القمة الثلاثية بالقاهرة.. هل تنجح في ردع حكومة نتنياهو؟
في وقت تشهد فلسطين توترات نتيجة التصعيد الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، استضافت القاهرة قمة ثلاثية جمعت بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لبحث السبل المتاحة لوقف هذا التصعيد وكبح مخططات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة. الرسالة الأولية من عقد القمة في هذا التوقيت أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في مواجهة حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية وبرنامجها المتطرف الهادف لزيادة رقعة الاستيطان وضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة وفرض تهويد القدس.
والقمة تأتي عقب مصادقة الكنسيت الإسرائيلي على مشروع قانون يمنح المستوطنين في الضفة الغربية حقوقاً مدنية مساوية لحقوق الإسرائيليين داخل إسرائيل، وهو أول مشروع قانون تعرضه الحكومة الجديدة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل على النواب للتصويت.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، محمد الحوراني، إن الحكومة الإسرائيلية القائمة عبء على حلفاء دولة إسرائيل بما فيها الإدارة الأمريكية، والتي أصدرت مجموعة من الإعلانات التي رحب بها الفلسطينيون ولكن هذه الإدارة لم تنفذ أي شيء مما أعلنته، ومنها مثلا إعادة فتح مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن وإعادة فتح القنصلية التاريخية الأمريكية في القدس الشرقية.
وأضاف: “إذن الإدارة أعطت كلاما دون أي أفعال وهذا يظهر ضعف أمام الحكومة اليمينية الإسرائيلية، لذلك ذهبت الحكومة الإسرائيلية بعيدا في التغوّل على دم الفلسطينيين وعلى حياتهم وعلى حقوقهم”.
وأضاف الحوراني لبرنامج “وراء الحدث” أنه على الأشقاء العرب تقديم دعم مستحق للفلسطينيين الصامدين على هذه الأرض لأن الفلسطينيين في هذه النقطة متروكون تقريبا لوحدهم حتى الاتحاد الأوروبي تراجعت جدا مساعداته للشعب الفلسطيني، لذلك نقول إن قمة القاهرة يفترض فيها أن تكون نواة صلبة لموقف يتسع ليشمل معظم الدول العربية، فالمطلوب حاليا ردع الحكومة اليمينية الإسرائيلية ودعم الفلسطينيين”.
من جهته، قال دكتور حسن المومني أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية إن الأطراف التي عقدت قمة القاهرة هي الأطراف الأكثر ارتباطا بالقضية الفلسطينية، وعند الحديث عن الأردن ومسألة الإجراءات أو الاستجابة تجاه التصعيد الإسرائيلي، في تقديري الشخصي سوف تستمر التحركات الدبلوماسية الأردنية الفاعلة سواء في سياقها الثنائي أو في سياقها المتعدد عربيا ودوليا.
وأضاف لبرنامج “وراء الحدث” أن الأردن ومصر استشعرتا طبيعة الخطر القادم من الحكومة الإسرائيلية القائمة، وأعتقد أن أطراف القمة التي عقدت اليوم بالقاهرة في جعبتهم الكثير من الأوراق السياسية والدبلوماسية، معربا عن تقديره أنه بعد هذه القمة سوف نشهد تحركًا شديد الزخم في السياق العربي، خاصة أن مصر والأردن تمتلكان علاقات استراتيجية واسعة وجيدة إقليميا ودوليا ومن المتوقع أن يكون هناك زيارات باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
