أجمع الفلسطينيون بكل أطيافهم على رفض تدخل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” المساس بالمنهاج الفلسطيني، مؤكدين أن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية هي المخولة بإدخال مواد جديدة على المنهاج.
وأعربت القوى الوطنية والإسلامية في غزة عن رفضها الكامل لقيام إدارة الوكالة بإدخال مواد دراسية جديدة على منهاج الطلاب تحت عنوان: “مواد إثرائية”، والتي بجوهرها تمس الهوية الوطنية الفلسطينية بإدخال بعض مصطلحات تبعد الطالب عن تعلم مفاهيم تتعلق بالهوية الوطنية والتراث الفلسطيني.
وطالبت القوى الوطنية والإسلامية إدارة الوكالة بالكف عن هذه المحاولات التي تشوه وعي الطلاب وعلاقتهم بالهوية والأرض والتراث الفلسطيني، كما طالبت بالالتزام الكامل بالمنهاج الفلسطيني دون زيادة أو نقصان، تماما كما هو الاتفاق مع رئاسة الوكالة، وهو الالتزام بمنهاج الدولة المضيفة.
وحذرت إدارة الوكالة من الاستمرار بهذا النهج وعدم السماح بالبدء بالتدريب على ما يمس الهوية الوطنية تحت عنوان الإثراء والحيادية .
ودعت القوى الأمم المتحدة لمراجعة ومراقبة المناهج الإسرائيلية وبكل ما فيها من عنصرية وحقد وتحريض على القتل لكل ما هو فلسطيني وعربي، كما دعت إدارة الوكالة ممثلة بماتياس شمالو، لمراجعة هذا الموقف والعودة عنه وعدم خلق أزمة لا مبرر ولا داعي لها .
بدوره ، رفض المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة أي خطوات أو محاولات قد تتخذها وكالة الغوث الدولية (أونروا) أو أي جهة كانت، بحق المناهج الفلسطينية سواء بحذف أو تعديل أو إضافة أي مواد تتعارض مع فلسفة المناهج، وتتعارض مع ما يتضمنه المنهاج الفلسطيني من مضامين تتصل بالهوية الوطنية أو الموروث الثقافي والاجتماعي والوطني للشعب الفلسطيني.
وقال المكتب التنفيذي للجان في بيان “صحفي” :”إن لقاءاته مع المسئولين في إدارة الأونروا وآخرها أمس الثلاثاء، مع “ماتياس شمالو” في ظل الحديث الدائر حول نية إدارة وكالة الغوث الدولية إدخال مواد تسمى “إثرائية” على مناهجنا الوطنية ، أكدت وبشكل صريح وواضح على ضرورة الالتزام بمحتوى المنهج الفلسطيني ومنطلقاته، وأن أي مواد ترغب الوكالة بإضافتها لا بد وأن تكون استكماليه ومنسجمةً مع كل ما جاء في كتب المنهاج الفلسطيني المدرسية”.
وأكد المكتب التنفيذي أن أية مواد يمكن لوكالة الغوث أن تدخلها على المناهج يجب أن لا تمس بمضمون هذه الكتب، خاصة وأن الوكالة ووفقاً للقانون الدولي ملزمة بتطبيق مناهج الدول المضيفة، لافتةً في هذا السياق إلى أن الجهة الوحيدة التي يحق لها تعديل أو إدخال مواد جديدة على المناهج هي “مركز المناهج” التابع لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية .
وقال المكتب التنفيذي للجان الشعبية ” إن أي نقاش أو تدريب مع المعلمين حول أي مواد قد تثري المناهج وتدعمها لا ينبغي أن يطال مضمونها لاسيما تلك المرتبطة بالقضايا الوطنية والاجتماعية والإنسانية والمتعلقة بالموروث النضالي والتراث الفلسطيني، وغيرها من القضايا التي تعد خطاً أحمر”.
من جهته، قال الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين “إنه لن يسمح بالمساس بالمنهاج الفلسطيني، رافضًا التدخل الفظ من قبل وكالة الغوث الدولية “الأونروا” ومحاولاتها المساس بالمنهاج الفلسطيني سواء بالتعديل أو الاستبدال”.
وأضاف الاتحاد في بيان صحفي أن “الأونروا” تتدخل في سياسات الدول الداخلية ومن غير المسموح به التدخل في تلك الشؤون الداخلية، متابعا :”على الأونروا أن تقوم بفضح وكشف التحريض العنصري في مناهج الاحتلال وإجباره على تعديل تلك المناهج التحريضية المليئة بالعنف والعنصرية”.
وأكد أنه لن يسمح لأي كان المساس بالمنهاج الفلسطيني الذي نعتز ونفتخر به وبالعقول الوطنية والتربوية الفلسطينية التي ساهمت بتأليفه وعملت على مدار السنوات السابقة في بناء هذا المنهاج الذي يغرس قيم الوطنية والانتماء في نفوس وعقول وقلوب الأجيال.
وفي هذا السياق، شدد الاتحاد على وقوفه وبكل قوة جنبًا إلى جنب مع وزارة التربية والتعليم العالي في مواجهة سياسات “الأونروا” تجاه المناهج.
وطالب بالضغط على “الأونروا” بالكف عن تدخلها بالمنهاج الفلسطيني واحترام القرار الفلسطيني الداخلي والمستقل والضغط على الاحتلال لتعديل مناهجه التحريضية والعنصرية والتي تبث سموم الكراهية والعنصرية.
