يواجه التجار في البلدة القديمة في القدس المحتلة أزمة كبيرة مع غياب الزبائن والزوار بسبب كورونا والقمع الإسرائيلي، الذي يخيف الأهالي ويبعدهم عن البلدة وأسواقها.
وقال مفوض المؤسسات في مجلس القدس للتنمية والتطوير الاقتصادي، عبد الله الكسواني، إن مدينة القدس تعيش جملة من الأزمات بشكل استثنائي، حيث تتعرض لأبشع صور العنصرية الإسرائيلية باستهدافها لتفريغها من محتواها العربي الإسلامي، مضيفا “تزامنت الهجمة الإسرائيلية الشرسة مع جائحة كورونا التي تذرع بها الاحتلال لقطع أوصال المدينة، وخاصة البلدة القديمة”.
وأضاف الكسواني، خلال لقاء على شاشة الغد، أن الثمن الأكبر دفعه تجار المدينة العتيقة، والذين يشكلون العمود الرئيسي للبلدة القديمة، مؤكداً أن تجار القدس يعانون من الإجراءات الإسرائيلية التي حالت دون وصول المواطن المقدسي الفلسطيني إلى أسواق البلدة القديمة، ما ولّد الكساد في الأسواق وسبب المزيد من المعاناة لهؤلاء التجار الصامدين.
وأشار إلى أن إحداث كساد اقتصادي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة يأتي بإرادة وتخطيط إسرائيلي مبرمج ومدروس، وأن هذا المخطط يأتي من خلال الضغط على التجار المقدسيين وسكان البلدة القديمة بكل الوسائل، سواء بفرض الضرائب الباهظة على التجار والسكان أو معاقبة من يحاول الوصول إلى البلدة القديمة من خلال وضع الحواجز والتفتيش والإعدامات الميدانية التي حدثت في باب العمود، إضافة إلى ممارسات المستوطنين باستفزاز المواطنين من مسيرات واقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولات السيطرة على المنازل والمحال داخل البلدة القديمة.
ولفت الكسواني إلى أن كافة الممارسات الإسرائيلية تهدف إلى تفريغ البلدة القديمة من محتواها العربي الإسلامي لتكون فرصة سانحة للاحتلال كي يهيمن ويسيطر على القدس.
وأكد أن الاحتلال قام باستغلال جائحة كورونا بفرض قيود إضافية على البلدة القديمة، والتي لم يتم فرضها على باقي الأسواق.
