منذ النكبة العربية الكبرى، عام 1948 إلى اليوم، خاض الشعب الفلسطيني الكثير من الحروب والمعارك، وتعرّض للحصار، وقبل معركة الدفاع عن فلسطين عام 1948، واحتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، وحرب أكتوبر عام 1973، وحروب لبنان 1975-1990، والاجتياح «الإسرائيلي» للبنان عام 1982، وحصار غزة وثلاث حروب ضد القطاع في أربع سنوات.
لذلك هناك سؤال عن عدد شهداء وجرحى الشعب الفلسطيني في هذه الحروب والاعتداءات والحصارات؟ ويُقدّر عدد شهداء فلسطين منذ عام 1948 إلى الآن أكثر من 22000 شهيد دون وجود إحصائيّة دقيقة لعدد الشّهداء، ويتجاوز عدد الجرحى هذا الرقم كثيرا، وإن كان من الصعب لطول السنوات احتساب عدد الشهداء والجرحى، وتتفاقم معاناة الجرحى يومًا بعد يوم في ظل عدم توفر الامكانيات القادرة على تلبية احتياجاتهم، وعدم توفر فرص العمل، وإغلاق المعابر، ونقص المستلزمات والمعدات اللازمة لهم مثل تركيب الأطراف، والكراسي المتحركة، وتركيب السماعات الطبية وغيرها.. بينما يصل عدد الأسرى نحو 7 ألاف أسير .
تضحيات أبناء الشعب الفلسطيني من الشهداء والجرحى والأسرى، تواجه سطوا من دولة الاحتلال على حقوقهم، وتمارس القرصنة على أموالهم ، على نفس مسار الحركة الصهيونية بالسطو على الجغرافية والتاريخ الفلسطيني، وبالقوانين العنصرية التي يقرها الاحتلال، وترسخ «نظام أبرتهايد».. وهي ممارسات «نازية» يتصدى لها الشعب الفلسطيني، وقد شارك الآلاف من المواطنين في مدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، بمسيرة جماهيرية لإطلاق الحملة الوطنية لرفض القرصنة وسرقة أموال ومخصصات الأسرى وأهالي الشهداء والجرحى من العائدات الضريبية، ورفضا لما يسمى بـ «صفقة القرن»، وستمتد الحملة لتشمل باقي محافظات ومدن فلسطين المحتلة، وعواصم ومدن دولية، بهدف إسقاط قرار حجب أموال الضرائب عن السلطة الوطنية الفلسطينية التي تدفع لأهالي الشهداء والجرحى والأسرى.
- وتؤكد القوى الوطنية والشعبية الفلسطينية، أن فعاليات الحملة المحلية والعربية والدولية ستستمر حتى يتم إجبار الاحتلال على التراجع عن قراره هذا، لأن التشريع العنصري الذي تقوم به حكومة الاحتلال المتطرفة، يهدف إلى ضرب روح المقاومة لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وأن إعلان هذه الحملة يأتي أيضا رفضا للمؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وقضيته، من قبل الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو المتطرفة.
- وطالبوا العالم والمؤسسات الحقوقية والدولية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الجريمة الممارسة بحق الشعب الفلسطيني، واتخاذ قرار وآليات ضد الاحتلال المستهتر بالقوانين الدولية.. وطالبوا بتبني استراتيجية كفاحية من قبل الحركة الوطنية، للتصدي لكل ما يحاط ضد الشعب الفلسطيني، ووجهوا دعوة للأسرى المحررين وأهالي الأسرى والشهداء والجرحى للمشاركة في الحملة، والدفاع والتصدي لكل المؤامرات التي يشرعها الاحتلال ضدهم، حتى يتحقيق الانتصار على الاحتلال.
وتزامنت ممارسات سطو الاحتلال الإسرائيلي، على أموال وحقوق الشهداء والجرحى والأسرى، مع مصادقة الكونجرس الأمريكي على قانون حجب المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية، التي قد تصل إلى 300 مليون دولار (بلغت 457 مليون دولار في 2016)، في حال استمرت «السلطة الوطنية الفلسطينية» بدفع مخصصات أهالي المعتقلين والشهداء. والجرحى، مما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، انحياز الولايات المتحدة الأمريكية، وتبنيها مواقف الاحتلال.
- الجملة الفلسطينية، أعلنت موقف الشعب الفلسطيني، بأن مخصصات أهالي الشهداء والأسرى خط أحمر لا يمكن المساس بها.. وأن رواتب أسر الشهداء والمعتقلين «غير خاضعة للابتزاز السياسي الإسرائيلي ـ الأميركي»
