«القدس العظمى»: مخطط «2020» لتمددّ «إسرائيل الكبرى» !!

مع نهاية القرن التاسع عشر، كانت الأحلام تقترب من عرض جنون، أو جنوح غرائز، أو وسواس وهم، في مقولة «تيودور هيرتزل» أحد أبرز مؤسسي الحركة الصهيونية : «إذا حصلنا يوما على القدس، وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي شئ ، فسوف أزيل كل شئ ليس مقدسا لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون» .. وكانت هذه التصورات ترسم لنفسها ما يناسب هواها، إستنادا إلى الأحلام، وسلطانها الغلاب، وإلى الأساطير التي تلامس حدود القداسة !! ولكن وجه الغرابة، أن الأحلام تحولت إلى حقائق، مع إحتلال القدس، وممارسات تهويد ما تبقى منها.

 

 

 

 

 

وإتخذت دولة الاحتلال إجراءات عملية لتهويد القدس، بعد إحتلال القسم الغربي من المدينة عام 1948 بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة المتعددة، بل وعمدت إلى فرض الأمر الواقع ، باحتلالها حي القطمون العربي ذي الموقع الإستراتيجي الهام في القدس قبل أسبوعين من إعلان قيام إسرائيل، ثم إستغلت فترة الهدنة الأولى عام 1948 وتقدمت لإحتلال بعض المواقع المهمة كاللد والرملة، كما شقت لها طريقا بين تل أبيب والقدس، وبذلك إستطاعت أن تفرض تقسيما فعليا لمدينة القدس، سرعان ما تجسد في خطوط إتفاق وقف إطلاق النار بين الأردن وإسرائيل عام 1948 ومنذ ذلك التاريخ، وإسرائيل تواصل مخططات الضم والتهويد، وبالسيطرة الإستراتيجية والديموغرافية بالوسائل التالية :

 

 

  • 1ـ الاستيلاء على أكبر مساحة من الأرض المحيطة بالقدس، عن طريق مصادرة الأراضي، والإستيطان، وتدمير الأحياء العربية، كما حدث بالنسبة لحي المغاربة المواجه لحائط البراق، والذي تم تدميره عقب حرب 1967.

 

  • 2ـ عزل التجمع السكاني العربي في القدس عن التجمعات العربية في الضفة الغربية .

 

  • 3ـ تطويق القدس بأحزمة إستيطانية متصلة،على شكل تجمعات سكنية تحقق إقامة عزل سكاني يهودي بين القدس وخارجها من جهة، وتحقق سيطرة إستراتيجية على التجمعات العربية داخل القدس من جهة أخرى .

 

  • 4 ـ بناء الضواحي الإستيطانية لخدمة الغرضين المدني والعسكري ..

 

فامتلاك اليهود للقدس وإتخاذها عاصمة لإسرائيل، هو سعى لإمتلاك تاريخ المدينة نفسها، وبرؤية أن من غير القدس ستكون إسرائيل بلا تاريخ ولا تراث !! كانت الأحلام والمطامع، أن يرتبط التاريخ بالجغرافية .. وحيث توفر القدس لليهود ما يحتاجون من رسم جغرافي معلوم على الكرة الأرضية، بقدر ما توفر لهم تاريخا عريقا، فهي جغرافيا في قلب فلسطين ومركزها، وهي رابطة العقد لكل الطرق الممتدة في كل إتجاه على طول الأرض الفلسطينية وعرضها .. ومن ثم هي وحدها القادرة على أن تكون مركزا ثابتا للسوق والمجتمع، والكفيلة جغرافيا بتحقيق حلم الصهيونية، الساعية بثبات وعناد لإقامة  «إسرائيل الكبرى» .. وكذلك لن تستقر القدس يهودية صهيونية إسرائيلية، إلا إذا تم تهويدها وطرد الفلسطينيين ـ سكانها ـ بالقوة وبالعدوان على كل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية !!

 

 

 

 

 

 

 

وهكذا تم التخلي عن مصطلح «القدس الكبرى» كما رصد البدايات الباحث الأمريكي المختص بشؤن الشرق الأوسط «جيفرى أرنسون»، وإعتماد مصطلح «القدس العظمى» ليشمل منطقة القدس ومحيطها أيضا، بعد أن أصبحت 79 % من الأراضى في المنطقة المسماة القدس العظمى بأيدى الإسرائيليين ـ وفقا لدراسة جيفرى أرنسون ـ وفي هذا الإطار أصبحت معظم شبكات البنية التحتية من المياه والكهرباء والمجاري والهاتف والطرق، تربط بين القدس ومحيطها.. وكانت أخطر الدراسات على الخرائط تؤكد أن المخططات المستقبلية لإستيطان القدس، تفوق في خطرها وسرعتها ، جميع مخططات إسرائيل الإستيطانية السابقة، وأصبح واضحا الآن أن الزمن يمر لمصلحة إسرائيل، وأن مشروع إسرائيل الكبرى، يركز على إيتلاع البقية المتبقية من أرض منطقة القدس، مضافا إليها المزيد من أراضى الضفة الغربية المحتلة !!

 

 

 

 

 

كانت «القدس» هي محور الحركة والفكر الصهيوني..وشهد عام 1971 وضع الخطوط العريضة الأولى لمخطط «القدس الكبرى» على مساحة 200 ألف دونم، تضم ما لايقل عن 10 % من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وممتدة بين قلنديا شمالا، وبيت لحم جنوبا، ومستعمرتي «أدوميم » شرقا و«معالية هعشيما» غربا، بما يعني نقل حدودها لما وراء الجبال المحيطة بها .. ومنذ ذلك التاريخ تقوم إسرائيل بخطى بطيئة حينا، ومتسارعة حينا أخرى، في تنفيذ المشروع، ولكن وفقا لإطار زمني وضع مسبقا للتنفيذ، وهو ما عرف بمخطط عام « 2020 » كتاريخ تقديري نهائي لتنفيذه .. والمشروع يرتكز على تنظيم المستعمرات اليهودية في كتل ضخمة يجعل نظام أمنها وبناها التحتية موحدين .. والخرائط الخاصة بمشروع «القدس الكبرى» تضم مساحات شاسعة من الأراضي المحيطة بالمدينة من جهاتها الأربع، والتي تتيح المجال لتوسيع المستعمرات وربطها مع بعضها البعض، فيما يعرف بـ «التسمين» أو ما أطلق عليه مؤخرا «التوسع الطبيعي للمستعمرات».

 

 

 

 

 

والمخطط يقوم على عدة مرتكزات أهمها : الطرق الطويلة التي تغطي الحزام الشرقي الذي يلتف حول القدس عبر قرى فلسطينية، ومستعمرة «معالية أدوميم»، ويتقاطع في الجهة الجنوبية الشرقية مع مستعمرات جبل «أبو غنيم» و «جيلو» و «أفرات» حتى مستعمرة بيت شيمش» الواقعة في الأراضي المحتلة عام 1948 ، وتلتقي هذه الشوارع الطويلة في عدة مداخل خارج التجمعات السكنية العربية فتلتف حولها وتعزلها وتحول دون نموها العمراني .. أما المرتكز الثاني فيتمثل في تحقيق السيطرة الإقتصادية على المدينة بعدة أساليب، منها تفريغ البلدة القديمة من سكانها، والقضاء على بنيتها التحتية مما يدفع المواطن المقدسي إلى مغادرتها ، وتفريغ قلب المدينة .. في حين يقوم المرتكز الثالث على إقامة طريق عرضي يربط بين المنطقة الصناعية قرب مطار اللد، مع المنطقة الصناعية قرب قلنديا، وله امتداد جنوبا حتى «كفار عتصيون»، وتبين الخرائط الخاصة بمشروع «القدس العظمى»، أن أربع مناطق صناعية ستقام في هذا القسم أيضا ..

 

وهناك محوران رئيسيان لتنفيذ المخطط :

 

  • المحور الأول يطلق عليه إسم « 30 أ »، وهو مخطط إقليمي يمتد من منطقة اللطرون وحتى مدينة القدس لنقل المستعمرين «المستوطنين» من منطقة الساحل إلى مدينة القدس، وإقامة مستعمرات سكنية .. وهذا المخطط يهدف إلى إقامة بنية تحتية من سكك حديدية ، وإقامة مناطق صناعية، وجعل مدينة القدس بالنسبة للشعب اليهودي هي الرأس والقلب ومركز شعاع للحضارة اليهودية، وإذا كانت مساحة القدس تبلغ نحو 126 كيلو مترا مربعا، ما يعادل 1,2 % من الضفة الغربية فإن القدس الكبرى التي يتحدث عنها اليهود تشكل مساحتها 10 % من مساحة الضفة الغربية .

 

  • والمحور الثاني، يعد من أهم ملامح مخطط القدس الكبرى، وهو فرض الأغلبية اليهودية، والذي تسعى إليه دولة الاحتلال من خلال إضافة المزيد من المستعمرين وترحيل أكبر عدد من «المقدسيين ».. ومخطط 2020 يسعى لتقليص عدد العرب من 55 % من السكان إلى 12 % .

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]