أجلت القوات العراقية أكثر من ألف شخص من قرى قريبة من الخطوط الأمامية لمعركة استعادة مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش المناطق المحيطة بها، حيث تقول الأمم المتحدة أن المتشددين ارتكبوا عددا من الفظائع في الأيام الأخيرة.
وقال القائد في القوات العراقية الخاصة العميد حيدر فاضل، إن سكان طوب زاوا والقرى المجاورة نقلوا إلى مخيم في منطقة الخازر القريبة حفاظا على سلامتهم.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن 8940 شخصا على الأقل شردوا منذ بدء عملية استعادة الموصل يوم 17 أكتوبر/تشرين أول.
وقال الرائد سلام العبيدي، إن القوات الخاصة تتولى اليوم الأربعاء عمليات تطهير في مناطق استعادتها من المتشددين إلى الشرق من المدينة، مضيفا، أن القوات عثرت على شبكة أنفاق واسعة يستخدمها تنظيم داعش لنقل المقاتلين والامدادات بواسطة دراجات نارية.
وتتقدم القوات العراقية نحو الموصل من عدة جهات منذ انطلاق العملية العسكرية واسعة النطاق التي يشارك فيها أكثر من 25 ألف عنصر من الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية ومقاتلي العشائر السنية ورجال الحشد الشعبي، حيث من المتوقع أن تستمر المعركة لعدة أسابيع أو لأشهر لطرد مسلحي التنظيم من آخر معقل حضري لهم في العراق.
وكان المسلحون يستعدون منذ أشهر للعملية التي طال انتظارها ويعتقد أنهم طوروا دفاعات واسعة داخل المدينة وحولها.
وفي الأسابيع الأخيرة قيل أنهم استهدفوا ما يزعم انهم جواسيس وآخرين خشية الانتفاض ضدهم داخل الموصل.
وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إن تنظيم داعش ارتكب في الأيام الأخيرة عددا من الأعمال الوحشية داخل الموصل وحولها، من بين ذلك قتل 50 رجل شرطة سابق كانوا يحتجزونهم داخل مبنى بالقرب من الموصل.
المتحدث روبرت كولفيل قال إن القوات العراقية عثرت على جثث 70 مدنيا تم إطلاق النار عليهم وقتلهم في قرية تلول ناصر، التي تبعد نحو 35 كيلومترا جنوبي الموصل، وأضاف أنه لم يتضح على الفور من المسؤول عن عمليات القتل، وحذر أن من الصعب على الفور التحقق من الأنباء.
وتابع أمام الصحفيين في جنيف، أن وكالة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لديها أيضا تقارير عن إطلاق المسلحين النار على 15 شخصا من أهل قرية جنوب المدينة وإلقاء جثثهم في نهر.
وفي القرية نفسها، قيد التنظيم ستة أشخاص من أياديهم في شاحنات وقاموا بسحلهم لأنهم كانوا على علاقة بزعيم قبلي يقاتل المتطرفين، حسب قوله.
وأضاف كولفيل، نخشى كثيرا من أن هذه لن تكون التقارير الأخيرة التي نتلقاها عن مثل هذه الأفعال الوحشية.
كانت الأمم المتحدة وجماعات حقوقية قد أعربت عن مخاوفها من أن تنظيم داعش ربما يستخدم المدنيين كدروع بشرية فيما تقتحم القوات العراقية ثاني أكبر مدن العراق، التي مازالت تؤوي أكثر من مليون شخص.
وقال كولفيل، إن مقاتلي التنظيم أطلقوا النار على ثلاث سيدات وثلاث فتيات وقتلوهن لأنهن كن قد تخلفن فيما كان المسلحون يجبرونهن على الانتقال إلى حي آخر جنوبي الموصل، مبينا بأنهن كن قد تأخرن عنهم لأن واحدة من الفتيات كانت تعاني من إعاقة.
وأعرب كولفيل أيضا عن قلقه من الإجراءات المتعسفة التي تتخذها السلطات الكردية العراقية المحلية في كركوك بعد هجوم واسع شنه تنظيم داعش على المدينة الواقعة شمال العراق الأسبوع الماضي.
وقال إنهم أمروا كل النازحين داخليا الذين يعيشون خارج مخيمات اللاجئين المقامة بترك ملاجئهم والانتقال إلى المخيمات، التي تعج بعضها بالنازحين وتمتلئ عن آخرها بهم.
وأوضح كولفيل، نفهم أن المئات من الأسر طردت الآن على يد قوات الأمن الكردية ونحن قلقون من أنه إذا استمر الطرد، فسيعقد هذا الوضع المقلق للنزوح الجماعي في المنطقة بشكل كبير.