«الكل مستفيد».. ما وراء جولة وزير الدفاع الأمريكي المغاربية
اختتم وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، زيارة نادرة إلى المنطقة المغاربية، بدأت من تونس مرورا بالجزائر ومنها إلى المغرب. وتهدف الولايات المتحدة من الزيارة إلى تعزيز دورها في شمال أفريقيا، إذ تنظر بقلق إلى تمدد النفوذ الروسي هناك.
كما تخطط واشنطن للظفر بدور أكثرَ فاعلية على حساب فرنسا في مكافحة انتشار الجماعات الجهادية المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي وليبيا.
وفي السياق ذاته، أكد الباحث في شؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، الدكتور محمد العياري، أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن عودة قوية لمنطقة الشمال الأفريقي، وذلك في ظل تنامي الدور الروسي الصيني في المنطقة.
وأوضح العياري، أن هناك تنافسا دوليا كبيرا بين الدول، خاصة وأن منطقة الساحل والصحراء تحتوي على ثروات طبيعية هائلة، كما أن واشنطن يهمها السيطرة أيضا على الأوضاع في ليبيا في ظل تنقيب تركيا عن الغاز في شرق المتوسط.
وأشار العياري، خلال مشاركته في برنامج مدار الغد، إلى أن الإدارة الأمريكية تخطط لما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ 3 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وكذا إعادة التواجد الأمريكي في منطقة المغرب العربي.
بينما يرى الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية الدكتور الشرقاوي الروداني، أن هناك تحولات على مستوى منطقة شمال أفريقيا، مشيرا إلى أن هناك أيضا صراع بين البنتاجون في رؤيته للأمن الأمريكي والإدارة الأمريكية على اعتبار أن الإدارة الأمريكية تريد خروج القوات الأمريكية في عدد من المناطق.
وأكد الروداني، أن هناك اهتمام أمريكي بالغ بدولة المغرب، ويظهر ذلك جليًا من خلال زيارات لمسؤولين أمريكيين الرباط مؤخرا قبل زيارة وزير الدفاع مارك إسبر، مؤكدا أيضا أن المغرب حصل على أسلحة وطائرات ومروحيات فايبر من الولايات المتحدة.
ووقع المغرب، الجمعة، الموافق 2 أكتوبر/ تشرين الأول، خارطة طريق لاتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة تمتد لـ10 سنوات.
وجاء ذلك خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر للرباط في ختام جولته المغاربية، والتي ناقش خلالها التعاون العسكري وتكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب.
وتأتي زيارة إسبر للمغرب بعد زيارة إلى كل من الجزائر وتونس.