سمير القنطار، الذى لقي مصرعه في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في منطقة جرمانا في دمشق بسوريا، هو عضو جبهة التحرير الفلسطينية، والقيادي في حزب الله، والأسير المحرر من قبضة إسرائيل.
القنطار، أقدم سجين لبناني في السجون الإسرائيلية اعتقل عام 1979، وكان يبلغ من العمر 16 عاما ونصف، عندما قاد مجموعة من أفراد جبهة التحرير الفلسطينية في الانطلاق بحراً بزورق مطاطي إلى مدينة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل.
واقتحمت المجموعة منزل عائلة هاران الإسرائيلية، واختطفت داني هاران وابنته الطفلة عينات هاران التي كانت في الرابعة من عمرها، وسط تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الإسرائيلية.
وبحسب قرار المحكمة الإسرائيلية، المستند إلى تحليل الأحراز في موقع الحدث، فإن القنطار قتل الاثنين على شاطئ البحر، إلا أن القنطار نفسه قال إنه لم يقتل الاثنين وإنما قُتِلا في تبادل إطلاق النار مع الشرطيين الإسرائيليين الذين لاحقوه إلى شاطئ البحر، وأدرجت الولايات المتحدة اسمه إلى لائحة الإرهاب السوداء علي أثر الحادث.
ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي أقدم فيها قنطار علي التسلل لإسرائيل، حيث اعتقل للمرة الأولي عام 1978، على يد المخابرات الأردنية عندما حاول تجاوز الحدود الأردنية الإسرائيلية في مزج بيسان، مع عضوين آخرين في جبهة التحرير الفلسطينية مستهدفين اختطاف حافلة إسرائيلية على الطريق الواصلة بين بيسان وطبريا والمطالبة بإطلاق سراح سجناء لبنانيين مقابل المسافرين، وهو ما قضى القنطار، على أثره، 11 شهرا في السجن الأردني.
وخلال مكوثه في السجن الإسرائيلي سُجل القنطار كطالب في الجامعة المفتوحة الإسرائيلية بتل أبيب، والتي تستخدم طريقة التعليم من بعد. في سبتمبر 1998 منحت الجامعة المفتوحة للقنطار درجة بكالوريوس في الأدبيات والعلوم الاجتماعية.
وكشف الأسير اللبناني، في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية أثناء اعتقاله، أنه رفض اقتراح لبناني نقله إليه محاميه، ليرشح نفسه للبرلمان إلا أنه رفض استغلال عنائه كي يكسب مقعدا في البرلمان اللبناني، وفق تصريحاته للصحيفة.
تم الإفراج عن القنطار 16 يوليو 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، تم القبض عليهم في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبناني وفلسطيني وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائليين الذين تم قتلهم في عملية “الوعد الصادق” في يوليو 2006.
وكان في استقباله والأسرى اللبنانيين في مطار رفيق الحريري في بيروت العديد من الشخصيات اللبنانية العامة منها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزراء وبعض النواب.
وترددت الأنباء حول مشاركة القنطار قوات الجيش السوري عملياته في دير الزور بعدما تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي صورا تجمعه بقائد معارك دير الزور العميد عماد زهر الدين، كما تولي مسؤولية واسعة في جبهة الجولان، حيث كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه يقوم بمساعدة آخرين في “حزب الله” ببناء بنى تحتية وعسكرية في تلك المنطقة.
واتهم نشطاء بالتواصل الإجتماعي إسرائيل بمقتل القنطار ليس لإنضمامه للقتال في صفوف الأسد، وإنما لعملياته المستمرة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ونعاه أخوه علي موقع التواصل الإجتماعي تويتر “بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار، ولنا فخر انضمامنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاما من الصبر في قافلة عوائل الأسرى”، بينما أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت الرئيسية خبرا للواقعة تحت عنون “الحساب قد أغلق”.