يستعد الفلسطينيون في قطاع غزة للمشاركة في مسيرات العودة الكبرى للجمعة الرابعة على التوالي، التي أطلق عليها اسم جمعة “الشهداء والأسرى”.
وأعلنت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة الكبرى، أنها نقلت المخيمات شرق قطاع غزة مسافة 50 مترا باتجاه الشريط الحدودي، كرسالة إصرار من الشعب الفلسطيني إلى العالم بالمضي قدما نحو أهدافه المشروعة والثابتة، وكخطوة أولى تعبيرا عن التقدم المنظم للتأكيد على حق العودة والتصدي لصفقة القرن ومؤامرة الوطن البديل.
وشددت الهيئة على سلمية تظاهرات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من مارس/آذار الماضي، داعية جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة الفاعلة في فعاليات المسيرات.
وألقت طائرات إسرائيلية صباح اليوم، الجمعة، مناشير تحذيرية فوق مخيمات العودة الخمسة الموزعة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وكتب في المناشير التي القتها قوات طائرات الاحتلال: “عليكم الامتناع من الاقتراب من السياج الفاصل أو المس به، عليكم الامتناع من استخدام السلاح، ومن تنفيذ أعمال العنف ضد قوات الأمن الإسرائيلية ومواطني دولة إسرائيل”، وأكد جيش الاحتلال أنه سيعمل ضد محاولة المس بأي شيء تابع للجيش على الحدود مع غزة.
بدوره، قال داود شهاب، مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، “إن إلقاء طائرات الاحتلال الإسرائيلي منشورات تحذيرية على خيام العودة على الحدود الشرقية للقطاع، هي محاولة مرتعشة مرتبكة أمام الحقيقة التي يعجز الاحتلال عن مواجهتها”.
وأضاف شهاب، في بيان، “أن المظاهرات الشعبية أثبتت مرة أخرى قدرة الشعب الفلسطيني على إظهار حقه وتعرية الباطل المتمثل في إسرائيل”.
وأكد على أن استمرار المسيرات والمظاهرات بطابعها الشعبي وانتقالها إلى الضفة والقدس سيجعل المشهد مربكا أكثر للمشروع “الصهيوني” برمته.
وأوضح أن المطلوب هو تحفيز الناس على المشاركة واستمرار التقدم تدريجيا وبث روح العزيمة والهمة في النفوس وتهيئة الظروف والإمكانات المناسبة لضمان مواصلة الفعاليات، والعمل الدؤوب مع كل أبناء الشعب الفلسطيني وقواه في الداخل والخارج ومع المخلصين على إعلاء صوت الحق الفلسطيني في كل المحافل وتعزيز حركة المقاطعة الدولية.
بدوره، دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، إلى حماية المتظاهرين الفلسطينيين والتمويل العاجل لتلبية الاحتياجات الحرجة، التي نجمت عن الارتفاع الهائل في عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة منذ 30 مارس/آذار 2018.
وطالب منسق الشؤون الإنسانية، في بيان صحفي اليوم، سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى أقصى درجات ضبط النفس.
وذكر البيان أن الشركاء في المجال الإنساني يحتاجون بشكل عاجل إلى 5.3 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية والنفسية والحماية في غزة، حيث ستمكن هذه الأموال من نشر فرق طبية متخصصة لإجراء عمليات جراحية معقدة لإنقاذ الأرواح، والسماح لبنوك الدم بزيادة قدرتها على التعامل مع ارتفاع حجم الإصابات، وتوفير الأدوية.
وقال ماكغولدريك: “إنه ليس لدى مقدّمي الخدمات الأساسيين في غزة ببساطة القدرة حاليًا على التأقلم مع الوضع الراهن”، مشيرًا إلى استعداد المجتمع الإنساني لدعم دولة فلسطين في تلبية الاحتياجات الصحية الهائلة لسكان غزة، وضمان توفير الحماية الحيوية والدعم النفسي.
يشار إلى أن 35 فلسطينيا استشهدوا وأصيب أكثر من 4 آلاف فلسطيني بجراح مخلتفة جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرات العودة منذ الثلاثين من مارس الماضي.
