«القرويين».. أقدم مكتبة على وجه الأرض تفتح أبوابها للزائرين في فاس

سيتمكن محبو القراءة قريبا من زيارة أقدم مكتبة على وجه الأرض، حيث أوشكت أعمال الترميم على الانتهاء في مكتبة «القرويين» بمدينة فاس بالمغرب.

وتعد المكتبة التي تقع في شمال شرق المغرب كأقدم مخزن للكتب في التاريخ، حيث تأسست في القرن التاسع الميلادي، وتحتوي على العديد من المخطوطات والكنوز الهامة.

وبمناسبة افتتاح «القرويين» نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أمس الإثنين، تقريرا عن المكتبة، التي أسستها فاطمة الفهري، وهي ابنة تاجر ثري من القيروان في تونس، حيث وصلت إلى فاس وبدأت بوضع الأساس لمجمع يشمل مكتبة، و مسجد وجامعة القرويين، وهي الآن أقدم مؤسسة للتعليم العالي في العالم ، تخرج منها الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون، والمؤرخ الكبير ابن خلدون.

4032-1
تقول عزيزة شاوني، وهي المهندسة المشرفة على ترميم المكتبة من مواليد مدينة فاس، «تم العثور على الباب الحديد على طول الممر الذي يربط بين المكتبة والمسجد، في مركزين يشملا التعليم والحياة الثقافية في مدينة فاس القديمة، وهناك كان يتم الاحتفاظ بالكتب والمجلدات، كانت مخزنة في مخازن ذات أقفال أربعة، لكل قفل مفتاح يحمله شخص مختلف، كان عليهم أن يحضروا جميعا ليتم فتح الأبواب».

استعادت المكتبة بعد ترميمها نظام الصرف الصحي حيث يتم تصريف المياه بواسطة قناة تحت الأرض وذلك لحماية المخطوطات الثمينة من الرطوبة والحفاظ عليها، فضلا عن أنه تم رقمنة تلك النصوص والمجلدات بواسطة الماسحات الضوئية الرقمية، ومعالجة المخطوطات بسوائل خاصة ومواد حافظة لحمايتها من التشقق.

في مكتبة «القرويين» الآن بعد ترميمها غرف خاصة يتم حمايتها بواسطة اجراءات أمنية مشددة لابعادها عن الرطوبة ودرجات الحرارة المختلفة، وتوجد بالمكتبة أغلى نسخة من القرآن الكريم يعود تاريخها إلى القرن التاسع وهي مكتوبة بالخط الكوفي المزخرف على جلد الجمل.

إضافة إلى غرف حفظ الكتب ستكون هناك غرف جاهزة للقراءة بعد معالجتها من الإهمال والضرر أثر سنوات من تراكم الأتربة.

 الناس الذين يعملون هنا يحرسون الكتب بغيرة».. هكذا قال أحد القائمين على حراسة الكتب للجارديان، وتأتي استعادة المكتبة في الوقت الذي يسعى المتطرفين إلى هدم تراث وثقافة منطقة الشرق الأوسط، كما حدث في سوريا والعراق، حينما نفذ مسلحو داعش فظائعهم الثقافية، حيث نهبت مكتبة كبيرة في الموصل، وحرقت آلاف الكتب والمخطوطات، وتم تجريف المدن الآشورية القديمة، مثل نمرود والحضر في العراق، وتفجير معبد بل في تدمر وهدم متحف مدينة الواحة بالإضافة إلى تدمير ونسف الأضرحة والمقابر الشيعية والإسلامية والمسيحية على حد سواء.

4288

المغرب بحسب «الجارديان» مازالت بعيدة عن المشاكل والاضطرابات السياسية التي اجتاحت المنطقة، حيث سقطت حكومات ما وصفته بـ«الدول الجليلة»، ما دفع  الملك محمد السادس، ملك المغرب لإدخال إصلاحات عدة، مسترضيا ما يكفي من الطبقة الوسطى دون إعطاء الكثير من السلطات للبرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميين، فاستطاع أن يحقق السلام بعد سلسلة من الاحتجاجات في أوائل عام 2011.

في عام 2012، طلبت عزيزة شاوني من وزارة الثقافة، التي تدير مكتبة وجامعة القرويين أن تقوم بتقييم المكتبة، وكانت مفاجأة سارة عندما منحت شركة الهندسة المعمارية لها العقد.

تمتد المسافة بين سقف المكتبة والبدة القديمة في فاس، حيث يحتشد الناس ويتحركون في شوارعها الضيقة التي تعج بالحياة، على الرغم من الصيام في الصيف ودرجات الحرارة العالية التي تضرب البلاد في شهر رمضان المبارك، فهناك ستشاهد المتسوقين وهم يساومون في شراء المصنوعات الجلدية من المدابغ القديمة، وستشاهد الحدادين والحرفيين الذين يقومون بتشكيل النحاس، في ورش عمل خاصة تحت الظل، ومن خلال الأزقة المتعرجة ستشم رائحة الجلود المعالجة، وستستمع إلى «الآذان» حيث موعد الصلاة.

يقول أحد الحرفيين إن كسب العيش أصبح صعبا هذه الأيام، حيث ارتفعت أسعار المواد الخام، والعملاء لا يشترون.

وتقول عزيزة شاوني، إن ترميم المكتبة يلائم نمط الحياة في المدينة، وذكرت كيف سافر جدها الأكبر على بغل من قرية أجداده في المغرب للدراسة في جامعة القرويين في القرن ال19، وأضافت «كانت المكتبة بمثابة منزل آخر لجدي»

وتابعت: آمل أن تفتح المكتبة قريبا، ليأتي الجمهور ويستمتع برؤية المخطوطات للمرة الأولى. وتأمل شاوني أن يعتبر أهل فاس المكتبة منزلهم الثاني ويحافظون عليها.

 ومن المتوقع أن تفتح المكتبة أبوابها للزوار قريبا، حيث لم يتم تحديد موعد محدد، ويعتقد المهندسين المعماريين أن المكتبة لن تفتح قبل عام 2017.

ويعد تجديد المكتبة كخطة لاستعادة فاس مكانتها كعاصمة روحية وثقافية، كما كانت لعدة قرون مضت، حيث ظلت الرباط مركزا للحياة السياسية عندما كان المغرب لا يزال تحت الحماية الفرنسية.

4032-2

بينما ترك العديد من المفكرين المدينة وسكنوا فاس، والآن يتم إجراء تجديدات في أماكن أخرى من المدينة. حيث الطقوس الصوفية والمهرجانات الموسيقية وتم إعداد خطط لإقامة معارض من شأنها أن تعرض مجموعات أغلى في المكتبة.

شاومي أوضحت أيضا أن فلسفة العمارة المستدامة في فاس تعني أن المكتبة لا يمكن أن تكون من مخلفات العصور الماضية، ولكن جزءا من المدينة، مثل الكثير من المدن القديمة التي لاتزال مأهولة.

وأكدت أن هناك خطة لاستعادة نهر فاس، الذي كان يعرف باسم نهر المجوهرات، لكنه كان غارقا في نفايات المدابغ المحلية ومياه الصرف الصحي من المناطق السكنية المحيطة.

واختتمت حديثها بقولها «أود أن يشاهد أطفالي هذا التراث، فمدينة فاس لديها أكبر شبكة للمشاة، وأكبر عدد من المباني التاريخية في الداخل، إنها ليست مجرد مدينة للسياح»، كما أضافت «ومازالت مشاريع تطوير المدينة مستمرة»

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]