يستضيف منتجع شرم الشيخ يومي الأحد والإثنين (24 و25 فبراير/شباط الجاري) القمة العربية ـ الأوروبية، بمشاركة الدول الأعضاء في كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والتي تنعقد لأول مرة بمبادرة مصرية، تحت شعار «الاستثمار في الاستقرار».. وعلمت الغد، أن جدول أعمال القمة، يتضمن محورا رئيسيا وهو «التحديات التي تواجه الجانبين العربي والأوروبي»، وهذا المحور يشمل قضايا الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وتدفق اللاجئين إلى داخل أوروبا، وكيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة، مما يفرض قضية «عملية السلام في الشرق الأوسط»، على طاولة المناقشات بين القيادات العربية والأوروبية.
القمة التي ستعقد برئاسة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبى، دونالد توسك، تشهد لأول مرة اجتماع رؤساء دول وحكومات من كلا الجانبين (العربي والأوربي)..وأكد الاتحاد الأوروبى، أن القمة تهدف إلى تعزيز العلاقات العربية الأوروبية، حيث سيتم خلالها التركيز على عدد من القضايا والتحديات المشتركة، ومن أهمها التعددية، والتجارة والاستثمار، الهجرة، الأمن بالاضافة إلى الوضع في المنطقة.
- وكانت القمة العربية التي عقدت في شهر مارس/ آذار 2017 بمنتجع البحر الميت في الأردن، وافقت على المبادرة المصرية بعقد أول قمة عربية ـ أوروبية..والتي تم الترتيب لها بين الجانبين، وعقد وزراء الخارجية اجتماعا فى الرابع من فبراير/ شباط الجارى ببروكسل للإعداد للقمة..ومن المقرر أن تنطلق أعمال القمة مساء الأحد المقبل بجلسة افتتاحية تعقبها جلسة مفتوحة على أن تتواصل الجلسات في اليوم التالي، ويعقد مؤتمر صحفى فى ختام الأعمال.
مشاركة رفيعة المستوى من الجانب الأوروبي
وتؤكد الدوائر السياسية في القاهرة، أن القمة العربية الأوروبية الأولي، تدشن مرحلة جديدة في التنسيق المتواصل بين الجانبين، وتأصيلا لتاريخ طويل من التبادل الثقافي والاقتصادي والتجاري والسياسي، بالإضافة إلى القُرب الجُغرافي والاعتماد المُتبادل.. وقال السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، للغد، إن هذه القمة تحمل أهمية كبيرة نظرا لتوقيتها والقضايا المطروحة أمامها في ظل تحديات مشتركة تواجه الجانبين، ولابد من التشاور والتنسيق في المواقف والسياسات لمواجهة تلك التحديات وفي المقدمة الإرهاب والدول الداعمة له، فضلا عن تحديات إقليمية سوف تنعكس تداعياتها على أوروبا، ومن هنا يبدو الهدف المُشترك للجانبين العربي والأوروبي، هو تطوير تعاون أوثق من أجل تحقيق الآمال المُشتركة وصولاً إلى السلام والأمن والازدهار في المنطقتين.
وأضاف للغد: إن من مؤشرات أهمية ونجاح القمة العربية الأوروبية الأولى، المشاركة رفيعة المستوى من الجانب الأوربي، حيث يشارك فيها إلى جانب دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وجون كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، وفيدريكا موجرينى، الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية، والعديد من زعماء الدول الأوروبية الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي،على رأسهم المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، والرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، الذي يتولى رئاسة الاتحاد حاليا، وثلاث دول فقط ستمثل على مستوى وزاري، نظرا للتطورات الداخلية فيها.
- وأعرب الرئيس الرومانى، خلال مداخلته بمؤتمر ميونخ للأمن 2019، عن تفاؤله بنجاح القمة العربية ـ الأوروبية المرتقبة بشرم الشيخ، في حلحلة بعض الأزمات المشتركة..وقال : إن قمة شرم الشيخ المقبلة تحظى بأهمية خاصة ولدى توقعات عالية من هذه القمة.
قمة تاريخية تبحث كافة القضايا
وأكدت الخارجية المصرية، أن القمة العربية ـ الأوروبية «شاملة»، ولن تقتصر على ملف الهجرة غير الشرعية، بل ستتناول التعاون العربي ـ الأوروبي، والتحديات المشتركة بين الجانبين، مثل مكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر والسلاح والنزاعات الإقليمية، إضافة إلى القضية الفلسطينية وسبل التوصل إلى السلام الشامل والعادل.
ومن جانبه قال الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن القمة العربية الأوروبية هي قمة تاريخية، وسوف يبحث القادة العرب والأوربيون كافة الموضوعات ويناقشون كل شيء.. ونفي السفير زكي أن يكون موضوع الهجرة هو الموضوع الوحيد لهذه القمة، قائلا: هذا كلام غير صحيح، ليس هناك موضوع واحد، والجانب العربي لديه اهتماماته والجانب الأوروبي لديه اهتماماته وسنصل إلى توافق للخروج بالقمة بالشكل الذي يضمن نجاحها.
مطالب البرلمان العربى
وأعلن ـ أمس ـ البرلمان العربى، أنه سيرفع مطالبه للقادة العرب والأوروبيين، التى تعكس تطلعات الشارع العربى، وذلك لعرضها على القمة العربية ـ الأوروبية الأولى، وهذه المطالب تم إقرارها من قبل البرلمان فى الثانى عشر من فبراير/ شباط الجارى، فى سياق تعزيز وتنسيق العلاقات بين العالم العربى وقارة أوروبا، وبما يخدم مصالح الشعبين، العربى والأوروبى، فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعي.. وتضمنت مطالب البرلمان العربى فى الجانب السياسى: القضية الفلسطينية، ومكافحة التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة وغسيل الأموال، وسبل تكريس السلم والأمن الدوليين، والحلول السياسية للأزمات، كما تضمنت حماية مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، والتعاون بشأن قضايا حقوق الإنسان، وحماية مبدأ استقلال القضاء وعدم التعقيب على أحكامه، ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل. وأكدت المطالب، على ضرورة تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية من خلال الشراكة والتعاون بين البرلمان العربى والبرلمان الأوروبي.
وقال رئيس البرلمان العربي ـ فى بيانه ـ إن المطالب فى الشأن الاقتصادى أكدت على تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارة البينية وتعزيز الاستثمارات بين الجانب العربى والأوروبى، ومواجهة التحديات المستقبلية فى المجالات الاقتصادية، كما تضمنت التعاون فى مجال التنمية المستدامة، والدعم التقنى ونقل التكنولوجيا والمعرفة والاستثمار فى مجال الطاقة المتجددة، وسُبل دعم التنمية فى الدول الأقل نمواً.. وفيما يخص الجانب الاجتماعى من المطالب: قضايا الهجرة، والهجرة غير الشرعية، وبناء شراكة قوية بين الدول العربية والدول الأوروبية فى مجالات الصحة والتعليم والبحث العلمى، وكفالة وضمان احترام الخصوصية الدينية للمسلمين الذين يعيشون داخل المجتمعات الأوروبية، والحفاظ على كيان المرأة المسلمة وكرامتها وكفالة حرية الزى الخاص بها.
- وكان قادة الاتحاد الأوروبي، تطرقوا للمرة الأولى إلى هذه القمة في النمسا الشهر الماضي، بعدما تعهدوا تكثيف المحادثات مع مصر ودول أخرى في شمال أفريقيا لوقف الهجرة غير الشرعية.وقال مجلس قادة الاتحاد، إن «المجلس الأوروبي يرحب بعقد أول قمة بين الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية تستضيفها مصر»..