يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى الرياض تستمر ليومين يتناول خلالها العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بناء على دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وشهدت العلاقة بين البلدين نموا متسارعا، تمثل في الزيارات المتبادلة والتعاون في كافة المجالات، لا سيما العسكرية حيث أعلنت تركيا مشاركتها في التحالف الإسلامي الذي دشنته السعودية قبل أسابيع، كما تؤيد أنقرة التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن.
ودفعت القضايا الإقليمية والمصالح المشتركة للدولتين نحو مزيد من التعاون، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التمدد الإيراني، العدو الأول للسعودية في المنطقة.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي تشهد فيه تركيا تغيرات على مستوى علاقاتها الإقليمية والدولية، وبالتزامن مع فرض روسيا عقوبات اقتصادية جديدة على تركيا إثر إسقاط مقاتلتها على الحدود السورية.
وقال صحف تركية محلية، إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة لما لها من وقع إقليمي ودولي استصحاباً لوتيرة الأحداث والمتغيرات الجيوسياسية السريعة، التي تمر بها المنطقة، فيما قالت وكالة الأنباء التركية، إن لقاء الزعيمين سيتناول الأحداث في اليمن، وتأييد عاصفة الحزم، وضرورة دعم شرعية الحكومة اليمنية المنتخبة.
وأوضحت الوكالة التركية، أن اللقاء سيتناول التأكيد على تطابق رؤية البلدين في حتمية رحيل نظام الرئيس بشار الأسد، والتأكيد على الحل السياسي للقضية، مع المحافظة على سيادة ووحدة التراب السوري، وتحفظهما على التدخل الروسي المباشر إلى جانب نظام الأسد الذي من شأنه أن يطيل أمد المشكلة.
ووفقا لتقارير رسمية صادرة عن وزارة التجارة والصناعة السعودية، بلغ عدد المشاريع المشتركة بين البلدين 159 مشروعا، منها 41 مشروعا صناعيا، و118 مشروعا في مجالات غير صناعية تختلف باختلاف نشاطاتها، وبرأس مال مستثمر يبلغ مئات الملايين من الريالات.
ويرصد التقرير، تنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين في السنوات القليلة الماضية، حيث بلغ عام 2011، نحو 21747 مليون ريال، حيث بلغت صادرات المملكة لتركيا 12555 مليون ريال، ووارداتها من تركيا نحو 9192 مليون ريال.
ومن المقرر أن تتجه تركيا نحو مزيد من التعاون في المجال التجاري والاقتصادي، في إطار مساعيها نحو تعويض خسارتها نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة من جانب موسكو.
