الفيلم السوري درب السما.. تصورات رومانسية على حدود الحرب

رياض أبو عواد يكتب عن أفلام مهرجان الإسكندرية

الفيلم السوري “درب السما” لجود سعيد قدم تصورات رومانسية من خلال أبطال فيلمه، بما أتاح له تحقيق قفزات في الخطوط الدرامية دون أية تساؤلات عن مبررات هذه القفزات التي يتجاهلها المشاهد العادي لانه يحلم  بحياة أكثر سلاما وأقل تعاسة في حياة البشر.

والفيلم عرض ضمن فعاليات الدورة الـ35 لمهرجان الإسكندرية لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط، وفاز بثلاثة جوائز جائزة أفضل سيناريو في المسابقة الدولية وجائزة أفضل فيلم في المسابقة العربية إلى جانب جائزة أفضل تمثيل أيمن زيدان في هذه المسابقة.

الممثل السوري أيمن زيدان والمخرج جو سعيد

تجاهل الفيلم الصوت العالي في تقييمات الوضع السوري وخصوصيته والتناقضات التي يعيشها والأحكام التي يتعرض لها الوضع السياسي السوري بكل التناقضات من بين يمين ويسار وما يدفعه المواطنين من ثمن يتجاوز القدرة على الاحتمال وتغير صورة ومضمون المكان الذي تم تخريبه وتدميره بشكل وحشي يفرض نفسه أيضا على المبدع كتابة ووراء الكاميرا وفي التصورات والخيالات وفي اتخاذ الموقف وتحديد الانحيازات ايضا.

يبتعد جواد سعيد عن كل ذلك ويترك الحرب لتبقى على حدود الفيلم وخطوطه الدرامية المتاثرة بهذه الحرب لكنها تعيش حياتها فيقدم هذه الحياة بين أصوات الطائرات والانفجارات أزيز الرصاص دون ان تظهر على الشاشة ودون ان يدخل في متاهة الحكم على الصراع لاجئا الى المقولة الاسهل العلم والحب والقدرة على التعامل بسلاسة إنسانية.

يستفيد جواد من قدرات الفنان أيمن زيدان الذي يلعب الدور المركزي في الفيلم بصفته العلمية كأستاذ أدب تخرج من تحت يديه المئات من التلاميذ الى جانب عمقه الإنساني الرومانسي الذي قدمه بشفافية بغض النظر عن الاحكام على هذه المواقف الرومانسية التي لا مكان لها في الواقع مثل مقولة من “يحب لا يقتل”.

تظهر المشاهد في الحارة تقدم نموذجا لحارة دمشقية متآلفة مع بعضها تتأثر في الحرب التي بدأت أهلية وتحولت إلى دولية، فينطلق من بينها مسلحون يدافعون عن الحارة ويتحكمون بمصائر أهلها، ومن مظهرهم وتطورات السياق الدرامي يبدو أنهم من جماعات التيارات السياسية الاسلامية، رغم أن الفوارق المظهرية لم تعد تشكل فارقا نوعيا بين المسلحين بكل أنواعهم.

الأستاذ زياد

يقدم خلال ذلك الفنان أيمن زيدان شخصية الأستاذ زياد الذي يرفض مغادرة الحارة ويعيش مع اهلها وابنتاه وابنه الذي فقد رجله خلال الحرب ويستخدم ساقا صناعية يزوج ابنته الكبرى من زميل طفولتها وحب مراهقتها وشبابها بعد أن أصيب بالعمى كأحد نتاجات الحرب، في حين يقوم مسلحي الحارة بإعدام ابنته الصغرى وحبيبها لأنها حرضته على ترك الجماعات المسلحة باسم الحب “من يحب لا يقتل”.

يتم إجبار الأستاذ زياد على مغادرة الحارة فيلجأ إلى قريته بعد أن تهاجر ابنته الكبرى وزوجها عبر البحر إلى مكان غير محدد برفقة ابنه وابنة صديقه الوحيدة التي رافقته بغرض تعليمها ولرغبة والدها بالتعويض عن جهله بتعليم ابنته.

الانتقال إلى عالم القرية ينقلنا إلى خطوط درامية جديدة وهي الصراع مباشرة بين من يسعى للاستفادة من الحرب في تركيم الثروة واغتصاب البلاد ممثلا بشقيق الاستاذ زياد وبين زياد الذي يرفض هذا الاستغلال الذي كان قائما قبل الحرب.

فإذا كان والده عاقبه صغيرا نتيجة كذب الشقيق وجعل منه بغلا لتحريك الساقية فإن شقيقه يريد أن يحوله بغلا خلال الحرب فيستولي على ارثه منزلا وارضا واتهاما اخلاقيا بعلاقة مع ابنة صديقه ويلقي به بالسجن.

يركز الفيلم خلال ذلك على فكرة الأطراف الصناعية وحالة العجز التي يعيشها المجتمع في ظل الحرب ورغبته في الحياة من خلال الابن ومن خلال شاب آخر فقد ساقه ايضا وكلاهما عاشق للعبة كرة القدم فيقدم الابن طرفه الصناعي لرفيقه في المأساة كي يلعب كرة القدم.

وهي مقدمة لحصول صديق مأساته على قدم صناعية جمع اهالي البلد ثمنها وقدمت له هدية يستطيع من خلالها ممارسة هوايته في الحياة.

ومقابل تبرئته من التهم، يتنازل عن ارثه حتى يحافظ على سمعة الفتاة التي لا ذنب لها امام سفالة الشقيق الذي لم يتورع عن الزواج من ارملة شابة بشرائها من اهلها واغتصابها مما ادى الى موتها وهي تحمل صورة زوجها.

أطراف صناعية

يركز الفيلم خلال ذلك على فكرة الأطراف الصناعية وحالة العجز التي يعيشها المجتمع في ظل الحرب ورغبته في الحياة من خلال الابن ومن خلال شاب آخر فقد ساقه ايضا وكلاهما عاشق للعبة كرة القدم فيقدم الابن طرفه الصناعي لرفيقه في المأساة كي يلعب كرة القدم.

وهي مقدمة لحصول صديق مأساته على قدم صناعية جمع اهالي البلد ثمنها وقدمت له هدية يستطيع من خلالها ممارسة هوايته في الحياة.

والطرف الصناعي هنا بقدر ما كان دلالة عجز اصبح ايضا دلالة حياة عندما يتوفر الحب والرغبة في التغلب على الصعاب فلا عجز امام الارادة.

لينتهي الفيلم والشقيق قد غادر القرية بعد موت الارملة التي أمر رجاله بإلقاء جثتها في أي مكان.  إعلان الحب بين مديرة المدرسة والاستاذ زياد واقامة فرحهما وحل المشكلة بين الابن والفتاة التي احبها من القرية وانطلاق ابنة الصديق لتعلم في مدرسة القرية.

وينتهي الفيلم بمشاهدة الاخيرة وصديق الابن يحضر الطرف الصناعي المتطور لابن زياد كي يرقص في فرح والده الفنان ايمن زيدان الذي يختتم الفيلم بعبارة غنوا غنوا بحيث يصبح الغناء معادلا للحياة المقبلة الأكثر سعادة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]