في أغسطس/آب 2014، سيطر تنظيم «داعش» على مطار الطبقة العسكري، ليحكم قبضته على محافظة الرقة ويعلنها عاصمة لدولة خلافته المزعومة، وكانت تلك نقطة تحوّل جديدة في سوريا، فقد غنم التنظيم المتشدد أسلحة هائلة وخطيرة من المطار، خرج بعدها للاحتفال وجابت عناصره بتلك الغنائم من دبابات وأسلحة ثقيلة في شوارع المحافظة، بينما شن حملة إعدامات لجنود الجيش السوري الذين لم يتمكنوا من الهرب.
https://www.youtube.com/watch?v=ohufY8qmGAI
ويتقدم اليوم الجيش السوري مرة أخرى صوب «الطبقة» حيث يفصلها عن هذا المطار الاستراتيجي نحو 7 كيلومترت فقط، ما يعني أن القوات السورية، باتت على بعد أقل من 45 كيلومترا فقط عن الرقة معقل التنظيم وعاصمته.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مصادر خاصة، أن 9 جنود قتلوا اليوم، الأحد، في معارك عنيفة مع تنظيم «داعش»، مؤكدا أن وصول التعزيزات العسكري لقوات النظام والمسلحين الموالين لها لم توقف وقوع خسائر بشرية في صفوفهم.
وأوضح المرصد أن غارات جوية مكثفة تستهدف منطقة الطبقة لليوم الثالث على التوالي، مشيرا إلى أن طائرات سورية وروسية تنفذ هذه الطلعات الجوية يوميا.
وأضاف المرصد أن 18 غارة جوية نفذت منذ فجر اليوم، الأحد، ما أدى إلى سقوط قتلى بينهم سيدة واحدة، بينما سجلت المنطقة حركة نزوح كبيرة للمدنيين، وعلى الجانب الآخر، أكد المرصد أن مقتل 10 مدنيين بينهم سيدتان اثنتان، علاوة على عشرات الجرحى، بينما قتل 8 عناصر من التنظيم.
ونقل المرصد عن أحد المنشورات التي ألقتها طائرات حربية أمس، السبت، جاء فيه: «يرسلون لكم السلاح لتقتلوا أهلكم وأبناءكم وإخوانكم، يتلاعبون بأفكاركم، ويقررون مصيركم، لأجل من تحمل السلاح؟ ولماذا؟ لا تكن وقودا لتحقيق أهدافهم، أنت الخاسر الوحيد، ندعوك لترك السلاح والعودة إلى أهلك»، بينما طبعت صور لقتلى عناصر من التنظيم مكتوب عليها: «هذا هو المصير المحتوم».
وفي تجري المعارك الشرسة بين التنظيم والجيش، يبدو أن الأول لا يزال يتمتع بقوة كبيرة داخل الرقة، فقد عمد لإعدام ثاني مواطن سوري طعنا في القلب اليوم، الأحد، أمام جمع من الناس.
وقال المرصد السوري إن عناصر من التنظيم «صلبوا شابا بعد إجباره على ارتداء زي الإعدام البرتقالي، ثم غرز أحدهم سكينا في قلبه»، ولم يكتف هؤلاء بذلك، بل علقوا لافتة على عنقه مكتوب عليها: «قام بتصوير وإعطاء معلومات ومواقع للتحالف الصليبي تسببت بقتل وقصف المسلمين».
وكان التنظيم أعدم سوريا أمس، السبت، بطعنه بالسكين في قلبه ثم إطلاق النار على رأسه، بتهمة «التجسس» وسط تجمهر عشرات المواطنين الذين كان بينهم أطفال.
