القدس في عين العاصفة..مزاعم حقوق «الهيكل والمبكى» !!

بعد «خطيئة» الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال .. نشطت آلة الدعاية الصهيونية بصورة غير مسبوقة، داخل الجامعات الغربية، للترويج لروايات عن حقوق دينية لليهود، وبث رسائل تفيد أن استعادة هذه الحقوق باتت وشيكة..وتستهدف الدعاية الصهيونية، الطلاب والدارسين المصريين، والعرب عموماً، فى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، وخاصة فى الجامعات التى يوجد فيها نفوذ صهيونى، سواء فى أوساط هيئات التدريس، أو على المستوى الطلابى.

 

 

 

 

 

 

الدعاية الصهيونية، تتضمن مزاعم ليس لها أساس حتى فى العقيدة اليهودية، لأنها مُصممة لغرض سياسى، وهى أن الهيكل أو البيت المقدس موجود داخل مسجد «قبة الصخرة»، وأن هذه الصخرة نفسها جزء من «الهيكل»، وأن «حائط المبكى» الأثر الوحيد الباقى منه.. واستغلال دوائر صهيونية محترفة، القرار الأمريكى بشأن القدس، تجاوز إلى ما هو أخطر من هذا القرار.. «استهداف صريح للمسجد الأقصى المبارك» باعتباره «جاسما» فوق حقوق دينية يهودية ثابتة !!

 

 

 

 

 

 

 

مزاعم «الهيكل» و «المبكى» .. في المسألة اليهودية

وحلم البحث عن هيكل سليمان، كان ملازما لحلم دولتهم في فلسطين، ولم يكن اللعب على الوتر الديني اليهودي وأساطيره لتكون فلسطين وطن اليهود الموعود والمختار، لم يكن منفصلا عن عقيدة بناء الهيكل، وأحكامها، وروادعها لمن يتخلى عنها، لأنه ينفي حلم الوطن الموعود !! ويستندون إلى ما ورد في سفر الملوك الأول، وسفر أخبار الناس الثاني من التوراة، بأن أول من فكر في بناء الهيكل في أورشليم هو الملك داود، ولكن الله أوحى إليه أن يدع بناءه لإبنه سليمان لينسب إليه، ويسمى هيكل سليمان، ويضم تابوت العهد أو قدس الأقداس، وفيه الألواح التي أنزلت على موسى .. وتقول رواياتهم : إن ما سجله عدد من ثقاة المؤرخين عن الهيكل، يتفق مع «التوراة» بأن سليمان أراد أن يعوض بني إسرائيل عن الحرمان الطويل الذي كابدوه في صحراء التيه على عهد موسى بعد طردهم من مصر، فبنى الهيكل على جبل موريا من جبال أوشليم، وجاء سليمان بخشب الهيكل من أرز لبنان إذ فاوض «حيرام» ملك صور، فأرسل الملك «حيرام» الخشب وأدى سليمان ثمنه ذهبا .. واستخدم في بنائه 145 ألف عامل، وتم البناء في سبع سنين!!

 

 

 

 

  • ويقول الكاتب البريطاني «هـ . ج . ولز» في كتابة «معالم تاريخ الإنسانية»، إن المباني والأنظمة التي كانت لسليمان لا تقاس إلى جمال وعجائب المباني والأنظمة التي قام بها الفراعنة، وما كان «هيكل سليمان» إلا بناء عاديا لا يزيد على «فيللا» للسكنى العادية، ولكن الدعاية اليهودية حاولت بكل جهدها وبكل ما رزقت من القدرة على التزوير والتزييف أن تجعل من هذا الهيكل حديث خرافة وأسطورة الأساطير، وهكذا صنعت بكل تاريخ سليمان، وبكل ما زعمته لليهود من تاريخ، ولكنها للأسف استطاعت أن تتسلط بهذه الخرافات على أذهان العالم المسيحي بل العالم الإسلامي !!

 

 

 

 

ولأن الفكر التوراتي كان الخلفية والمرجعية، أقام الإسرائيليون كنيسا صغيرا باسم «الكهف» أسفل المنطقة بعد سبيل قايتباي، ويعتقدون بأنهم اقتربوا من المنطقة أسفل مسجد قبة الصخرة، وأيضا أقاموا بالقرب منه متحفا أسموه «سلسلة مركز الأجيال» الذي صممه ألياف مخاليلي، ويعرض التاريخ اليهودي القديم والحديث من وجهة نظر صهيونية !! وفي الناحية الغربية لساحة البراق أقام الإسرائيليون متحفا في العام ( 2008 ) يعرض فيه تاريخ اليهود في القدس، خاصة عن دور الملك داود في تأسيس القدس، وأنشئ هذا المتحف في مركز يسمى «أيشاها توراة»، أي «نار التوراة»، الذي أسسه الحاخام اليهودي نوح واينبرج عام 1974، ويضم المتحف مجسما ضخما للهيكل الثاني الذي بناه «هيرود» عام 19 ق.م، وشاشة كبيرة في ساحة البراق، ويعرض فيه ـ بتقنية الصوت والضوء ـ التاريخ اليهودي، بالإضافة إلى مركز تعليم لطقوس الهيكل حتى يكون الجيل الجديد من الشباب الإسرائيلي مستعدا للهيكل الثالث الذي يتمنى الإسرائيليون بناءه في نفس ساحة الأقصى بعد دمار مسجدي قبة الصخرة والأقصى !!

 

 

 

 

  • ويؤكده علماء الآثار ومن بينهم يهود، «مائيير بن دوف » مثلا ، بأنه لا يوجد أثرا لما يسمى بجبل الهيكل أسفل المسجد الأقصى، وأشار في دراسة أعدها إلى عدم وجود أثر للهيكل في العصر الإسلامي ، وأن الحفريات التي تمت خلال الـ25 سنة الماضية لم تثبت وجود أي أثر للهيكل أسفل المسجد .. وقال «مائير بن دوف» : إن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تحاول اقتحام الحرم القدسي، هي جماعات لا تتبع الشريعة اليهودية التي تحرم دخول المتدينين اليهود إلى ساحات الحرم !! إلا أن هذه الدراسات اليهودية والموثقة لا تلقي قبولا داخل المجتمع الإسرائيلي، ومازالت عمليات الحفر والبحث والتنقيب تتم أسفل المسجد الأقصى بهدف هدمه لإنشاء الهيكل الثالث بعد أن فشلوا في إيجاد أي بقايا تدل على وجود أي أجزاء من الهيكل الثاني تحت الأقصى.

 

 

 

  • وسبق أن تم طرد عالمة الآثار البريطانية «كاثلين كينيون» من فلسطين بعد فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل الأقصى وذلك أثناء قيامها بأعمال حفريات بالقدس، فقد اكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بسليمان وليس إسطبلات أصلا، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، ونشرت ما توصلت إليه في كتابها (آثار الأرض المقدسة) .. ويؤكد عالم الآثار الفرنسي «دي سولس» في كتابه «تاريخ الفن اليهودي» أنه تولى بنفسه قياس مساحة الحرم الشريف، وبحث موضوع مكان إقامة الهيكل، وأن نتائج أبحاثه جعلته يرفض تماما ولا يوافق من يدّعون بأن المسجد قد أقيم فوق الهيكل.

 

  • وعلى نفس مسار نفي المزاعم اليهودية ، يقول المؤرخ البريطاني «ويليام داريمبل»، في كتابه عن القدس بعنوان «المدينة المسحورة» : كان تقدير العلماء في إسرائيل، أن موقع الهيكل قريب من أسوار مسجد قبة الصخرة، وبدأت الحفريات ، وإستمرت رغم إعتراضات اليونسكو (منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة ) وعثرت البعثات الإسرائيلية على بقايا معالم أعلنت عنها وهللت لها ، ثم أضطرت إلى تغطية الإكتشاف كله بستائر من الصمت، لأن البقايا التي عثر عليها لم تكن إلا آثار قصر لأحد الملوك الأمويين ، وهو أمر يدحض الدعاوى اليهودية من الأساس.

 

 

  • وورد في وثائق «كارين أرمسترونغ» (المستشرقة والباحثة الأكاديمية البريطانية، والمتخصصة في علم الدين المقارن) أن السلطان سليمان القانوني رأى في منامه الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمره بالدفاع عن المدينة المقدسة وقبة الصخرة كعبة الأنبياء، فأمر السلطان «سليمان» بإقامة أسوار المدينة التي استغرق بناؤها عشرون عاما وتكلفت أموالا باهظة، ويبلغ طول الحائط الذي مازال قائما ثلاثة أميال وارتفاعه أربعون قدما، وكان الحائط يحمي المدينة المقدسة، وبه أربعة وثلاثين برجا وسبع بوابات، وصمم المهندس «سنان باشا» بوابة دمشق الرئيسية التي أطلق عليها ـ وقتئذ ـ بوابة سليمان ، وبعد أن تم الانتهاء من بناء السور عام 1541 وأصبحت المدينة محصنة، طلب السلطان سليمان من رعاياه الإقامة بها وخاصة اللاجئين اليهود والذين استقروا في أراض الإمبراطورية العثمانية بعد طردهم من إسبانيا المسيحية عام 1492م، ويعتبر ذلك التاريخ هو بداية هجرة اليهود إلى أرض فلسطين.

 

 

 

وحاول اليهود خلال الفترة الأخيرة من الحكم العثماني شراء الحائط ولكنهم فشلوا فلجأوا إلى العنف في ظل الانتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى عام 1929 وانتفض الشعب الفلسطيني للدفاع عنه، ونشبت معارك عنيفة بين الطرفين كادت تتحول إلى ثورة عربية شاملة في فلسطين مما دعا الحكومة البريطانية إلى التقدم لعصبة الأمم عام 1930 بتشكيل لجنة للتحقيق مع اشتراك محكمة العدل الدولية، وانتقلت اللجنة إلى القدس في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام ، واستمعت إلى شهود جميع الأطراف ، وحققت في المستندات والوثائق، ثم أصدرت قراراها في مطلع عام 1931 وأكدت اللجنة أن المسلمين سمحوا لليهود بمزاولة شعائرهم الدينية عند الحائط على سبيل التسامح، ولذلك طلبت اللجنة من اليهود مراعاة القيود والاشتراطات التي وضعتها السلطات الإسلامية عند ممارسة اليهود لشعائرهم، وهي الشروط التي سبق وأن وضعتها السلطات البريطانية في الكتاب الأبيض الذي أصدرته عام 1928 ومنها: عدم إحضار اليهود أية ستائر أو مقاعد أو آرائك أمام الحائط ، ويسمح لهم فقط بجلب كتب الصلاة اليدوية .

 

 

  • وكانت لجنة التحقيق قد أولت إهتماما كبيرا بالحقائق الموثقة تاريخيا وعمرانيا، وتؤكد بأن الحائط هو حائط «سليمان العثماني» لا «سليمان الحكيم»، كما أن مواد بنائه وطريقة إنشائه ترجع إلى العصر العثماني، بينما مواد البناء وطرق الإنشاء في عصر «سليمان الحكيم» تختلف تماما عنها في العصر العثماني الحديث ، وهي المواصفات التي أقام بها المهندس «سنان العثماني» سور القدس وحائط البراق جزء منه ، وليس جزءا من حائط هيكل سليمان الذي يبحثون عنه .

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]