القدس المحتلة: «قرية سلوان»..تكشف زيف المزاعم الإسرائيلية

تحاصر حفريات دولة الاحتلال، قرية سلوان، في محاولة لتوثيق المزاعم «اليهودية» التي  تحاصر مدينة القدس عموما، والمسجد الأقصى خصوصا، ومن منظور هذه الرؤية تعد قرية «سلوان» أحد العناصر الرئيسية في المشروع الصهيوني ، لأنها ـ وفقا لمعتقدات الأساطير الحاكمة ـ هي المدينة «اليبوسية» التي جعلها داود عاصمة له وسماها مدينة داود، وكانت مساحتها حوالي 11 فدانا وتقع إلى الجنوب من حافة «تل  أوفل».

 

 

 

 

 

ويستمد المشروع الصهيوني مرجعيته من العهد القديم وكتابات المؤرخ اليهودي «جوزيفوس فلافيوس».. وتبدأ هذه المرجعية باستيلاء داود التوراتي على حصن يبوس الذي كان يقع في قرية سلوان العربية، وبنى داود التوراتي داخل هذا الحصن بيتا له، وفي نفس الوقت اشترى داود قطعة أرض من «عرونا» اليبوسي على جبل موريا الذي يقع شمال شرق مدينة داود، واستغل داود التوراتي المنطقة التي تقع بين مدينة داود، وجبل موريا، وهي منطقة أوفل .. وقد حاول الأثريون البحث عن دليل وبرهان عن هذه المملكة المتحدة في القدس، ولكن ما كشفت عنه الحفريات وعمليات التنقيب، أن القدس لم تكن سوى قرية صغيرة في عصر داود وسليمان، وأن ما ينسب لسليمان هو في الواقع يرجع لعصر آخر، وأن ما ذكر في سفر صموئيل وكتاب الملوك، هو دعاية عقائدية ودينية تصف عصرا  آخر، وتم استغلاله في عصر داود وسليمان، وكانت هذه الأسفار في الواقع تصف أحداثا في القرن السابع ق.م !!

 

 

 

 

 

 

ولتوثيق الأساطير الحاكمة للفكر الصهيوني، يقوم الأثريون بحفرياتهم بحثا عن الشواهد التاريخية، والممول الرئيسي لهذه الحفائر المنظمة الصهيونية «العاد» وهي اختصار لعبارة عبرية تعني «إلى مدينة داود»، وهي منظمة قامت أساسا لتبنّي روح الأساطير وأوهام العودة إلى أرض الميعاد، وهي أيضا إحدى أهم المنظمات الصهيونية في إسرائيل والتي تهدف لتهويد القدس عموما وقرية سلوان خصوصا.. ويتعرض أهالي قرية سلوان لضغوط كبيرة من أجل ترك مساكنهم بحجة أن الأرض التي أقيمت عليها مساكنهم هي أرض أثرية !! وأول من أجرى حفائر في سلوان هو الأب «فنسنت» وكانت حفائره بالقرب من عين سلوان واستطاع الكشف عن مغارات وكهوف ترجع إلى القرن الثالث ق.م ، واستنتج في نهاية حفائره أن التل الجنوبي الشرقي لقرية سلوان هو الموقع الأصلي لمدينة القدس، وأن عين سلوان لعبت دورا رئيسيا في حياة سكان القدس القدامى،  من اليبوسيين (العرب)، باعتبارها مصدرا رئيسيا للمياه العذبة.

 

 

 

 

 

كان جنوب المسجد الأقصى، منطقة جاذبة للأفكار الإسرائيلية، ومكانا لحفائر مخططة منذ احتلال كامل مدينة القدس 1967، وسميت هذه المنطقة الجنوبية في المشروع الصهيوني باسم أوفل (وهو التل الذي يقع إلى الجنوب من جبل موريا الذي سمى بجبل الهيكل).. ومرتفع «أوفل» ينقسم في المشروع الصهيوني إلى جزءين: شمالي وهو القريب من الحرم الشريف .. وجنوبي وهو الذي تقع عليه قرية سلوان، أو كما أسموه بمدينة داود .. وبدأت الحفائر في الجزء الشمالي من «أوفل» عقب الانتهاء من حرب 1967 على يد كل من الأثري الإسرائيلي بنيامين مازار ومساعده مائير بن دوف، (أكاديميان بالجامعة العبرية)، وقام الاثنان بالتنقيب بالقرب من السور الجنوبي للحرم الشريف ووصلا إلى أعماق أربعة عشر مترا، وأعتقد الاثنان أن الهيكل المزعوم قريب من المنطقة الجنوبية وأن مدخله كان في الزاوية الجنوبية الغربية في نفس المكان المعروف باسم «قوس روبنسون»، ولذا اختارا أن ينقبا في هذه الجهة، ولم يستطيعا إيجاد أي شيء يتعلق بالهيكل .. ولكنهما عثرا على أثار رومانية وبيزنطية وأموية .

 

 

 

ورغم التركيز على منطقة قرية سلوان العربية من أجل إيجاد أدلة أثرية تثبت التواجد اليهودي في أوائل القرن العاشر ق.م ، إلا أن البقايا الأثرية التي عثر عليها الأثريون الإسرائيليون تنقسم إلى مرحلتين زمنيتين :

 

  • المرحلة الأولى: العثور على مدينة محصنة مقامة على تل، وترجع للعصر البرونزي الوسيط، أي من القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن السادس عشر ق.م ، وهي فترة اليبوسيين العرب.

 

  • المرحلة الثانية : مدينة محصنة كبيرة نعمت بالرخاء وترجع للعصر الحديدي المتأخر، أي في القرنين الثامن والسابع ق.م ، أما ما يخص مملكة داود وسليمان (المملكة الإسرائيلية المتحدة) أي فترة القرنين العاشر والتاسع ق.م فلم يتم العثور على أثار تثبت وجود هذه المملكة في هذه المنطقة، وكل ما يتم العثور عليه يتم تزييفه بتفسيرات غير مقنعة.

 

 

 

 

 

وفي عام 1961 قامت الأثرية البريطانية «كاتلين كينيون» بالتنقيب في قرية سلوان وكشفت عن بقايا حائط حجري على الحافة الغربية لوادي قدرون، وقد بنى في العصر البرونزي الوسيط ( القرن 18 ق.م ) وهو الحائط الأقدم لمدينة القدس، وتعد الأثرية كاتلين كينيون، أحد أهم المراجع والمصادر التاريخية حين يتم تناول منطقة قرية سلوان بسبب عملها العلمي والجاد في هذه المنطقة، ولكن منظري المشروع الصهيوني يستبعدونها حين يتحدثون عن سلوان، بعد أن استبعدت «كاتلين» المرجعية التوراتية، وخرجت بنتائج تهدد المشروع الصهيوني المتعلق بقرية سلوان، وأكدت بأنه لا وجود لآثار ترجع للقرنين الحادي عشر والعاشر ق.م، ولاوجود لما يسمى بالمملكة الإسرائيلية المتحدة، إنما الآثار التي وجدت تسبق إنشاء المملكة المزعومة بسبعة قرون كاملة، وتخص اليبوسيين الذين هاجروا من شبه الجزيرة العربية واستقروا في الأردن وفلسطين في الألف الثالثة قبل الميلاد ، وأسسوا مدينة القدس بالقرب من مصدر دائم للمياه موجود في وادي قدرون، وهو «عين سلوان »، وتسمى أحيانا «عين أم الدرج»، وتقع شرق قرية سلوان، وتعتبر مصدر المياه الدائم للقدس، لذا أقام اليبوسيون التحصينات حول العين لحمايتها من الهجوم الخارجي، وبعد تحصين المدينة أصبحت عين سلوان خارجها، وقد تم اكتشاف ثلاث قنوات تربط بين المدينة من الداخل وعين سلوان من الخارج.

 

  • والشاهد أن الأثريين الإسرائيليين، اختاروا ثلاثة أماكن محددة لإجراء التنقيب في القدس بعد حرب 1967 وهي تمثل دلالات رمزية في المشروع الصهيوني لما لها من علاقة مباشرة مع منطقة الحرم القدسي .. وفي مقدمة هذه الأماكن وأهمها، قرية سلوان التي تبعد 200 مترا فقط من السور الجنوبي للمسجد الأقصى، ويعتبرون أن هذا المكان هو المرشح لما يسمى بـ «مدينة داود»

 

 

  • وثاني هذه المناطق أو المواقع الهامة، بالنسبية للأثريين : هي المنطقة الواقعة إلى الجنوب من السورالجنوبي للمسجد الأقصى، ويسميها منظرو المشروع الصهيوني، باسم «أوفل» وهي التل الجنوبي الذي يقع جنوب جبل موريا الذي يقام عليه المسجد الأقصى

 

 

  • وتعد المنطقة الثالثة، هي أخطر ما في هذا المشروع ، وتتركز في المنطقة الغربية للحرم القدسي، وتشترك أكثر من جهة في عمليات التنقيب، منها سلطة الآثار، ووزارة الأديان، وجمعيات دينية، وتقوم بالتنقيب في المنطقة الجنوبية الغربية للحرم القدسي، واستحداث أنفاق تحت الأرض بطول الجدار الغربي.. وبعد نصف قرن تقريبا، لم يتم العثور على أية آثار توثق المزاعم اليهودية، وتم الكشف عن آثار معمارية من عصور مختلفة وهي، فاطمية وصليبية ومملوكية وعثمانية.

 

 

 

 

  • وكان تعليق خبيرة الآثار اليهودية الدكتورة «شولاميت جيفا»، أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة تل أبيب : (إن علم الآثار اليهودي أريد له تعسفا أن يكون أداة للحركة الصهيونية).

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]