الفيلم المصري «لما بنتولد» 3 خطوط درامية.. وراوي كان له أن يكتمل لو اتسعت الرؤيا

كتب: رياض أبو عواد

عرض الفيلم المصري «لما بنتولد» لتامر عزت، وتأليف كاتبة السيناريو التي رحلت عن عالمنا لخطأ طبي فادح أودى بحياتها قبل بضع سنوات نادين شمس، ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الجونة خارج إطار المسابقة الرسمية للمهرجان التي لم تتضمن أي فيلم مصري فيها.

والفيلم تدور أحداثه ضمن 3 خطوط درامية يجمع بينها أغاني الراوي التي تتحدث عن الحياة والرزق والحرية.

والفيلم من النوعية التي قد تحبها من البداية أو قد تكرهها أيضا من البداية، وقد عبر العديد من النقاد والمتفرجين على اعتبار أن الفيلم لا يستحق أن يكون فيلما، فيما رأى البعض أنه يمكن له مع بعض التعديلات والابتعاد عن السذاجة أن يكون جيدا.

وبالنسبة لي أحسست أن الفيلم لا يمكن أن يأخذ بكل من المقياسين الجودة أو السوء لأنها تجربة جديدة حاولت أن تستلهم التراث الشعبي، وهو الرواي للسيرة الشعبية الذي يستخدم الرواية بالكلمة والأغنية المرفقة بموسيقى الربابة والمزمار والطبلة.

الخطوط الدرامية الثلاثة تتناول ثلاثة مستويات اجتماعية، الطبقات الشعبية والطبقة المتوسطة والطبقة العليا.

واعتقد أن أفضلها هو الخط الدرامي المتعلق بالطبقات الشعبية المهددة بالسقوط دائما إلى ما دون الهاوية بسبب أوضاعها الاقتصادية التي تستهلكهم يوميا وتلغي شخصياتهم وقدراتهم، ويعيشون تحت مستوى الحضيض بحثا عن آمالهم المفقودة والتي قد تصل إلى درجة التحريم.

ويصور هذا الخط عائلة من منطقة شعبية يعيلها خريج كلية رياضية يعمل في صالات التدريب الرياضي وبالكاد يكفي راتبه لكفاية أسرته المكونة من حبيبته وزوجته الحالمة بشقة خاصة بهما وأمه وشقيقه الطالب المتمرد الذي لا يرى أن التعليم سيحقق له شيء من أحلامه ورغباته رافضا أن يعيش ضمن مستوى شقيقه الاقتصادي وجده المصاب بالزهايمر.

يقع الأخ الأكبر المعيل للأسرة في براثن امرأة من المتدربات لديه تسحبه تدريجيا ليصبح مومسا يضاجع نساء يحتجن إلى مثل هذه العلاقة مقابل مبالغ مالية جيدة بالنسبة لوضعه وهذا يضعه في حالة من الغربة عن نفسه وعن حياته وعن المراة التي أحبها طفلا واستمر في حبها إلا أنه لا يستطيع أن يواجهها بطبيعة عمله بعد أن راى الفرحة في عيونهم جميعا بعد أن تدفقت بين يديه الأموال.

أما الخط الثاني دراميا المتعلق بالطبقة المتوسطة فهو علاقة حب بين فتاة مسيحية وشاب مسلم يغربهما الدين عن علاقة الحب التي جمعت بينهما وهي من الأفكار التي تناولها عدد سابق من الأفلام والمسلسلات فلم تشكل فارقا كبيرا عن أية علاقة تطرقت لها الدراما السينمائية والتلفزيونية إلا في بعض التفاصيل.

ولو كان الفيلم صور هذه العلاقة بين فتاة مسلمة وشاب مسيحي لكان الوضع مختلفا، وكان استطاع الفيلم إكمال رؤيته الدرامية في الخروج على الواقع، لكن يبدو أن فكر الأغلبية لا تستطيع رؤية معالجة درامية تصبح فيه الغالبية مفعول به، والأقلية فاعلة، فلا بد أن تكون الفتاة مسيحية، وهذا يعكس جزء من الوقع حيث أن اختطاف البنات المسيحيات وإجبارهن على الزواج من مسلم أو حبها لشاب مسلم وذهبها باختيارها معه أسهل من عكس المعادلة.

والخط الدرامي الثالث الطبقة العليا التي يحاول فيها الأب الأرمل والابن الوحيد اليتيم أن يجعل من ابنه وريثا جيدا للثروة والمصنع الذي يملكه ويرفض عمله كمغني ومؤلف موسيقي.

وهنا وقع الفيلم في ثغرة درامية قاتلة إذ جعل من ابن هذه الطبقة هو الرواي وهو سارد السيرة الخاصة بهذا الواقع الاجتماعي إلا أن الواقع لا يعكس مثل هذه الحياة الموضوعية في العلاقة بين الطبقات والراوي يجب أن يكون مستقلا وصاحب قدرة على تصوير الوضع عن بعد وليس جزء من هذا الواقع.

فالواقع يقول أن أبناء هذه الطبقات في المجتمع المصري لا يبالون بمثل هذه الموضوعية المطلوبة في العلاقة بين طبقات المجتمع المصري، وفي النهاية يترك الفيلم نهايات مفتوحة للخطوط الثلاث بين عدم عودة ابن الطبقة الشعبية لأن يكون مومسا مجددا أو يعود وأن تسمح الأم المسيحية بزواج ابنتها من مسلم في الطبقة المتوسطة صاحبة الثقافة المغايرة والساعية للتغير من خلال واقعها الثقافي وأن يسمح الوالد ضمن عنجهية الطبقات العليا لابنه أن يستمر في حياته الفنية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]