القوات الليبية تستعد للمعركة الأخيرة ضد داعش في سرت

أعرب كبير مسئولي مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، عن مخاوفه من استفادة تنظيم داعش الإرهابي من انتشار مزيد من المسلحين الأجانب في ليبيا.

وأرجع المسئول الأممي تخوفه إلى ضعف جماعة بوكو حرام في مناطق بإفريقيا مع توسع داعش والجماعات التابعة له في وسط القارة.

وعزز المخاوف الأممية الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش في بلدة زلة وسط لبييا والذي استهدف نقطة تفتيش تابعة للجيش الوطني.

واعتبر محللون، أن الهجوم مخططا من قبل دول وتنظيمات لخلط الأوراق وإرباك المشهد السياسي في ليبيا. فيما يراه عسكريون محاولة لتشتيت الجيش الوطني لتعطيل إجراء الانتخابات، خاصة بعد موافقة البرلمان على قانون انتخاب الرئيس.

وقال محمد الأسمر، مدير مركز الأمة الليبي للدراسات الاستراتيجية، عبر برنامج حصة مغاربية، إن التحركات الأخيرة لتظيم داعش، دقيقة ومحسوبة من حيث التوقيت والهدف، مؤكدا أنها تستهدف بث الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد.

واعتبر الأمر، أن إجراءات المجتمع الدولي لا تتناسب مع ما يبديه من مخاوف، مطالبا بضرورة التحرك الدولي لمواجهة محاولات تقسيم ليبيا وسلب مواردها من قبل التنظيمات الإرهابية الممولة من الخارج.

فيما يرى  الدكتور محمود إسماعيل الرملي، الباحث في الشئون السياسية والاستراتيجية، إن المجتمع الدولي حاول أن يساعد ليبيا لتوحيد مؤسساتها، في محاولة لتحقيق الاستقرار والأمن وصولا بإجراء الانتخابات في موعدها بما يساهم في تحقيق الاستقرار في ليبيا.

وقال إسماعيل، إن الشعب الليبي يريد انتخابات حقيقة تعبر عن تطلعاته، معتبرا أن وجود ثغرات أمنية من قبل قوات الجيش، تحول دون السيطرة على الأوضاع، لن تؤدي إلى إجراء الانتخابات في موعدها.

كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي، الشرقاوي حبوب، في حوار خص به مجلة “جون أفريك”، أن أكثر من 100 انفصالي ينتمون لجبهة “البوليساريو”، ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب.

وقال: “ثبت أن هناك تأطيرا داخل مخيمات تندوف وتلقينا عقائديا يقوم به أئمة المخيمات، ما يعد أيضا عاملا جعل منطقة الساحل على ما هي عليه اليوم: تهديد للمغرب كما بالنسبة للدول الأخرى”، مضيفا أن هذا المعطى الثابت يحيل على انخراط عناصر جبهة +البوليساريو+ في المجموعات الإرهابية المصغرة، أو داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، أو في صفوف تنظيم داعش في الصحراء الكبرى”.

وأشار مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى أنه في مواجهة خطورة هذه المنظمات، يعد التعاون الأمني الإقليمي شرطا لا محيد عنه من أجل القضاء على التهديد القائم، معربا عن أسفه لعدم وجود تعاون مع الجزائر.

واعتبر حبوب أن الأمر يتعلق هنا بخطر، لكن أيضا بعقبة تقف أمام الجهود المبذولة من طرف بلدان المنطقة وباقي القوى العالمية، بغية محاربة هذه الظاهرة.

وأضاف حبوب أن منطقة الساحل تمثل “خطرا كبيرا” و”تحديا أمنيا مهما” بالنسبة للمغرب، مشيرا إلى أن هذه المنطقة تعد اليوم التهديد الإرهابي الذي يرخي بثقله على المملكة والدول المجاورة.

وسجل المسؤول الأمني المغربي أن ذلك يفسر بالاضطرابات السياسية والسوسيو-اقتصادية التي تشهدها المنطقة”، موضحا أن الأمر يتعلق بمجال شاسع حيث تظل المراقبة الأمنية غير واضحة.

وأشار المسؤول الأمني  إلى أن 1654 مغربيا التحقوا بصفوف التنظيم الإرهابي لتنظيم منذ ظهوره في 2014، وبأن هؤلاء الأفراد تلقوا تكوينا في صناعة المتفجرات وإعداد السموم القاتلة إلى جانب أمور أخرى.

وحول التساؤل المتعلق بما إذا كان المغرب في منأى عن التهديد الإرهابي، أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه ليس لأن المغرب يعتبر أحد البلدان الرائدة في مكافحة الإرهاب، فإنه في منأى عن التهديد الإرهابي”.

وتابع: “لنقل ذلك بوضوح، لسنا أبدا في منأى، وليس هناك بلد في العالم بوسعه ادعاء ذلك”.

وتطرق مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أيضا، للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية الذي مكن مؤخرا السلطات الأمريكية من توقيف جندي أمريكي لتورطه في التخطيط لأعمال إرهابية، علاوة على ارتباطه بعناصر تابعة لـ “داعش”.