القوات العراقية تتحرك لاستعادة حي الزهور بالموصل.. و«داعش» يستخدم الكيماوي 52 مرة
صرح قائد عسكري بارز بأن القوات العراقية تحركت اليوم، الثلاثاء، لاستعادة السيطرة على حي آخر في القطاع الشرقي من مدينة الموصل شمال البلاد، إلا أنها تواجه مقاومة شرسة من مسلحي تنظيم داعش.
وفي الوقت ذاته، وجدت دراسة جديدة، أن تنظيم داعش استخدم أسلحة كيماوية 52 مرة على الأقل في العراق وسوريا منذ أن اجتاح مسلحوه مناطق شاسعة في البلدين 2014، بينها 19 مرة في الموصل فقط.
وأشارت إلى أن ثمة خطرا كبيرا أن يقدم التنظيم على استخدام هذه الأسلحة في مدينة الموصل العراقية ضد المدنيين أو القوات العسكرية في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة، أصدرت مؤسسة تحليل المعلومات (آي إتش إس ماركيت) الأمريكية هذا التحليل اليوم الثلاثاء.
وقال العميد حيدر فاضل، من القوات الخاصة لأسوشيتد برس عبر الهاتف، إن مقاتلي التنظيم يستهدفون قواته بصواريخ وقذائف هاون في أثناء تقدمها اليوم الثلاثاء في حي الزهور المكتظ بالسكان. وأضاف فاضل “نتقدم بحذر، هناك الكثير من المدنيين على قيد الحياة”.
بدأت القوات العراقية حصار حي الزهور يوم الأحد الماضي، حيث حصنت مواقعها في أحياء كانوا قد استعادوا السيطرة عليها بالفعل شرق الموصل.
وتسببت التفجيرات الانتحارية ونيران القناصة والمخاوف بشأن سلامة المدنيين، حيث هناك مليون مدني لا زالوا داخل الموصل، في إبطاء تقدم القوات العراقية في حملة تحرير المدينة.
شن الجيش العراقي حملة في 17 أكتوبر/ تشرين أول لاستعادة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر المعاقل الحضرية لتنظيم داعش بالبلاد.
وتحققت معظم المكاسب على يد القوات الخاصة العاملة شرق نهر دجلة، بينما تتقدم قوات أخرى تجاه المدينة من جهات أخرى، ويقدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غطاء جويا وأشكالا أخرى من الدعم.
ودمرت غارة جوية، شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أمس الإثنين، جسرا رئيسيا فوق نهر دجلة في الجزء الجنوبي من المدينة، وهي الخطوة التي يبدو أنها تهدف للحد من قدرة تنظيم داعش على تعزيز أو إعادة إمداد المقاتلين على الضفة الشرقية لنهر دجلة، حيث يجرى معظم القتال.
كان هذا هو الثالث من جسور المدينة الخمس على الفرات الذي يتم استهدافه من قبل قوات التحالف، دمر الجسران الآخران في غارات جوية قبل وبعد وقت قصير من بدء الحملة على الموصل، وهو ما قال مسؤولان عراقيان إنه سيشمل قريبا الجسرين المتبقيين لفصل القطاع الشرقي للمدينة بالكامل عن الضفة الغربية لنهر الفرات.
تحدث المسؤولان لأسوشيتد برس، شريطة عدم الكشف عن هوياتهما، لأنهما غير مخولين بالحديث إلى وسائل إعلام.
من المعروف أن الجيش العراقي تلقى جسورا عائمة أمريكية الصنع، يمكن أن تستخدمها القوات العراقية بديلا عن الجسور التي دمرت.
وفقا لتحليل مؤسسة “آي إتش إس ماركيت”، وهي مؤسسة تحليل استخباراتي مقرها لندن، فقد كانت الموصل مركزا لإنتاج الأسلحة الكيميائية بالنسبة لتنظيم داعش.
لكن الخبراء يعتقدون أن تنظيم داعش نقل المواد والخبراء إلى سوريا قبل بدء الهجوم العراقي لتحرير المدينة، وخلص التحليل إلى أن من المرجح أن يكون غاز الكلورين وغاز الخردل المادتين الكيميائيتين اللتين سيستخدمهما التنظيم في معركة الموصل.
وفي بودابست، قال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، إن التقدم في تحرير مدينة الموصل شمالي العراق تباطأ بسبب استخدام تنظيم الدولة الإسلامية للمدنيين دروعا بشرية، وأضاف اليوم الثلاثاء أن 1700 من عناصر تنظيم داعش قتلوا و120 أسروا في معركة الموصل، وأشار إلى أن ثلث محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، حرر من سيطرة تنظيم داعش.
وقال الجعفري، إن العراق بحاجة لزيادة إنتاجه من النفط الخام، الذي قال إنه يشكل 90% من إيرادات الموازنة العامة للدولة، وإعفائه من حصص الإنتاج الخاصة ببلدان أوبك لما له من “وضع استثنائي”.
