الفلسطينيون في مواجهة كورونا.. مخاوف كبيرة وإجراءات مشددة

يواصل فيروس “كورونا” كوفيد 19، انتشاره في العالم بصورة سريعة ويقضي على حياة المزيد من البشر خاصة في الصين وإيطاليا وإيران ، فيما تسابق دول العالم الزمن للحد من انتشاره ومنع تحوله الى وباء عالمي، وفي فلسطين تعمل الحكومة الفلسطينية بخطى متسارعة بالتعاون مع كافة المؤسسات الرسمية والأهلية للتصدي لهذا المرض ومحاصرته ومنع انتشاره.

ومنذ الإعلان عن اكتشاف أول حالة للإصابة بفيروس “كورونا ” في فندق ” الانجل” بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، سارعت الحكومة الفلسطينية، لأخذ تدابيرها واحتياطاتها الاحترازية المشددة لمواجهة المرض المستجد ، الذي ينهش المواطنين في معظم القارات والعواصم والعالمية دون تمييز.

 

25 إصابة بالكورونا

في الأراضي الفلسطينية التي تعد من أفقر الدول وأقلها إمكانيات لمواجه مثل هذا الفيروس القاتل الذي أصاب 25 مواطنا حتى تاريخ اليوم الاثنين ، 24 إصابة في مدينة بيت لحم، وإصابة واحدة في مدينة طولكرم، وذلك بعد فحص 164 حالة مشتبه بها أمس، وتبين وجود إصابة جديدة في الوقت الذي يجري فيه اليوم الاثنين، فحص 137 عينة جديدة وتبين وجود 6 إصابات جديدة.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، عن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 26 إصابة بعد تسجيل إصابة جديدة في بيت لحم ، وإصابة واحدة في محافظة طولكرم.

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، توقع في مستهل جلسة مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، ازدياد الإصابات بفيروس كورونا مع مرور الوقت.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية انه تم تشخيص 25 إصابة بفيروس کوفيد 19 (كورونا) في فلسطين، وأنه تم إجراء 964 فحصا لعينات مشتبه بإصابتها بمرض کوفید19 (كورونا) من المحافظات الشمالية والجنوبية في مختبر الصحة العامة المركزي، منذ .2020، مؤكدة أنها جميعها سلبية (أي أنها غير مصابة بالفيروس)، باستثناء الحالات الخمسة والعشرين التي تم رصدها وتسجيلها في بيت لحم وطولكرم.

تنسيق مع مصر والأردن
وأكد اشتية أن هناك تنسيقا كاملا مع الأردن لإغلاق الجسور قريبا، وهذا تنبيه مسبق لمن هو مضطر للعودة للوطن أو الخروج منه، موضحاً أنه تم تجهيز مستشفى جديد في بيت لحم معد بشكل كامل للتعامل مع حالات الإصابة بفيروس “كورونا”.

وقال اشتية ان الحكومة الفلسطينية في تنسيق منتظم مع الحكومة المصرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون انتشار الفيروس في قطاع غزة، داعيا المواطنين في القطاع إلى الالتزام الكامل بإجراءات الحكومة وتعليماتها.

وأضاف: كي نتجنب أية إصابات في غزة، أدعو أهلنا هناك الى الالتزام الكامل بتوجيهات وتعليمات الرئيس محمود عباس والحكومة”.

وأوضح رئيس الوزراء ان الحكومة تتعامل مع انتشار الفيروس على ثلاثة مستويات: الفحص الأولي، والحالات المشتبه بها، وحالات الإصابة المؤكدة.

وأضاف: “اضطررنا لإغلاق بيت لحم من أجل سلامة أهلها ولحرصنا على منع انتشار الفيروس إلى خارج المحافظة. نحيي أهالي بيت لحم على التزامهم وانضباطهم وتفهمهم وتعاطيهم بكل جدية مع هذا الأمر”.

كما أعلن اشتية عن تلقيه تأكيدات من مستشفيات القطاع الخاص باستعدادها التام للتعاون مع الحكومة وتقديم المساعدة “اذا اقتضت الحاجة واضطررنا للخروج من مراكز وزارة الصحة.

الحجر الصحي المنزلي

وقال الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، أن عدد الحالات التي تخضع للحجر المنزلي في بيت لحم ارتفع إلى 2600، إضافة إلى 118 في مختلف المحافظات، و13 في حجر أريحا من القادمين من الخارج.

وأوضح أن هناك 64 سائحا، منهم 14 سائح أميركي ثبت عدم إصابتهم بالفيروس، و49 سائحا هولنديا، وسائح إسباني من أصل فلسطيني، سيغادرون جميعهم اليوم.
ودعا ملحم إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الأجهزة الأمنية والتقيد بالحجر المنزلي، مؤكدا أن هناك إجراءات ستتخذ بحق كل من ينشر الشائعات وأنه سيعرض نفسه للمساءلة القانونية.

من جهته، قال مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة كمال الشخرة، إن جميع المصابين بحالة صحية جيدة ولا يعانون من أية أعراض، مؤكدا أن هناك طبيب متواجد على مدار الساعة، ويتغير كل 12 ساعة.

وبخصوص الإقبال الشديد من قبل المواطنين على إجراء الفحوصات المخبرية الخاصة بـ”كورونا”، أوضح الشخرة أن الفحوصات تجري لحالات معينة، وأن الصحة تتبع بروتوكول منظمة الصحة العالمية في هذا المجال، داعيا المواطنين إلى عدم الهلع.

إجراءات وقائية مشددة

واتخذت السلطة الفلسطينية وبقرار رئاسي سلسلة قرارات بدءاً من إعلان حالة الطوارئ في كافة المحافظات الفلسطينية، حيث تم إغلاق كافة الجامعات والمدارس الفلسطينية، وإغلاق المساجد والكنائس والأديرة وكافة المناطق والمنتزهات السياحية والقاعات ومنع الاحتفالات وإخلاء كافة السياح من الأراضي الفلسطينية في خطوة وصفت بأنها بداية المواجهة مع هذا المرض والحد من انتشاره ، بالإضافة الى إغلاق مدينة بيت لحم بالكامل ومنع المواطنين من الدخول والخروج منها كإجراء وقائي.

كما تم نشر وحدات من عناصر الأمن الفلسطيني على مداخل المدن الفلسطينية وخاصة منطقة بيت لحم التي تعد بؤرة انتشار المرض عبر وفود سياحة قادمة من اليونان وتبين فيما بعد إصابة عدد كبير منهم بالفيروس والذي انتقل الى العاملين بالفندق الذي يخضع للحجر الصحي الكامل .

خطوات المواجهة :

ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية للحد من انتشار الفيروس في الضفة الغربية المحتلة، إغلاق كافة النوادي والمقاهي وقاعات الأفراح والمساجد والكنائس وكافة المناطق السياحية والأثرية التي يتواجد بها الزوار والسياح الأجانب .

وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب، إن الوزارة باشرت بعملية تعقيم كافة المساجد والمرافق التابعة لها بمختلف المحافظات الفلسطينية ، كإجراء وقائي لمواجهة انتشار فيروس كورونا، إضافة الى انتداب أطباء من وزارة الصحة للحديث عن الفيروس في درس الجمعة بالمساجد المركزية.

كما أصدر محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، قرارا إداريا بإغلاق كافة المقاهي والنوادي الرياضية وقاعات الأفراح والدواوين وصالات الألعاب الالكترونية والترفيهية في المحافظة، لمكافحة انتشار فيروس “كورونا”، وتشكيل لجان طوارئ محلية في المدينة والمخيمات والبلدات والقرى التابعة إداريا لمحافظة أريحا والأغوار، لمكافحة انتشار الفيروس.

وفي خطوة وقائية قررت وزارة النقل والمواصلات، نقل أربعة خطوط “سرفيس” من مجمع بلدية نابلس، بالتعاون مع الجهات المختصة، كخطوة وقائية واحترازية ضمن حالة الطوارئ المعلنة.

وقررت محافظة الخليل إغلاق صالات الأفراح والدواوين والمتنزهات العامة في كافة أرجاء المحافظة، ومنع التجمعات، وأن تقام المناسبات على نطاق ضيق ومختصر، ومن يخالف ذلك سيتعرض للمساءلة القانونية.

وأصدرت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام ، قرار يقضي بمنع تأجير أو استضافة أي وافد جديد من السياح الأجانب.

وأوضحت غنام، أن هذا القرار لا يشمل الأجانب الذين يعيشون منذ زمن في فلسطين، والبعثات الدبلوماسية المقيمة والذين لم يخرجوا من البلاد خلال فترة انتشار فيروس “كورونا”، حيث أقر مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية مع المحافظين وقادة الأجهزة بالتعامل معهم معاملة المواطن.

إجراءات قطاع غزة

وفي قطاع غزة التي لم تسجل فيه أى اصابة بفيروس ” كورونا” أنشأت وزارة الصحة الفلسطينية، منطقة للحجر الصحي على معبر رفح البري الرابط بين الأراضي الفلسطيني ومصر، حيث تم تخصيص أماكن مجهزة بالمعدات اللازمة لإجراء الفحص الطبي والحجر الصحي لكافة العائدين من الدول التي ينتشر فيها فيروس كورونا.

وقال مجدي ضهير، مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة في غزة، إن الوزارة “اتخذت إجراءات لمنع وصول كورونا إلى غزة، بحيث يتم متابعة القادمين عبر المعابر من الدول الموبوءة وفحصهم وعزلهم لمدة 14 يوما داخل حجر صحي مخصص لهم في معبر رفح والتأكد من عدم إصابتهم بالبقاء قيد الحجر المنزلي مدة 14 يوما وحثهم على عدم الاختلاط بالآخرين بعد توقيع تعهد بذلك”.

وأوضح أنه “يتم تجهيز مستشفى ميداني بالقرب من معبر رفح جنوبي القطاع سعة 30 سريرا كمرحلة أولى، وقسم عناية مركزة، ومعدات وكفاءات طبية مدرَبة”. مؤكداً أنه “تم توفير جهاز ومستلزمات فحص حالات الاشتباه في أي حالة دون الحاجة للخروج من القطاع”.

وتابع : قامت وزارة الصحة ، بنشر العديد من حملات التوعية وتعميم إرشادات عبر مختلف وسائل الإعلام لكيفية الإجراءات الشخصية والوقائية من فيروس كورونا.

وأكدت وزارة الصحة أن قطاع غزة يخلو من إصابات كورونا، في حين أن الضفة الغربية سجلت وجود 25 إصابة.

وأوصت الوزارة سكان القطاع بعدم مغادرة غزة إلا في حال الضرورة حفاظا على سلامتهم وضمان عدم إصابتهم بالفيروس ، بالإضافة الى تعطيل الجامعات والمؤسسات التعليمية للحد من انتشار المرض .

بدورها طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ،أصحاب القرار في قطاع غزة والضفة الغربية ، بتشكيل هيئة وطنية واحدة لمواجهة انتشار فيروس “الكورونا” كي يتحمل الجميع المسؤولية.

ودعت الى تنسيق الجهود بين مختلف الأطراف والاستفادة قدر المستطاع من المقدرات والإمكانيات القضية عنوانها صحي ولكنها تشمل مختلف القطاعات سواء على صعيد القرارات والإجراءات والتداعيات .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]