد أن المستعمرات الاستيطانية في الأراضي المحتلة عام 1967 مخالفة للقانون والشرعية الدوليين، ويطالب إسرائيل بوقف بنائها.
وشدد القواسمي على أن الحل يكمن فقط من خلال تنفيذ القانون الدولي وليست صفقات مزعومة تغير الحقائق التاريخية والقانونية وتعترف بالتزوير والوقائع المخالف للقانون الدولي.
حماس
من جهته، قال المتحدث الإعلامي باسم حركة حماس، حازم قاسم إن تصريحات جيسون جرينبلات بأن تل أبيب هي ضحية العدوان الفلسطيني، تؤكد أن الإدارة الأمريكية تتبنى الرؤية الإسرائيلية اليمينية، بجانب أنها تعد شريكا كاملا في العدوان على الشعب الفلسطيني.”
وأضاف قاسم ، “هذه التصريحات تأتي في سياق الاستخفاف والاستهتار الأمريكي بالشعوب العربية”.
وشدد المتحدث الإعلامي باسم حركة حماس على أن هذه التصريحات ضد العقل والمنطق والثابت، لافتا إلى أنها لن تغير من الواقع شيئًا، وقال “إسرائيل هي المعتدي على الدوام على الشعب الفلسطيني… لنا الحق الكامل في مقاومة الاحتلال”.
الجبهة الديمقراطية
وندد تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بتصريحات مبعوث الإدارة الأمريكية لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط، إن جرينبلات يكشف عن “صهيونيته” وانحيازه الأعمى لإسرائيل بشكل عام، وإلى اليمين الاسرائيلي المتطرف ومنظمات الإرهاب اليهودي بشكل خاص، والتي تتخذ من البؤر الاستيطانية ملاذات آمنة لممارسة جرائمها ضد الفلسطينيين.
وأشار عضو المكتب السياسي للجبهة إلى استخدام المبعوث الأمريكي لمصطلح “البلدات والضواحي” بديلا عن “المستوطنات في الضفة الغربية” واعتباره أن الضفة ليست أراض محتلة بل “أراض متنازع عليها”.
وأكد تيسير على أن جرينبلات يمارس الكذب، والتضليل عندما يزعم أنه عقد العديد من اللقاءات مع مسؤولين فلسطينيين، في المنطقة يتخوفون من الإعلان عن تأييدهم لخطة السلام الأمريكية الجديدة المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن” وطلبوا منه عدم الكشف عن هذه الاجتماعات.
وقال تيسير “نتحداه أن يعلن عن أسماء هؤلاء المسؤولين المزعومين، الذين يدعي اللقاء بهم غير أولئك الذين التقاهم في ورشة المنامة، التي انعقدت نهاية حزيران وشارك فيها نفر محدود من العملاء الذين يعيشون على هامش المجتمع، في حماية جيش الاحتلال والمستوطنين”.
الموقف الرسمي
كانت وزارة الخارجية الفلسطينية استنكرت، أقوال ومواقف جرينبلات واعتبرتها إمعانا أمريكيا رسميا في الانقلاب على الشرعية الدولية وقراراتها وعلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واستخفافا بعقول القادة الدوليين، خاصة عندما يقول “إن إسرائيل هي ضحية ولم ترتكب اي أخطاء وان الضفة الغربية ليست محتلة”.
وقالت الخارجية في بيان صدر عنها، إن غرور جرينبلات وتغوله على حقوق الفلسطينيين أوصله إلى مرحلة توزيع صكوك غفران للمسؤولين الإسرائيليين للتغطية على انتهاكاتهم وجرائمهم الموثقة بالصوت والصورة في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، وفي مئات التقارير الأممية والصادرة عن منظمات مختلفة بما فيها الإسرائيلية.
وكان مبعوث الإدارة الأمريكية لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، ادعى أمس في حديث لشبكة PBS الإخبارية الأمريكية، أن إسرائيل ضحية في نزاعها مع الفلسطينيين، إذ لم ترتكب أي أخطاء تجاههم خلال عقود النزاع وأنها ضحية وليست طرفا يتحمل المسؤولية وأنها منذ تأسيسها تعرضت لهجمات متكررة ولا تزال تتعرض لهجمات إرهابية، وإنه لا يتذكر حتى حالة واحدة أخطأت فيها إسرائيل أو تجاوزت سلطتها، وحتى إذا كانت هناك أخطاء فإن تل أبيب تفعل كل ما بوسعها لإصلاحها.
