«القيصر والسلطان» على بوابة «الخط الأحمر» في إدلب

لا يزال السؤال قائما داخل الدوائر السياسية والعسكرية الغربية: هل تتجاوز كل من موسكو وأنقرة «الخط الأحمر» فوق ساحة المواجهة في إدلب؟ خاصة بعد فشل المباحثات الثنائية في موسكو، التي استمرت يومي 17 و18 فبراير/ شباط الجاري.

جاءت المباحثات بمشاركة (نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، والمبعوث الرئاسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، فيما ترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سيدان أونال، بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية).

وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن بلاده لن تتوقف عن إرسال قواتها إلى إدلب شمال غربي سوريا، موضحا «لم تخرج من المحادثات مع روسيا نتائج ترضينا وتقنعنا، ولم نقبل المقترحات الروسية التي قدمت لنا ».

بينما ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته في ختام المباحثات، أنه «لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار على المدى الطويل في إدلب ومناطق أخرى بسوريا، إلا على أساس احترام سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها».

روسيا وتركيا وصلتا إلى الخط الأحمر

قراءة المشهد في إدلب تشير إلى أن «روسيا وتركيا وصلتا إلى الخط الأحمر» بحسب تعبيرالباحث الروسي، إيفان ستارودوبتسوف، الذي يرى أن روسيا وتركيا وصلتا الآن إلى مفترق طرق، ووضع العلاقات الروسية التركية حول سوريا، منذ بداية العام 2020، ليس في أحسن حالاته.

أما بالنسبة للموقف الروسي من عمليات دمشق، فقد عبّر عنه، في الفضاء العام التركي، السفير الروسي في أنقرة، أليكسي إرخوف، الذي قال بصريح العبارة: السوريون، يقاتلون على أرضهم، ضمن حقهم، من أجل مستقبلهم، ويستعيدون سيادتهم على أراضيهم، وفي الجوهر، كما يشير «دوبتسوف»، فقد أكدت روسيا، من خلال سفارتها في أنقرة، رسميا، أنها تدعم عمليات دمشق في إدلب ولن تقيّدها بعد الآن.

بعبارة أخرى، اتضح أن اتفاقية سوتشي فقدت قوتها في أعين الجانب الروسي، وفي نهاية المطاف، فإن أي اتفاق ينص صراحة أو يأخذ في الاعتبار حق أن ينسحب منه الطرف (الروسي)، الذي يعتبر أن الشريك (التركي) لم يف بالتزاماته تجاهه.

العلاقات الروسية التركية تنتظر الموعد النهائي (29 فبراير/ شباط)

ويضيف الباحث الروسي: لقد رفع رجب طيب أردوغان الرهان في اللعبة، وطرح إنذارا مباشرا، مرتفعا جدا، وسيكون من الصعب للغاية النزول من هذه الذروة، ولكن روسيا، التي سبق أن قامت بخطوات لمساعدة الرئيس التركي، عديد المرات، مستمرة، هذه المرة، ببساطة، في انتهاج مسارها في سوريا.. فما الذي سيفعله الزعيم التركي، المعروف بطبيعته الانفعالية وعدم قابليته للتنبؤ، في مثل هذه الحالة؟ لا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، سواء في روسيا أو في تركيا نفسها.

العلاقات الروسية التركية، تنتظر الموعد النهائي الذي حدده أردوغان، أي الـ29 من فبراير/ شباط.. وقد يغدو هذا التاريخ بالنسبة للعلاقة بين البلدين، «موعدا نهائيا»، أي «خطا ميتا».

الوضع قابل للتسوية بين موسكو وأنقرة

ومع ذلك، يرى كبير المحاضرين في مدرسة الدراسات الشرقية، بكلية الاقتصاد العالمي والسياسة في المدرسة العليا للاقتصاد، أندريه تشوبريغين، أن الوضع قابل للتسوية، فلا مصلحة سواء لتركيا أو لروسيا في تدهور العلاقات على المدى الطويل، وبالتالي فإن سلطات البلدين لديهما من الحكمة ما يكفي لعدم تعميق النزاع، وقال «تشوبريغين» : أردوغان انفعالي. لديه عادة الرد بانفعال وحدّة على أشياء كثيرة، ومن هنا، تبرز هجماته بالتصريحات على موسكو.

«القيصر والسلطان» يلعبان في إدلب سياسة «حافة هاوية»

ويرى محللون ومراقبون، أن  «القيصر والسلطان» ـ الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، يلعبان في إدلب سياسة «حافة هاوية»، كل منهما لا يزال يلصق أوراقه إلى صدره، لكن نتائج التصعيد مرتبطة بأمور استراتيجية ثنائيأ، قد تكون أحدى مآلاتها المزاوجة بين «اتفاق سوتشي» و«اتفاق أضنة».

وبحسب المحلل السياسي إبراهيم الحميدي، لا يزال الباب مفتوحا لعقد صفقة سياسة «حافة الهاوية» قد تتفتق عن اتفاق جديد يبارَك بقمة بين «السلطان» و«القيصر»، أحد احتمالاته: خطوط تماس جديدة تكون شمال طريقي حلب – دمشق وحلب – اللاذقية، مقابل انتشار القوات التركية في «منطقة خفض التصعيد» الجديدة، ويمكن نصب خيمة لذلك بالمزاوجة بين «اتفاق سوتشي» و«اتفاق أضنة» لإعطاء صفة «شرعية» للوجود التركي، وفتح نوافذ سياسية بين دمشق وأنقرة تمتد إلى مناطق شرق الفرات التي شهدت أمس استئناف الدوريات الروسية – التركية!

مفتاح حل لمشكلة إدلب.. الفصل بين الإرهابيين والمعارضة

المشكلة المعقدة من وجهة نظر روسية،  هي فشل أنقرة في الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المسلحة السورية، الأمر الذي أكد عليه  وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بضرورة فصل الإرهابيين كـ  «مفتاح حل لمشكلة إدلب».

وفي هذا الصدد، رجح خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية كيريل سيمينوف،  أن يكون هناك اتفاق بين موسكو وأنقرة، فليس من قبيل الصدفة أن الرئيس أردوغان أعطى دمشق وقتا لسحب قواتها حتى نهاية شهر فبراير/ شباط، ولم يتدخل الأتراك لوقف تقدم الجيش السوري في حلب، حيث تنتشر هيئة تحرير الشام بشكل أساسي، ولفترة طويلة، لم تعرقل أنقرة عمل هيئة تحرير الشام في إدلب، لأنها اعتبرت هذه المجموعة قوة ردع للأسد، أما الآن، فبعد أن تعذر على هيئة تحرير الشام وقف تقدم الجيش السوري، لم يعد أحد في حاجة إليها.

هل شارف شهر العسل بين «بوتين وأردوغان» على الانتهاء

وهكذا.. ألقت التطورات الدراماتيكية، التي شهدتها منطقة إدلب شمال سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية بمزيد من الأضواء، على مصير التفاهمات التركية الروسية في هذه المنطقة، وما إذا كان شهر العسل بين القيادتين الروسية والتركية، قد شارف على الانتهاء، في ظل ما يقال من تكهنات، بشأن إمكانية وقوع صدام بين البلدين، على الأراضي السورية؟! كما أثيرت، علامات استفهام كثيرة، حول مدى صمود الاتفاقات، التي أبرمتها كل من أنقرة وموسكو، في سوتشي وأستانه، بشأن وقف إطلاق النار.

الوضع لا يزال متوتراً

ويرى خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مرداسوف، ، أن موسكو تراهن على أن لا يتحول الوضع إلى صراع واسع النطاق، فروسيا وتركيا تتعاونان على مسارات مختلفة، ويجب أن لا يسمح هذا التعاون للصراع في إدلب بالقضاء على «صيغة أستانا» للمفاوضات وزرع شقاق بين البلدين.

ومع ذلك، فالوضع لا يزال متوتراً، لأن الجيش العربي السوري  يتوغ في المنطقة، وهذا يدل على أنه لا «خطوط حمراء» عمليا، وأن دمشق سوف تسيطر على الطريقين M4 وM5  في نهاية المطاف، لكن تركيا ستعزز وجودها على مسافة منهما. وهذا هو السيناريو المحتمل حاليا، فجميع ديناميات الصراع في الأشهر الأخيرة تشير إلى أن هذين الطريقين سيخضعان لسيطرة قوات الأسد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]