وصف أستاذ التاريخ الحديث بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، خالد فهمي فتوى قديمة لرئيس ما يسمى «اتحاد علماء المسلمين» يوسف القرضاوي، بـ«الضلال الفقهي»، ما أثار جدلاً بين مستخدمي منصة فيسبوك في مصر.
وكان فهمي قد أعاد نشر فيديو مسجل للقرضاوي أجاز فيه تفجير الانتحاري نفسه وسط المدنيين، إذا كان وراء ذلك الفعل تدبيرا جماعيا، وهو ما وصفه فهمي بالضلال.
وأشار البعض في خضم النقاش، إلى إصدار مكتب القرضاوي بيانًا في 27 يوليو/تموز 2015 لتوضيح ما أذيع بالفيديو، حول حكم حكم العمليات الاستشهادية، والذي تصدى له القرضاوي في كتاب حول فقه الجهاد.
ويقول البيان، على لسان القرضاوي، «إننا قد أجزنا هذه العمليات للأخوة في فلسطين لظروفهم الخاصَّة في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأولادهم وحُرماتهم، وهي التي اضْطرَّتهم إلى اللجوء إلى هذه العمليات؛ إذ لم يجدوا بديلا عنها، ولم نُجِز استخدام هذه العمليات في غير فلسطين لانتفاء الضرورة الموجبة أو المبيحة، وقياس البلاد الأخرى على فلسطين، كالذين يستخدمون هذه العمليات ضدَّ المسلمين بعضهم بعضا، كما في الجزائر ومصر واليمن والسعودية والعراق وباكستان وغيرها، هو قياس في غير موضعه، وهو قياس مع الفارق، فهو باطل شرعا، ومثل هؤلاء: الذين اتَّخذوها ضدَّ أمريكا في عُقر دارها، مثل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، فلا تدخل في هذا الاستثناء».
واعتبر البعض تعليق فهمي على الفيديو المنتشر منذ 2015، حملة ممنهجة، مدعومة من أطراف، تختلف في التوجهات السياسية مع القرضاوي. وهو ما رد عليه فهمي يوم أمس عبر حسابه على فيسبوك قائلاً، «أنا لم أكن على دراية بآراء الشيخ القرضاوي المنشورة في كتابه فقه الجهاد، أو التوضيح الذي نشره مكتبه عام ٢٠١٥، توضيحا لمقطع الفيديو الذي نشرته على صفحتي».
وأضاف، «أنا ما زلت أرى أن ما جاء في الفيديو لا علاقة له بفلسطين والاحتلال الإسرائيلي. الفيديو به إجابة الشيخ على سؤال واضح لا يشير فيه لفلسطين من قريب أو بعيد. السؤال يشير للوضع السوري حصرا وتحديدا».
وتابع، «ما هالني ليس فقط تبرير الشيخ للعمليات الاستشهادية بل أيضا تعليله لذلك. فالشرط الوحيد الذي وضعه هو ألا يكون هذا الفعل فعلا فرديا بل يجب أن يكون مشروطا بموافقة الجماعة. أنا واقف بالطبع على دلالة كلمة “الجماعة” وخلفيتها الفقهية، وأن المقصود بها ليس الجماعات المسلحة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها. على أني، ومن حيث المبدأ، ضد هذا المنطق برمته».
يذكر أن القرضاوي كان قد رد على تدوينه نشرها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، عشية تفجير انتحاري نفسه، قرب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، ليعلن رفضه فتوى القرضاوي التي تجيز العمليات الاستشهادية، وأعاد بن زايد نشرها باعتبارها نموذجا للإرهاب والتطرف وربطها بالفتاوى السمحة للشيخ ابن باز، وهو ما أعاد الفيديو مجددًا للحياة، وجعل منه موضوع نقاش لا يزال مستمرا حول حكم استهداف المدنيين في الإسلام.
هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل بن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية
هل تذكرون مفتي الاخوان القرضاوي عندما حرض عليها— عبدالله بن زايد (@ABZayed) July 4, 2016
واتشر وسم / هاشتاج #القرضاوي_مجرم_حرب، عقب تغريدة بن زايد التي دعا فيها إلى «ضرورة محاسبة من حرض و استرخص دماء البشر و أجاز العمليات الانتحارية»، في إشارة للقرضاوي.
علينا نحاسب من حرض و استرخص دماء البشر و أجاز العمليات الانتحارية
— عبدالله بن زايد (@ABZayed) July 4, 2016
