الفلسطينيون يطالبون بإنقاذ الأسرى من وباء كورونا
طالب الفلسطينيون، اليوم الخميس، بإطلاق سراح الأسرى القابعين في سجون الاحتلال خصوصا غير المحكومين الذين يشكلون ثلث الأسرى، مع النساء والأطفال والأسرى المرضى وعلى رأسهم عميد الأسرى وأكبرهم سنا فؤاد الشوبكي.
وقال رئيس شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، في مؤتمر صحفي عقد في مقر الصليب الأحمر بمدينة البيرة، إن قرابة مليون فلسطيني تعرض للاعتقال منذ الاحتلال منهم 16 ألف فتاة، ويقبع قرابة 5000 حاليا في 23 سجنا تابعا للاحتلال بينهم قرابة 500 أسير يعتقلون إداريا.
مليون فلسطيني
وأضاف أبو بكر أن المؤتمر يعقد بالتزامن مع مؤتمر آخر في غزة، وهناك فعاليات أخرى تم الإعداد لها محليا وعربيا ودوليا وبالسفارات والممثليات الفلسطينية وأمناء سر الأقاليم في الداخل والخارج.
وأضاف أنه “تم توجيه رسائل بسبع لغات بالشراكة مع التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، للأمم المتحدة والهيئات الحقوقية والبرلمانية، وحكومات وهيئات العالم، تطالب بالتدخل العاجل، وممارسة الضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى خاصة المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال والمحكومين إداريا، وكذلك 41 أسيرة منهن 3 اعتقلن إداريا، و7 جريحات أصبن بالرصاص، وكذلك يوجد 13 صحفيا في سجون الاحتلال، و540 محكومين بالمؤبد، و700 أسير مريض، فيما استشهد من الحركة الأسيرة منذ بدء الاحتلال 220 شهيدا، وخاض الأسرى منذ الاحتلال 23 إضرابا، ويوجد أسرى قبل أوسلو 28 أسيرا، والمقعدين 8 أسرى والأسرى المرضى بالسرطان 10 أسرى، وكذلك 30 طفلا دون العشر سنوات في الحبس المنزلي من أصل 130 أسيرا في سجون الاحتلال”.
وأشار إلى أن يوم الأسير يتزامن مع اغتيال الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد”، الذي كان أول من تواصل مع الحركة الأسيرة وعمل حتى استشهاده من أجل إطلاق سراح الاسرى.
رمز الصمود
بدوره، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إن “أسرانا يواصلون نضالهم في مواجهة الاحتلال ولم يرفعوا راية بيضاء بل ظلوا على عهد الشهداء، وفي هذا الشهر هناك العديد من المناسبات التي ترمز لكفاح الشعب الفلسطيني وعلى رأسها يوم الأسير وذكرى استشهاد القائد عبد القادر الحسيني، وكذلك ثلاثة من قادة فتح هم الشهيد أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر، وكذلك اعتقل في هذا الشهر القائد المناضل مروان البرغوثي، وفي مثل هذا اليوم نالت الأيدي الآثمة من أمير الشهداء القائد أبو جهاد في تونس عام 1988″.
وأضاف أن يوم الأسير يرمز لبقاء وصمود وشموخ الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه بين العام 2019 والعام 2020 نفذت إسرائيل جملة من الإجراءات التي تخرق الاتفاقيات الدولية، وكذلك مارست سياسة التعذيبه.
وتابع:” خلال العام الجاري استعضنا عن تنفيذ الفعاليات بحملات إعلامية واسعة وتنظيم تظاهرة عالمية عبر حملة أعلن عنها النادي قبل عدة أيام، ووجدنا تفاعلا كبيرا، داعيا كل أبناء شعبنا والأمة العربية وأنصار الحرية والسلام، أن يتحدوا في موجهة أخر احتلال على وجه الارض مقل الاتحاد في مواجهة الكورونا”.
تعسف إسرائيلي
من جانبه، قالت رئيس الصليب الاحمر في رام الله سحر فرنسيس، إن يوم الأسير هذا العام يأتي في ظروف صعبة للغاية على أهالي الأسرى الذين توقفت زيارتهم وانقطعت أخبار أبنائهم من بداية مارس/آذار.
وأضافت أن “سلطات إدارة سجون الاحتلال اتخذت إجراءات تعسفية بحق الأسرى، إضافة لمنع زيارات الأهالي والمحامين، والقائد العسكري أصدر بعض الإجراءات بأوامر عسكرية منذ بدء جائحة كورونا تتعلق بتمديد التوقيف ووقف كافة إجراءات المحاكمات، والنظر فقط في قضايا التحقيق والاعتقال الإدارية”.
وأشارت إلى أن كافة الاجراءات الإسرائيلية تراعي مصلحة الاحتلال فقط وليس مصلحة المعتقلين والمدنيين وسكان الأرض المحتلة، ودولة الاحتلال هي المسؤول الأول والأخير عن سلامة الأسرى ورعايتهم صحيا وطبيا، مؤكدة وجود سياسة إهمال طبي أدت إلى استشهاد 3 مرضى.
وتابعت أن” مصلحة السجون حددت ما يمكن للأسرى شراؤه من الكانتين، وهذا يؤكد أنهم محتجزون وينفقون على احتجازهم خلافا لكل الاتفاقيات الدولية”.
وانتقدت اكتفاء المقرر الخاص للأمم المتحدة ريتشارد فولك، بأنه سيقوم بصياغة رسالة حول الأسرى الفلسطينيين ولكن لم يتم مطالبة دولة الاحتلال بالإفراج عن الأسرى في ظل هذه الجائحة.
وقالت فرنسيس، إن ثلث الأسرى الفلسطينيين موقوفون دون لائحة اتهام، وتستطيع دولة الاحتلال الافراج عنهم، متسائلة ما الداعي من استمرار احتجاز أشخاص لم يتم تقديم لوائح اتهام ضدهم، أو لم يقدم قدم بحقهم لوائح اتهام سرية واعتقلوا إداريا؟”
الحركة الوطنية
من ناحيته، قال رئيس الهيئة العليا لنصرة الأسرى أمين شومان، “إننا نحيي غدا يوم الاسير لنستذكر شهداء الحركة الوطنية الاسيرة وعددهم 220 شهيدا، قضوا إما بالتحقيق القاسي أو بإطلاق الرصاص عليهم أو بسياسة الإهمال الطبي بحقهم ونستذكر القادة الوطنيون في هذه السجون، وعمداء الحركة الوطنية الأسيرة وعلى رأسهم أحمد سعدات، وعضوا اللجنة المركزية لحركة “فتح” وعمداء الحركة الوطنية كريم يونس ومروان البرغوثي والأسير فؤاد الشوبكي”.
وأضاف أنه “أمام هذه الجائحة والظروف غير الاعتيادية التي حرمت شعبنا أن يحيي يوم الأسير بما يليق بتضحيات الحركة الأسيرة، وما يعانونه داخل السجونن نؤكد أننا سنبقى مساندين لأسرانا وسنواصل العمل حتى تحررهم من سجون الاحتلال”.
إلى ذلك، دعا مدير مركز الدفاع عن الحريات “حريات” حلمي الأعرج، أبناء الشعب الفلسطيني لإحياء يوم الأسير بما أمكن وفاء للحركة الأسيرة، وقال “جرت العادة أن نقف في هذه المناسبة لنتحدث عن الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها الاحتلال بحق الاسيرات والاسرى لكن في هذه الظروف العسيرة هناك جريمة حرب يرتكبها الاحتلال باستمرار احتجاز الأسرى”.
وفي الختام سلم الحضور رسالة إلى الصليب الأحمر الدولي، للمطالبة بالتدخل العاجل لإطلاق سراح الاسرى وإنقاذهم من جائحة كورونا.