القدس تتزين لشهر رمضان رغم انتهاكات الاحتلال
حركة نشطة تشهدها بلدات وحارات مدينة القدس المحتلة التي يعمل بها الجميع بلا كلل على تزيين شوارعهم ومحالهم التجارية والبيوت استعداد لشهر رمضان المبارك.
هذا النشاط والتزيين يواجهه الاحتلال الإسرائيلي بالمزيد من القيود والمضايقات على المقدسيين ومنعهم من دخول المسجد الأقصى المبارك من أجل توزيع الحلوى والفانوس الورقي على الأطفال كما حدث مع السيدة المسنة عبير أبو عيد والتي قالت “جئت إلى المسجد الأقصى ومعي حلوى وفوانيس ورقية لأوزعها على الأطفال، وعلى الباب فتش جنود الاحتلال الكيس الذي معي،، وحينما شاهدوا الفوانيس الورقية رفضوا إدخالى للمسجد الأقصى ومنعوني من توزيعها هي وقطع الحلوى”.
وتواصل السيدة المقدسية حديثها “كنت قد نذرت أن أوزع الفوانيس في الأقصى في حال عدت للمشي وتحسنت حالتي، لأنني لم أكن أمشي مدة عامين ولم أدخل الأقصى طوال هذه المدة.. قتلوا فرحتي وحرموني من تحقيق ذلك، و إذا منعوني من توزيعها داخل المسجد الأقصى سأوزعها رغم أنفهم على أبواب الأقصى،، والاحتلال لن يقتل فرحتنا بشهر رمضان الكريم”.
السجن بسبب الهدايا
يشار إلى أن الاحتلال قضى بسجن عدد من المقدسيين خلال السنوات الماضية بسبب توزيع الهدايا والألعاب على الأطفال في المسجد الأقصى.
ورغم العقبات التي يضعها الاحتلال، يواصل المقدسيون تزيين البلدة القديمة بحاراتها وأزقتها وشوارعها، ومداخل المسجد الأقصى المبارك استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث تعم الأجواء الاحتفالية.
فمن شوارع حي الشيخ جراح، مرورا بالبلدة القديمة، وغيرها من الحارات والأزقة، تعم أجواء احتفالية، حيث انتشرت الإضاءات الملونة التي تعلق في كل طرف، لتشكل لوحة فنية فريدة، و تشهد منطقة باب العامود حركة من المواطنين وتجول للبائعة استعداداً لشهر رمضان.
ويعمل الشباب المقدسي بلا كلل في تزيين الشوارع بحبال الزينة المضيئة، وفوانيس ومصابيح رمضان، ولافتات الترحيب بالوافدين إلى الأقصى، فضلاً عن حملات تنظيف واسعة للشوارع والطرق والجدران.
واعتاد المقدسيون، كل عام على تزيين شوارع البلدة القديمة، وإنارة أبواب المسجد الأقصى، استقبالًا لشهر رمضان المبارك وأداء صلاة التراويح في رحابه، وكذلك والسهر وشرب القهوة على مدرجات باب العمود.
وقال الشاب محمد أبو الحمص من سكان القدس القديمة “نأمل أن يكون رمضان هذا العام شهر الخير و السلام على مدين القدس، ونحن هنا في حي الشيخ جراح، نعمل على تزيين الشوارع وذلك تعبيرا عن فرحتنا بشهر رمضان، رغم ما يقوم به الاحتلال من هدم وتهجير للسكان إلا أننا باقون ولن نرحل وسنواصل تزيين شوارعنا وبيوتنا”.
هجمة مسعورة من الاحتلال
واليوم الجمعة، شهدت ساحات المسجد الأقصى توافد عشرات آلاف الفلسطينيين من المصلين، الذين أدوا صلاة الجمعة ، رغم الإجراءات المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب المسجد ومداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 35 ألفا أدوا صلاة الجمعة في رحاب قبلة المسلمين الأولى.
ودعا خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد سليم المرابطين في القدس وأحبابها، لتجديد الانتماء للمسجد الأقصى بدوام الرباط فيه، وشد الرحال إليه في الصلوات الخمس كلها.
وأوضح خطيب الأقصى خلال خطبة الجمعة أن المسجد يتعرض لهجمة مسعورة من الاحتلال الذي ينتهك قدسيته وحرمته.
وشهدت البلدة القديمة بالقدس انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال، التي ضيقت على المصلين والوافدين من خلال تفتيشهم أو احتجاز هوياتهم والتدقيق فيها.
ويتوقع أن تتضاعف أعداد المصلين التي تؤم المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر خلال الشهر الفضيل، رغم تشديدات الاحتلال الإسرائيلي.
