الفلسطينيون يطوون 2017 على عتبات انتفاضة القدس والمصالحة

يستعد العالم للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة وبأعياد الميلاد المجيد كل على طريقته الخاصة لكن مدينة السلام ترتدي في الميلادية الجديدة السواد جراء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي وتوقيعه على قرار نقل سفارة بلاده إليها.

نكبة جديدة تتلقاها القضية الفلسطينية بعد 100 عام على وعد بلفور ألا وهو إعلان ترامب في السادس من ديسمبر الحالي الذي منح القدس عاصمة للاحتلال وبهذا يكون ترامب قد أوفى بوعده الذي قطعه على نفسه قبل مجيئة للحكم.

هذا القرار الأمريكي المنحاز لدولة الاحتلال والذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق أجج مشاعر الغضب لدى المسلمين والمسيحيين في كافة أنحاء العالم فخرجت التظاهرات منددة بقرار ترامب.

في الأراضي الفلسطينية كان الأمر مختلفا تماما وكان العنوان مزيدا من سقوط الشهداء فداء للقدس، فقد سقط في الأراضي الفلسطينية 14 شهيدا وآلاف الجرحى في مواجهات بين شباب فلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق التماس بمختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس منذ قرار ترامب.

فيما اعتبر الشهيد القعيد إبراهيم أبوثريا 29 عاما من سكان مخيم الشاطئ الذي استشهد خلال المواجهات مع الاحتلال على الحدود الشرقية لغزة رمزا لهبة القدس.

وقوبل إعلان ترامب بإدانة عربية ودولية واسعة واعتبر مخالفا لقرارات الشرعية الدولية وسط تأكيد على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، كما وأعقب القرار الأميركي اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة التطورات المتصلة بالقدس بناء على طلب فلسطين والأردن في التاسع من ديسمبر الحالي، كما عقدت منظمة التعاون الاسلامي في الثالث عشر من ديسمبر قمة استثنائية في اسطنبول لبحث ذات القرار بمشاركة رؤساء ووزراء خارجية 48 دولة إسلامية.

كما عقد مجلس الأمن الدولي في الثامن عشر من الشهر الحالي جلسة طارئة بناء على مشروع قرار مقدم من جمهورية مصر العربية لإبطال قرار ترامب لكن تصدت الادارة الاميركية للقرار بالفيتو الذي كان متوقعا بينما صوتت 14 دولة لصالح القرار، وقوبل الفيتو الأميركي برفض فلسطيني وعربي ودولي، وبعد اثني عشر يوما عقدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر المقاطعة برام الله لبحث تداعيات قرار ترامب، وقررت الانضمام لـ 22 منظمة وهيئة دولية.

وفي التاسع عشر من ديسمبر الحالي اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وصوتت الجمعية العامة بأغلبية 176 دولة لصالح القرار، فيما صوتت 7 دول ضده “الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، ونيرو، وبالاو” وامتناع 4 دول “الكاميرون، وهندوراس، وتوغو، وتونجا”.

وفي الحادي والعشرين من ديسمبر الحالي صوتت 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما اعترضت 9 دول، وامتنعت 35 دولة عن التصويت لصالح القرار الذي استبقته واشنطن بالتهديد بوقف المساعدات المالية التي تقدمها لتلك الدول.

وستبقى تبعات قرار الرئيس الأميركي ترامب هي السمة الأبرز للعام الجديد وما ستتخذه القيادة الفلسطينية من قرارات ردا على إعلان ترامب.

وخطى المقدسيون بأيدهم انتصارا جديدا على الاحتلال الإسرائيلي في السابع والعشرين من يوليو الماضي عندما أزالوا كافة الجسور والممرات والكاميرات من أمام أبواب المسجد الأقصى الذي حاول الإحتلال فرضها عقب العملية الفدائية التي نفذها 3 شبان من عائلة جبارين في الرابع عشر من نفس الشهر لكنها بائت بالفشل.

وسقط خلال معركة القدس ثمانية شهداء فلسطينيين في مدينة القدس وضواحيها خلال شهر تموز/يوليو الماضي، فيما اعتقلت القوات 425 فلسطينيا من المدينة.

وشهد العام الحالي أيضا تطورا لافتا في ملف المصالحة الفلسطينية فقد تسلمت حكومة الوفاق الفلسطينية قطاع غزة في الأول من أكتوبر بعد إبداء حركة حماس مرونة عندما أعلنت عن حل اللجنة الإدارية في السابع عشر من سبتمبر الماضي من العاصمة المصرية القاهرة أثناء زيارة وفد قيادي كبير من حركة حماس.

وجاءت مرونة الحركة بعد فرض السلطة الفلسطينية بداية أبريل الماضي عقوبات على قطاع غزة تمثلت في خصم ما بين 30 الى 70 % من رواتب موظفي السلطة في غزة وتقليص كمية الكهرباء الواردة من إسرائيل والتقاعد المبكر الذي طال 12 ألف موظف عسكري.

رغم هذا التطور اللافت إلا أن ملف المصالحة لا يزال يشهد عقبات على الأرض يحول من تقدم عجلة المصالحة للأمام حتى اللحظة.

واتفقت حركتا فتح وحماس في القاهرة على أن يكون العاشر من ديسمبر الموعد النهائي لتسلم الحكومة لكامل صلاحياتها في غزة وصرف رواتب للموظفين الذي عينوا بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في العام 2007 من قبل الحكومة الفلسطينية.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية في الحادي عشر من الشهر الحالي أنها لم تتسلم مسؤولياتها بالكامل في قطاع غزة، كما كان متفقا عليه لينقضي بذلك موعد آخر دون أن يكتمل تنفيذ بنود المصالحة بين حركتي فتح وحماس.

وتشير الحكومة إلى أن أبرز العقبات التي تعرقل إتمام تمكينها في غزة عملية الجباية وعودة الموظفين القدامى التابعين للسلطة الفلسطينية.

وفي اطار المصالحة الداخلية جرت خلال العام سلسلة لقاءات بين حركة حماس والتيار الإصلاحي في حركة فتح الذي يتزعمه النائب محمد دحلان في العاصمة المصرية القاهرة.

وكشف القيادي في حماس خليل الحية في التاسع عشر من يوليو الماضي أن اللقاءات مع قيادات في التيار الإصلاحي بحركة فتح بقيادة النائب محمد دحلان ليست سرا.

وفي السابع والعشرين من يوليو من نفس الشهر شارك النائب دحلان في جلسة للتشريعي في كلمة له عبر الفيديو كونفراس وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات وقد كرست جلسة المجلس التشريعي الطارئة في حينها لتطورات الأحداث في القدس.

ومن أبرز أحداث العام 2017 في فلسطين فوز إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في السادس من مايو الذي حصد أعلى الأصوات في الانتخابات الداخلية على رئاسة المكتب السياسي.

كما حصل تطور دراماتيكي في الانتخابات الداخلية لحركة حماس صعود شخصيات من الجناح العسكري للحركة لرئاسة الحركة في غزة، ففي الثالث عشر من فبراير الماضي انتخب يحيى السنوار قائد حماس في قطاع غزة وخليل الحية نائبا له.

في الخامس من أكتوبر الماضي انتخبت حركة حماس صالح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة.

وأعلنت حركة حماس عن وثيقة المبادئ والسياسات العامة التي اتسمت بالمرونة بعد ثلاثة عقود على انطلاق الحركة.

وتتصف بنود الوثيقة التي أعلن عنها في الأول من مايو من العام الحالي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حينها بالصلابة والوضوح كما تقول الحركة في أحد عشر عنوانا، شملت تعريفها لنفسها، ولأرض فلسطين وشعبها، ولرؤيتها الإسلامية لفلسطين، وللقدس، وغطت موضوع اللاجئين وحق العودة، والمشروع “الصهيوني”، والموقف من الاحتلال ومن التسوية السياسية، وحددت رؤيتها للمقاومة ومشروع التحرير وللنظام السياسي الفلسطيني، كما تحدثت عن الأبعاد العربية والإسلامية والدولية والإنسانية.

وشهد العام الحالي أيضا شن طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على قطاع غزة أبرزها في الثلاثين من أكتوبر حيث أغارت طائرات الاحتلال على نفق تابع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أدى إلى استشهاد 12 عنصرا من السرايا وكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]