اللاجئون الفلسطينيون في سوريا.. وقائع من المعاناة

10 أعوام على الحرب في سوريا، لم تترك أثارها على السوريين فقط, بل كانت التداعيات فادحة على اللاجئين الفلسطينيين بعد أن كانت أحوالهم توصف بالأفضل بين أقرانهم في الدول المجاورة.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا في الوقت الحالي نحو 560 ألفاً.

وتقوم على تنظيم شئونهم هيئتان رئيسيتان الأولى تمثل الدولة المضيفة، وهي الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، ومهمتها إدارية.

أما الثانية فتمثل الأمم المتحدة، وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين (أونروا)، ومهمتها إغاثية بالدرجة الأولى.

وخلال العقد الأخير تسبب الصراع في نزوح داخلي لثلثَي اللاجئين الفلسطينيين في سوريا أي نحو 280 ألفاً ، بينما لجأ 150 ألف فلسطيني إلى البلدان المجاورة .

وبحسب تقديرات الأونروا، يعيش أكثر من 91% من أسر اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تحت خط الفقر بأقلّ من دولارين للفرد في اليوم.

وبينما يعتمد أكثر من 80% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا على المساعدات النقدية من الأونروا كمصدر رئيسي للدخل. تعاني الوكالة عجزا غير مسبوق منذ عام 2018 بعدما قطع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساهمة الولايات المتحدة التي كانت تمثل ثلث الموازنة السنوية للأونروا.

تقول فيرناند فان تيت، صحفية ومؤلفة كتاب 4 فصول في دمشق ” عندما كنت في سوريا، كانت الحكومة تسيطر على مخيم اليرموك عام 2018،  وكان هناك قصف مكثف خلال هذه الفترة”.

وأضافت “كان هناك دمار بشكل كبير، وسمح لنا أن ندخل بصعوبة كبيرة، رأينا العديد من المباني والمرافق تتدمر”.

وتابعت “كنا نرى عدد كبير من عمليات السرقة في المخيم من قبل ملثمين، وكان هناك تواجد عسكري مكثف”.

واستكملت: “البنية التحتية أيضا تدمرت ونظام الصرف الصحي تدمر بالكامل، والكهرباء انقطعت عن المنطقة لفترة طويلة،
كما كنا نرى الدخان الأسود نتيجة احتراق المواد البلاستيكية التي كانت تغطي الأسلاك الكهربائية”.

وأضافت “عندما أمضيت عاما في منظمة الأونروا كان الوضع صادما بالنسبة لي، كنت انتقل في عدة أماكن في دمشق، ورأيت الحصار والقصف المتكرر”.

ولفتت إلى أن الوضع بالنسبة للاجئين كان مخيفا ومؤسفا.

وأشارت إلى القبض على بعض العائدين لمخيم اليرموك في سوريا، وأنهم  اختفوا بعد ذلك.

وقالت، إن أحد النشطاء المشهورين عاد منذ سنوات، ولم يُسمع عنه منذ ذلك الحين وقيل أنه توفي آنذاك.

وأضافت: “كنت أتحدث مع لاجئين فلسطينيين، وكانوا قلقين بشأن الممتلكات التي قد تصادر إذا لم يعودوا، أو أن يتم سحب الممتلكات الخاصة بهم”.

من جانبه قال المحلل السياسي ماجد كيالي، إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يواجهون مشكلات عديدة، من بينها أنهم  لا يمتلكون أوراقا رسمية تثبت هويتهم الفلسطينية بحكم الأوضاع التي بات يعيشون بها.

وأضاف “منظمة التحرير الفلسطينية غائبة عن المشهد الخاص بأمور اللاجئين بالخارج”.

وأوضح، أن اللاجئين الفلسطينيين فقدوا فرص العمل وتدهورت معيشتهم وفقدوا بيوتهم وأماكن سكنهم السابقة في العديد من المخيمات خاصة اليرموك.

وقال، إننا أمام صعوبات مختلفة، لكن لا يوجد مرجعية اليوم للاجئين الفلسطينيين.

من جانبه قال الكاتب الصحفي عبده الأسدي، إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبقى اللاجئ الفلسطيني الموجود في سوريا على الحياد.

وأشار إلى أن النظام السوري طرح مقاربة في غاية الخطورة، كان شعارها “من لم يكن معي فهو ضدي”.

وأضاف “الغالبية العظمى من الفلسطينيين اتخذوا مسار النأي بالنفس عن الظروف المحيطة”.

وقال، إن النظام هو من سعى لزج الفلسطينيين في أتون الحرب في سوريا.

وفي فبراير الماضي, أطلقت الأونروا استغاثة طارئة على أمل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في سوريا أو من نزحوا منها إلى لبنان والأردن. حيث من المتوقّع أن يواجه اللاجئون الفلسطينيون السوريون مخاطر جدية تتعلق بقضايا السكان والأرض والممتلكات والوثائق المدنية وتحديد حقوقهم القانونية في سوريا.