مع الاحتفالية السنوية، بيوم المرأة العالمي، التي تهدف إلى تشجيع المساواة بين الجنسين ودفع المرأة للعمل .. تعيش المرأة الفلسطينية ، تحت مظلة الاحتلال معاناة إنسانية قاسية، بين ممارسات سطوة سلطات الاحتلال، والبطالة، والملاحقات الأمنية والاعتقالات .. وإذا كان اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس / آذار من كل عام، يحمل دلالة على الاحترام العام لحقوق المرأة، وتقديرا لإنجازاتها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم .. فلم يتبق للمرأة الفلسطينية إلا دورها النضالي في مواجهة دولة الاحتلال، رعم ما تعانيه من ظروف معيشية صعبة.
وتزامن الاحتفال العالمي بيوم المرأة، مع إصدار تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أمس الثلاثاء، عشية يوم المرأة ، كاشفا عن معاناة المرأة الفلسطينة من البطالة، وارتفاع نسبة بطالة الإناث (15 عاماً فأكثر) إلى 44،7 بالمئة في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) خلال العام 2016.. بينما بلغت نسبة البطالة بين من أتممن 13 سنة دراسية فأكثر 50،1 بالمئة العام الماضي
وكشف التقرير الرسمي، أن نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة 19،3 بالمئة من مجمل الإناث في سن العمل (15 – 64 عاماً) في العام الماضي، مقارنة مع 10،3 بالمئة في العام 2001؛ بينما بلغت نسبة مشاركة الذكور 71 بالمئة.
وتعاني المرأة العاملة الفلسطينية من وجود فجوة في معدلات الأجر اليومية مقارنة مع الذكور؛ بواقع 83.3 شيقلاً (22.5 دولار) للإناث، مقابل 114.1 شيقلاً للذكور (30.8 دولار).. كما تشكل نسبة 42،6 بالمئة من الموظفين في القطاع العام المدني، إناث، مقابل 57،4 بالمئة ذكور.
وأوضح تقرير الإحصاء الفلسطيني، أن 11،5 بالمئة من الأسر الفلسطينية ترأسها نساء، وفق إحصاءات العام الماضي، بواقع 12،1 بالمئة في الضفة الغربية و9 بالمئة في قطاع غزة.
يذكر أن عدد السكان الفلسطينيين المقدر في نهاية العام الماضي (الضفة الغربية وقطاع غزة)، بلغ 4،88 مليون فرد؛ منهم 2،48 مليون ذكر بنسبة 50،8 بالمئة و2،40 مليون أنثى بنسبة 49،2 بالمئة.
كانت بداية الحركة للدفاع عن حقوق المرأة ، في العام 1856 وقد شهد خروج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، وقد عملت الشرطة على تفريق المظاهرات، برغم ذلك فقد نجحت المسيرة في دفع المسؤولين والسياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، لتبرز كقضية ملحة لابد من النظر فيها.
وتكرر هذا المشهد في 8 مارس / آذار 1908 حيث عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك، وهذه المرة تظاهرن وهن يحملن الخبز اليابس وباقات الورد، في إطار رمزي لحركتهن الاحتجاجية؛ وكانت تلك المسيرة قد طالبت بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.. وجاء الاحتفال بهذه المناسبة على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945 قبل ثلاث سنوات من اغتصاب فلسطين وتأسيس المشروع الصهيوني فوق الجغرافية الفلسطينية.
وإذا كانت حركة “الخبز والورد” قد شكلت بداية حركة نسوية داخل الولايات المتحدة تطالب بكافة الحقوق الأساسية للمرأة بما في ذلك الحق السياسي والمساواة في ظروف العمل..وفيما ترمز الوردة إلى الحب والتعاطف والمساواة فإن الخبز يرمز إلى حق العمل والمساواة فيه.. قإن المراة الفلسطينية بقيت محرومة من تلك الحقوق الإنسانية .. واستبدلت “الوردة” بـ “الحجر” في إطار رمزي وعملي لمواجهة سلطات الاحتلال