أحيا الفلسطينيون اليوم السبت، فعاليات الذكرى 46 ليوم الأرض الخالد، تأكيدا على حقهم في أرضهم وتشبثهم بها ورفضهم كل محاولات تهويدها وسرقتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت شخصيات فلسطينية في حديثها لقناة الغد، خلال الفعاليات التزامنية أقيمت في قرية سعوة و الأطرش بالنقب المحتل وكذلك في مخيم ملكة شرق مدينة غزة، ضرورة استمرار الكفاح والتمسك بالأرض من أجل تفكيك مشروع الاحتلال والنظام العنصري.
وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم:” إن رسالتنا اليوم في فعاليات ذكرى يوم الأرض هي رساله الوطن والشعب الفلسطيني المقاوم والمناضل من أجل انتزاع كل حقوقه من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف برهوم خلال حديثه للغد، أن تلك أيضا هي رسالة المقاومة الممتد من غزة حتى الضفة والقدس والنقب الثائر واللد والرملة، بأننا أبناء شعب واحد، وفي وطن واحد، وحقوقنا يجب أن تنتزع بكل قوة وبكل أدوات الكفاح والنضال من الاحتلال الإسرائيلي، و أن كل محاولات التهويد و الأسرلة هي محاولات بائسة وفاشلة وسوف تتحطم أمام إرادة الشعب الفلسطيني الموحد.
تفكيك الأبرتهايد
من جهته قال رئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل محسن أبو رمضان:” نحن هنا من أجل أن نساند جماهيرنا في فلسطين المحتلة 48 في كفاحهم العادل ضد التمييز العنصري والقوانين العنصرية، وضد سياسة مصادرة الأراضي ومحاولة تهجيرهم وإحلال المستوطنين الصهاينة الجدد محلهم، وبين محاولات عزل قطاع غزة وتركه لمصيره الذاتي لن تنجح”.
وأوضح خلال حديثه لقناة الغد، أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 48 والقدس والشتات موحد من أجل تفكيك منظومة الأبرتهايد و العنصرية، وأن شعبنا يقف في مواجهة محاولات الاستيطان بالنقب.
وأكد أبو رمضان، أهمية الاستمرار بالكفاح والتمسك بالأرض من أجل تفكيك مشروع الاحتلال والنظام العنصري، وأن قطاع غزة يؤكّد اليوم وقوفه في مواجهة التطهير العرقي والعنصرية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا.
وأضاف: “نقف إلى جانب أهلنا في الداخل لإسنادهم في مواجهة الاحتلال، ونقف اليوم موحدين في وجه محاولات الاحتلال تهويد أراضي النقب ونرفض التمييز العرقي الإسرائيلي في مدينة القدس والداخل المحتل”.
بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: “إن هذا الحضور الوطني الواسع هو رسالة من شعبنا بأن أهلنا في المناطق المحتلة عام48 وخاصة النقب ليس وحدهم، في معركة البقاء بأراضيهم ومواجهة سياسية تهجير والترحيل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في النقب، وبأننا ماضون مع أبناء شعبنا ضد الاحتلال حتى يوقف جرائمه”.
ونقول إنه مهما مارس الاحتلال من أشكال الفصل، فقضية الأرض توحد كل أبناء شعبنا الفلسطيني في مواجهة مشاريع الاحتلال التهويدية والاستيطانية، حتى نحقق اهدافنا بتقرير المصير وعاصمتها القدس.
ممارسات إجرامية
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير في الداخل المحتل محمد بركة: “إن أبناء شعبكم في الجليل والمثلث والنقب يواجهون مخططات عاتية من الاحتلال لتغييب حضورهم الوطني والسياسي والاجتماعي، وأن منطقة النقب أصبحت مركز التحريض الإسرائيلي ومركزاً لهدم المنازل والبيوت وزراعة الأحراش من أجل المصادرة.
وأوضح بركه خلال كلمته أنه وفق معطيات العام الماضي فإن إسرائيل تهدم مبنى في النقب كل 6 ساعات، وأن الاحتلال يريد كسر إرادة أهل النقب لكنهم لن يفلحوا في ذلك، ونحن قادرون على التصدي لكل محاولات الاحتلال المساس بأرضنا ومقدساتنا.
ولفت إلى أن القدس تواجه معركة عاتية، عندما فصلت عن باقي المناطق الفلسطينية المحتلة عام 67 ومن خلال ممارسات إجرامية على الأرض تطال البيت والأرض والتاريخ والمقدسات، وحذرنا “إسرائيل” وحكومتها من المخطط الجهنمي الذي يخططون له ويمهدون فيه إلى تقسيم زماني ومكاني في الأقصى.
وشدد بركة على أنه لا يوجد أي مبرر لإبقاء الانقسام والوحدة الفلسطينية هي المدخل الأساسي لمواجهة المحتل، خاصة أن هذه الأيام التي نستقبل فيها رمضان تروج وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ما يمكن أن يحدث في الشهر الفضيل، هذا الترويج المحموم منذ أسبوعين عن استعدادات أمنية بلغة الاحتلال هي تعبير على أنهم يبيتون مخططا إجراميا دمويا في رمضان.
النقب والشيخ جراح
و خلال كلمته في فعالية يوم الأرض شرق غزة قال منسق القوى الوطنية والإسلامية خالد البطش: “نحيي شعبنا في الداخل المحتل في ذكرى يوم الأرض، وأن سيف القدس لن يغمد وسيبقى مشرعا لحماية أهلنا في النقب والشيخ جراح وكل أماكن تواجده”.
وجدد البطش تأكيده على أن قضيتنا والصراع مع المحتل مفتوح ولن يغلق هذا الملف دون استعادة حقنا المشروع، وأن الموازين الدولية اليوم بدأت بالتغيّر لصالح قضيتنا باستمرار مقاومتنا، وهذا يستدعي بتجسيد الوحدة لكل الساحات لشعبنا، وسنستمر في غزة بالإسناد بسلاحنا وبصواريخنا ولن نسمح لهم بالتفرد بشعبنا.
وتابع حديثه، “ونحن مستمرون في مشروعنا لنيل الحرية والكرامة وتحرير الوطن وعودة اللاجئين، و شعبنا في النقب يمثل قلب الصراع في هذا المشروع ونحن في غزة سنواصل الدعم والإسناد بكل الأدوات، و المقاومة جاهزة مجددا لأن تقول كلمتها إذا ما اعتدى الاحتلال على الشيخ جراح”.
استمرار الفعاليات
وتضمنت مراسيم إحياء الذكرى التي شاركت بها مختلف القيادات والفعاليات السياسية والحزبية والشعبية والقوى الوطنية، زرع أشتال الزيتون في أراضي سعوة والأطرش التي تم تجريفها وحرثها قبل عدة أشهر من قبل السلطات الإسرائيلية.
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية قد دعت الفلسطينيين بأراضي 48 لأوسع مشاركة في إحياء الذكرى الـ46 ليوم الأرض في المهرجانين المركزيين بسعوة الأطرش، وفي البطوف بقرية دير حنا يوم الأربعاء بتاريخ 30/3/2022.
بينما أعلنت الهيئة الوطنية لدعم وإسناد فلسطينيي الداخل المحتل انطلاق فعاليات ذكرى “يوم الأرض” اليوم في مخيم ملكة شرق مدينة غزة، وذلك بمشاركة الآلاف من الفلسطينيين.
ويحيي الفلسطينيون، في الثلاثين من مارس من كل عام، في الداخل والشتات- ذكرى يوم الأرض الخالد، والذي تعود أحداثه إلى عام 1976؛ حيث جرت أول مواجهة مباشرة بين المواطنين الفلسطينيين من جهة؛ والمؤسسة الإسرائيلية منذ عام 1948م؛ كانت نتيجتها ارتقاء ستة من الشهداء الفلسطينيين؛ بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل.
