«القنص الغادر».. الاحتلال يعدم الفلسطينيين ميدانيا على حدود غزة

كشفت مقاطع فيديو وصور تم التقاطها من قبل الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين، تعمد قوات الاحتلال تنفيذ إعدامات ميدانية للمتظاهرين العزل المشاركين في مسيرة العودة الكبرى، الجمعة الماضي، على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وأظهرت هذه المقاطع والصور الوجه الإجرامي لجنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين بدوا وكأنهم يمارسون هوايتهم المفضلة في اقتناص الشبان الفلسطينيين وقتلهم دون أن يشكل أي من الشبان أي خطر على جنود يتحصنون خلف سواتر ترابية وفي آليات محصنة ومصفحة وأبراج عسكرية.

وأكد أكثر من مقطع فيديو من تلك التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على سلوك جيش الاحتلال، الذي نشر استعدادا لمسيرة العودة قرابة 100 قناص غايتهم الوحيدة هي القنص ليس أكثر، ومن مسافات بعيدة، وكأنهم يمارسون هواية الصيد.

قنص على مسافة 700 متر

ويظهر مقطع فيديو تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي للشهيد عبد الفتاح بهجت عبد النبي (18 عاما) تفاصيل أكثر عن الرغبة الإسرائيلية في القتل.

الشهيد عبد النبي كان يدير ظهره للرصاص، وكان على مقربة من الجموع المحتشدة من المشاركين في المسيرة، على بعد 700 متر، حين سقط على الأرض بعد أن أصابته رصاصة قناص إسرائيلي في رأسه مباشرة.

اغتيال عبدالنبي بهذه الطريقة يؤكد أنه وغيره من الشهداء لم يشكل وجودهم أي خطر على جنود الاحتلال، وهو ما تؤكده صورة الفتى التي جابت العالم، ووضعت علامات استفهام على سبب مقتله، وفقا لتقرير عن صحيفة “ديلي تيلجراف” البريطانية.

الصحيفة نقلت على لسان عائلة الشهيد، التي اجتمعت مع الجيران والأقارب في خيمة العزاء، أن ابنها كان طفلا كبقية الأطفال، “كان مفعما بالحياة وأراد أن يعيش”، لكن رصاص الاحتلال سرق منه حتى هذه الأمنية.

ويقول المصور، الذي التقط لحظة استشهاد عبد النبي، إنه تم إطلاق النار على ظهر عبد النبي عندما كان على مسافة مئات الأمتار من السياج الفاصل.

لم يشكل خطرا

وتؤكد منظمات حقوق الإنسان، أنه لم يكن هناك مبرر لقتل الشهداء، حيث لم يكونوا مسلحين، ولم يشكلوا أي خطر على جنود الاحتلال، وبحسب الصحيفة البريطانية، كان موت عبد الفتاح عبد النبي واحدا من آلاف الحالات في هذا النزاع المستمر، لكنه أثار أسئلة حول إمكانية استخدام الاحتلال للقوة المفرطة، أو استخدام عنف غير مبرر لقمع مقاومة شعب محتل.

ويواصل جيش الاحتلال استعداداته لإيقاع مزيد من القتل في صفوف الفلسطينيين، الذين يواصلون فعاليات مسيرة العودة والممتدة حتى منتصف مايو/آيار المقبل، الذي يصادف يوم النكبة، فلا تعليمات جديدة بخصوص إطلاق النار.

وأكد جيش الاحتلال على استمرار حالة الاستنفار في صفوف جنوده، ويعتبر نفسه في ساحة حرب أمام متظاهرين عزل يطاردهم رصاص ملعون بنية القتل مع سبق الإصرار.

ونشر المذيع المشهور في إذاعة جيش الاحتلال، كوبي ميدان، تغريدة على حسابه الشخصي عبر فيسبوك، مرفقا فيها صورة الشهيد الفلسطيني عبد الفتاح عبد النبي، وكتب أسفل الصورة “لقد تم إعدامه عمدا”، وانهالت على ميدان عاصفة من الانتقادات والشتائم من قبل الإسرائيليين، الذين قاموا بالتعليق على منشوراته، والتي كان من بينها التعليق التالي، “إذا كنت تخجل فعلا، فأنا أخجل من كونك إسرائيلي”.

أوامر تكفل القتل

سياسة القتل العمد، التي مارسها جنود الاحتلال، أكدها أيضا إريك جولدستين، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في “هيومان رايتس ووتش”، الذي قال “لم يكن الجنود الإسرائيليون يستخدمون القوة المفرطة فحسب، بل كانوا ينفذون على ما يبدو أوامر تكفل جميعها ردا عسكريا دمويا على المظاهرات الفلسطينية، وكانت النتيجة وفيات وإصابات متوقعة بين المتظاهرين على الجانب الآخر من الحدود، الذين لم يشكلوا خطرا وشيكا على الحياة”.

ورصدت “هيومان رايتس ووتش” عددا من اللقطات، التي تعتقد أنها حقيقية، استنادا إلى مقابلة مع مصور الفيديو الذي يظهر متظاهرا أُطلقت النار على ساقه وهو يصلي، وفيديو آخر يظهر رجلا تُطلق النار عليه في أثناء إلقائه حجر، ويبدو أن مقاطع الفيديو الأخرى التي تم استعراضها تظهر متظاهرين يتعرضون لإطلاق النار بينما يسيرون ببطء نحو الحدود بأيدٍ فارغة أو يحملون العلم الفلسطيني فقط، أو يتراجعون عن الحدود.

https://www.youtube.com/watch?v=tD2xsFTg6z0

قتل بقرار سياسي

ويؤكد نائب رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان ومقره غزة، سمير زقوت، أن الاستعدادات التي استبق بها جيش الاحتلال مسيرة العودة الكبرى السلمية، من خلال إطلاق التهديدات ونشر القناصة، تشير إلى أن هناك نية مبيتة للقتل لدى جنود الاحتلال، وبأوامر من المستوى السياسي في دولة الاحتلال.

وأضاف زقوت، أن هذا ما أكده مقطع الفيديو الذي صور عملية إعدام الشهيد الفتي عبد النبي، غير المسلح، الذي كان يجري في اتجاه معاكس لتواجد جنود الاحتلال، وعلى بعد مئات الأمتار منهم، ما يعني أن قرار القتل ارتكب بوعي وبقرار سياسي وبدم بارد.

وشدد زقوت على أن ما قام به جيش الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة، في مواجهة مسيرة أكدت كل الأحداث والحيثيات على سلميتها، هو جريمة حرب حقيقية ترتكب بشكل منظم وعلى نطاق واسع.

وأشار إلى أن كل التبريرات التي يسوقها الاحتلال هي مجرد حجج واهية لتبرير قتل الشبان الفلسطينيين، الأمر الذي يتطلب تحقيقا دوليا عاجلا، محذرا من أن بقاء الوضع على ما هو عليه قد ينذر بتوسيع نطاق جرائم الاحتلال ضد المشاركين في مسيرة العودة، وهو ما تشي به أيضا التهديدات الإسرائيلية، والحديث المتواتر على عدم تغيير تعليمات بشأن إطلاق النار على حدود غزة.

وكذلك أشاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه، بما قام به جيشه من عمليات قتل، والتأكيد على رفض أي تحقيق، سواء على الصعيد الدولي أو حتى في داخل دولة الاحتلال.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]