أجرى الكاتب الكبير، عماد الدين أديب، حوارا عبر برنامج مدار الغد، للحديث حول العديد من الملفات والأزمات، التي تواجه المنطقة، من بينها حرب السفن والاتهامات لطهران بمسؤوليتها عن أعمال تخريبية عديدة، فضلا عن التصعيد المفاجئ في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، وغيرها من الملفات.
سياسية حافة الهاوية
ويرى أديب، أن ما يحدث في المنطقة هو انعكاس، للمفاوضات التي تجري حاليا بين إيران والقوى الكبرى، حيث تستخدم إيران من خلال الحرس الثوري، أذرعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، في إثارة الفوضى ونشر العنف، في محاولة للحصول على مكاسب أكبر في مفاوضاتها مع القوى الكبرى.
وقال الكاتب الكبير، إن الجانب الإيراني يدرك جيدا، أن هناك تعقيدات في غرفة المفاوضات مع القوى الكبرى، فيحاول ممارسة العنف من خلال الاعتداء على السفن المارة في الخليج، ومن خلال الصواريخ التي تم إطلاقها على إسرائيل من الجنوب اللبناني، لتحريك المياه الراكدة وتحقيق أهدافه وأجندته الخاصة.
خروج أمريكي بلا عودة
عن إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران، قال أديب، إن هناك أربع احتمالات للتدخل العسكري، وهي حرب شاملة، أو حرب محدودة، أو عمليات نوعية، أو حرب سيبرانية، باعتبار أن الأخيرة، تمثل الجيل الخامس من الحروب.
واعتبر أديب، أن خروج القوات الأمريكية من المنطقة يعني عدم عودتها مرة أخرى، بقوات برية.
وقال الكاتب الكبير، إن إسرائيل تعد أقوى دولة في الحروب السيبرانية، خاصة أنها تعد طرفا أصيلا في الصراع، مشيرًا إلى وجود اجتماعات على أعلى مستوى في الداخل الإسرائيلي لبحث الرد.
عمليات نوعية ضد إيران
وقال أديب، إن إسرائيل لا تزال هي المحرك الرئيسي لسياسة واشنطن تجاه إيران، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة دائما ما تأخذ في الاعتبار الموقف الإسرائيلي خلال تعاملها مع إيران.
وأضاف الكاتب الكبير، أنه إذا ما رأت إسرائيل ضرورة القيام بعمليات نوعية ضد إيران، فمن الممكن أن تدعمها الولايات المتحدة، أو تعطيها الضوء للقيام بتلك العمليات.
وقال أديب، إن المخابرات العسكرية الإسرائيلية، ضد منهج التفاوض الذي تخوضه الولايات المتحدة مع إيران، حيث أن منهج الولايات المتحدة، يقوم على تنظيم المشروع النووي الإيراني، بينما هدف إسرائيل وقف المشروع النووي بالكامل لما يمثله من خطورة.
حركة النهضة تتاجر بـ«الديمقراطية»
وعن الأزمة التونسية، قال أديب، إن ممارسات حركة النهضة، أكدت أنها لا تختلف عن نموذج أعضاء تنظيم الإخوان الدولي، تقول ما لا تفعل، ولديها تنظيم سري، وأفكار خفية، وتمويل لعمليات ميليشياوية، وقيادات فاسدة.
وأشار أديب إلى وجود تمويلات خارجية لحزب النهضة، بما يخالف الدستور والقانون، لتنفيذ أجندتها، معتبرا أن حزب النهضة استبدادي، يتاجر بفكرة الديمقراطية والشرعية.
دور قطري وتركي في سد النهضة
وعن تطورات ملف سد النهضة، قال أديب، إن هناك قوى دولية شريكة في سد النهضة، من بينها الصين وألمانيا وإسرائيل والولايات المتحدة، فضلا عن الدور القطري والتركي الملحوظ.
وأشار أديب إلى أن هناك استثمارات تركية وقطرية كبيرة في السد، حيث لدى تركيا 120 شركة للاستثمار في إثيوبيا، فضلا عن إبرام اتفاقية تعاون عسكري مع إثيوبيا، لافتا أن إلى هناك استثمارات قطرية كبيرة في الداخل الإثيوبي أيضا.
وقال أديب، إن تركيا وقطر بإمكانهما القيام بدور فعال في أزمة سد النهضة، ولديهما تأثير كبير على صناعة القرار السياسي في إثيوبيا، وتستطيعان التعاون وإظهار حسن نية، في التوصل لاتفاق قانوني ملزم ينظم الحصص التاريخية للأطراف الثلاثة.
انحياز أمريكي لإسرائيل
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال أديب، إن القرار الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية مركزه تل أبيب وليس واشنطن، باعتبار أن القرار الأمريكي لا بد أن يأتي متسقا مع المصلحة الإسرائيلية، ومنحازا لها.
وأشار أديب إلى أن التيار الصهيوني المسيحي داخل الولايات المتحدة يمثل ما يقرب من 62 مليون صوت انتخابي، وبالتالي لديه تأثير كبير على الكونجرس الأمريكي، فضلا عن سيطرة هذا التيار على وسائل الإعلام والاقتصاد وغيره.
دور تركي مشبوه
وعن الدور التركي في المنطقة، قال أديب إن تركيا لديها دور أحمق ومشبوه في العديد من الدول العربية المحيطة، من بينها ليبيا وسوريا، فضلا عن دعمها للحركات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الإخوان.
وأشار أديب إلى أن تركيا تستخدم ميليشيات مسلحة في نشر الفوضى في سوريا وتحقيق أهداف مشبوهة لخدمة أجندتها العدائية.
