الكشف عن الأطراف التي تخطط لاغتيال الرئيس التونسي.. وقيس سعيد يهدد بـ«منصة صواريخ»
كشفت الصحف التونسية، الصادر اليوم الأحد ، أن شخصا ممن ينعتون بالذئاب المنفردة، أو ما يسمى بإطلاق المبادرة المنفردة، كان يحضر لعملية اغتيال تستهدف رئيس الجمهورية بإحدى مدن الساحل، حيث كان رئيس الجمهورية قيس سعيد، سيقوم بزيارتها، وتم القبض على المتهم في الساعات القليلة الماضية.
توعد المخططين بـ«صورايخ في منصاتها»
وكان رئيس الجمهورية قد تعرض إلى مسألة الاغتيال في كلمته أول أمس، حيث توعد المخططين بـ«صورايخ أخرى في منصاتها جاهزة للإطلاق لتصيبهم في أعماق الأعماق».. وقال «أعرف ما يدبّرون وأقول لهم أنا لا أخاف إلا الله رب العالمين بالرغم من محاولاتهم اليائسة التي تصل الى حد انهم يفكرون في الإغتيال ويفكرون في القتل ويفكرون في الدماء».
استهداف رئيس الجمهورية..استهداف للدولة وأمنها
وفي قراءة لتصريح الرئيس سعيد حول وجود مخطط لاغتياله وما يمكن أن يثيره هذا التصريح من مخاوف في نفوس التونسيين وجدل واسع .. أوضح المحلل السياسي وليد اللوقيني لـجريدة «الصحافة اليوم»، أن تصريح رئيس الدولة يستند بالتأكيد إلى معلومات استخباراتية ومعطيات دقيقة لأجهزة أمنية مختصة وليس مجرد كلام أوتخمينات ذلك أن الرئيس هورجل دولة ويعلم جيدا ما يقول مبينا أن استهداف رئيس الجمهورية ليس استهدافا لشخصه فحسب بل هو استهداف للدولة ولأمنها وقد أراد الرئيس قيس سعيد بهذا التصريح أن يثبت للأطراف التي تخطط لاغتياله أنه على علم بمخططاتهم وهو مستعد لإحباطها .
- وأضاف: من المرجح أن تكون هذه الأطراف متورطة في ملفات ثقيلة وأن لها مصالح يبدوأن الرئيس قد أمسّ بها وهددها من خلال فتحه عددا من ملفات الفساد التي جعلت عديد الأسماء محل تتبع قضائي وفرضت على بعضها الإقامة الجبرية في انتظار استكمال مسار التحقيقات والأبحاث التي ستِؤكد التهم عليهم أوتبرّئهم
أبرز الأسباب وراء مخطط الاغتيال
الدوائر السياسية والحزبية في تونس، تؤكد أن حرب الرئيس ضد (الفساد والمفسدين)، وبعد ان شرع في فتح الملفات الأمنية، كانت وراء مخطط استهاف الرئيس قيس سعيد، وهي من أبرز الأسباب التي دفعت بالأطراف المتضررة من إثارة هذه الملفات الخطيرة إلى التخطيط لاغتيال الرئيس وهي على الأرجح أطراف ذات علاقة وطيدة بالسلطة.
الأطراف التي تخطط لاغتيال الرئيس
ولعل التعيينات الأخيرة التي قام بها الرئيس بوزارة الداخلية ـ بحسب جريدة «الصحافة اليوم» التونسية ـ تعد أيضا من أبرز الأسباب كذلك التي جعلت هذه الأطراف تخطط لاغتيال الرئيس وقد عمل هذا الأخير خلال الفترة الأخيرة على استهداف مختلف الأجهزة الحساسة التي كانت محسوبة على منظومة الحكم السابقة التي طالما حامت حولها شبهات التستر على عدة ملفات ثقيلة وخطيرة وعلى رأسها ملف الإرهاب وملف الإغتيالات السياسية الذي بات من الواضح أنه شهد تدخل أطراف سياسية بعينها لتعرقل مسار الكشف عن حقائق خطيرة قد تكشف تورط بعض الجهات الحزبية فيه وتحديدا حركة النهضة لاسيما أن هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي قد أكدت في عدة مناسبات عن تورط حركة النهضة بالأدلة في قضية الإغتيالات .
ملف «الحرب ضد الفساد»
وإذا كان الرئيس التونسي، قد دخل فعليا في الحرب على الفساد والفاسدين، غير أن مهمته لا تبدو سهلة في مواجهة هذه الظاهرة التي تنخر مختلف القطاعات وتورطت فيها حسب ما تعيشه البلاد شبكة ضخمة على المستوى الوطني من شخصيات من مختلف الوظائف والمستويات، وتورط فيها أيضا عدد هام من السياسيين، ويؤكد تقرير محكمة المحاسبات أن نوابا وسياسيين في السلطة متهمون بالفساد، كما ان التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق حول الرشوة والفساد كشف ان التجاوزات طالت كل القطاعات كما كشف أن 460 شخصاً نهبوا 13500 مليار دينار من أموال البلاد.
فيادة حرب ضد الفساد المستشري
وتقول الباحثة التونسية، سناء بن سلامة ، غن هذه الوقائع والحقائق، دفعت الرئيس الى تشكيل لجنة تابعة للرئاسة، تعنى بمتابعة ملفات الأموال المنهوبة والتجاوزات المتعلقة بأملاك المجموعة الوطنية داخل البلاد وخارجها، الى جانب ما وعد به من إصدار قانون لاسترجاع الأموال المنهوبة بالبلاد، وذلك ما يكشف رغبة قيس سعيد في قيادة حرب ضد الفساد المستشري في البلاد وفتح ملفاته العالقة، وبأن هذا الملف هو العنوان الأبرز على أجندته، بعد إعلانه تطبيق الإجراءات الاستثنائية.
- يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الرئيس قيس سعيّد إلى محاولة اغتيال، إذ تحدثت الرئاسة التونسية قبل أشهر عن وجود مخطط لاغتيال الرئيس عن طريق «ظرف مسموم».