«القاهرة ـ موسكو»..الارتقاء بالشراكة المتعددة الأوجه

تؤكد الدوائر السياسية في القاهرة، على الأهمية الاستراتيجية لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا، الأربعاء المقبل، 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وأن الزيارة ستسفر عن فوائد عسكرية ضخمة للجيش المصري، فضلًا عن الفوائد الاقتصادية، وتتزامن الزيارة مع الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر، ويمثل هذا التاريخ بداية مرحلة جديدة بالغة الأهمية فى العلاقات بين الشعبين والتى تضرب بجذورها فى أعماق قرون طويلة ـ بحسب تعبير وزير الخارجية الروسين سيرجي لافروف ـ مؤكدا أن مصر وروسيا تملكان اليوم كل ما يلزمهما من أجل الارتقاء بالشراكة المتعددة الأوجه الى مستوى أعلى.

الحوار السياسى يتطور بشكل ديناميكي..وازدياد حجم التبادل التجارى

ويؤكد وزير الخارجية الروسي، أن ما تراكم من خبرات فى العمل المشترك، والاستناد إلى أسس الصداقة والثقة والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح الآخر، يشكل اليوم الأساس المتين للعلاقات القائمة بين القاهرة وموسكو، والتى ارتقت الى مستوى التعاون الإستراتيجى فيما بينهم.. وقال «لافروف» في مقال نشر اليوم، قبيل زيارة الرئيس السيسي، إن الحوار السياسى يتطور بشكل ديناميكي، فيما يتواصل نمو وازدياد حجم التبادل التجارى بين البلدين والذى تجاوز 6٫5 مليار دولار. وبدأ بالفعل تنفيذ المشروعات الضخمة ومنها بناء محطة الضبعة النووية فى نموذجها الروسي، وانشاء المنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس،ويساعد التعاون القائم فى المجالات العسكرية والتقنية-العسكرية، وكذلك بين الأجهزة الأمنية على مواجهة اخطار الارهاب بشكل أكثر فعالية، ويجرى اتقان واستيعاب الاشكال الجديدة للتنسيق بين بلدينا فى هذه المجالات,

روسيا ومصر..صداقة وتعاون عبر الزمن

وتناولت وسائل الإعلام الروسية، تاريخ الصداقة والتعاون بين مصر وروسيا عبر الزمن، وقد بدأت علاقات التبادل التجارى الاقتصادى بين البلدين تتطور بشكل ديناميكى فى القرن التاسع عشر، وقد أسهمت حركة العلاقات التجارية بين البلدين، فى تنشيط حركة الملاحة البحرية التجارية بين أوديسا والإسكندرية، ومع نهاية ذلك القرن، تم افتتاح المؤسسات القنصلية فى كل من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس، فيما كان هناك القناصلة الوكلاء فى الاقصر وأسيوط والمنيا وغيرها من المدن المصرية، وقد وجد الكثير من المهاجرين من روسيا فى عشرينيات القرن الماضى فى مصر الملجأ الذى احتضنهم حين اضطرتهم المصائر والأقدار الى مغادرة الوطن الام، وفى السادس والعشرين من أغسطس / آب 1943، فى أوج سنوات الحرب العالمية الثانية، جرى إعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية، فيما توصل البلدان فى عام 1948 الى توقيع أول معاهدة اقتصاديةن وفي الستينيات من القرن الماضي،  جرى وضع الأسس والأشكال الجديدة طويلة الأمد للتعاون الاقتصادي، والذى كان من اهم رموزه بناء السد العالى ومجمع الحديد والصلب فى حلوان ومجمع الألومنيوم فى نجع حمادي. وحصل الألوف من الاخصائيين والخبراء على تدريبهم وتعليمهم فى العديد من مراكز التدريب المهنى التى أنشئت فى مصر. واستمدت العلاقات فى مجالات العلوم والثقافة بداياتها من ذلك التاريخ أيضا.

علاقة «حميمية» بيبن الرئيسين.. بوتين والسيسي

ويشير دبلوماسيون مصريون، إلى العلاقة «الحميمية» بيبن الرئيسين، بوتين والسيسي..وقال السفير محمد منيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون القنصلية، إن هناك دلالة خاصة من استقبال الرئيس السيسي في مدينة سوتشي الساحلية، أفخم المنتجعات السياحية بروسيا منذ عام 1872، والهدف من ذلك هو التأكيد على العلاقة الحميمية والطيبة التي تجمع بين الرئيسين، وبذلك يوجه فلاديمير بوتين رسالة للعالم أنه يستقبل الرئيس السيسي كصديق، ويرجع ذلك إلى إعتياده على استقبال زعماء الدول الذين تجمعه معهم صداقة فقط بـ «سوتشي».. ويتفق معه السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق، والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، على دلالة استقبال الرئيس السيسي في منتجع «سوتشي»، وأن هذه الزيارة تعد تأكيدًا لمواصلة العلاقات بين الدولتين، وتمهيدًا لفتح أفاق جديدة وعودة صلابة علاقة البلدين فيما كانت عليه خلال الأعوام السابقة.

فتح ملفات سوريا وليبي

ومن المقرر أن تبحث قمة «بوتيبن ـ السيسي»، قضايا المنطقة العربية وفتح ملفات سوريا وليبيا، وعودة السياحة الروسية، لافتًا إلى أن الحديث سيتناول ما يحدث في المنطقة العربية وفتح ملفات سوريا وليبيا، واستعادة السياحة الروسية كسابق عهدها وفتح اَفاق جديدة، وبحث العديد من الملفات، وعلى رأسها صفقة الـ1300 عربة سكة حديد، والتى تعد أكبر صفقة بين مصر وروسيا، وتصل استثماراتها إلى 22 مليار جنيه، ونقل تكنولوجيا صناعة عربات السكة الحديد إلى مصر، بانشاء مصنع بالشراكة مع وزارة الإنتاج الحربى المصرية، لإنتاج عربات السكة الحديد، على مساحة 31 مليون متر مربع، وبتكلفة تصل إلى 100 مليون دولار، لتوفير الاحتياجات المحلية والتصدير لأفريقيا.