مع بدء توافد المتظاهرين في لبنان نصب بعض المحتجين مشنقةً رمزية في ساحة الشهداء وسط بيروت للمطالبة بمحاربة الفساد، ومحاسبة المسؤولين عن التفجير الذي هزّ العاصمة قبل أيام وقتل وأصاب الآلاف.
وتوافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين اللبنانيين، اليوم السبت، إلى ساحة وسط بيروت تلبيةً لدعوات التظاهر ضد الفساد، ومحاسبة الفاسدين.
واندلعت مواجهات أمام مقر البرلمان بين المحتجين وقوى الأمن الداخلي التي طالبت المتظاهرين بضبط النفس والتعبير عن احتجاجهم بشكل سلمي.
وذكرت مراسلة الغد، أن مجموعة من الشباب رشقت القوى الأمنية بالحجارة فيما ردت القوى الأمنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وكان انفجار عنيف ضرب “مرفأ بيروت” يوم الثلاثاء الماضي، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 149 شخصًا، وإصابة أكثر من 5 آلاف جريح.
ووعدت الحكومة اللبنانية بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار.
ويشعر بعض السكان، الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها، أن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى.
وخرجت احتجاجات لأشهر قبل كارثة الأسبوع الماضي اعتراضا على الطريقة التي تعالج بها الحكومة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وسبق هذه الاحتجاجات زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طالب فيها بإجراء “تحقيق دولي” حول انفجار المرفأ طالب المسؤولين اللبنانيين المتهمين بالفساد والعجز “بتغيير عميق”، عبر “تحمل مسؤولياتهم” و”إعادة تأسيس ميثاق جديد” مع الشعب لاستعادة ثقته.
استقالات
وأعلن رئيس حزب الكتائب اللبناني، سامي الجميل، استقالة نواب حزبه الثلاثة من البرلمان، اليوم السبت.
ودعا الجميل من سماهم الشرفاء في البرلمان إلى الاستقالة، قائلا: “أدعو كل الشرفاء إلى الاستقالة من مجلس النواب، والذهاب فوراً إلى إعادة الأمانة للناس ليقرروا من يحكمهم دون أن يفرض أحد عليهم أي أمر”.
رسالة تضامنية
من جانبها رأت الكاتبة الصحفية أسماء وهبي أن استقالة بعض النواب اللبنانيين لن تغير أي شيء في المعادلة، خاصة أن البرلمان فاقد للشرعية، ولكن ربما تعطي رسالة تضامنية مع الشارع اللبناني.
وأوضحت الكاتبة الصحفية أن الشارع اللبناني لا يثق في أي شخصية حتى من النواب الذين استقالوا، مؤكدة أن الكل فاقد للثقة وأغلبهم جزء من الطبقة السياسية، مشيرة إلى أن الاستقالات “قد” تكون ورقة ضغط على باقي التيارات.
جريمة حرب
وفي السياق قال الكاتب والمحلل السياسي،
حنا صالح، إن لبنان تعرض لجريمة حرب، مؤكدا أن الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت يؤكد أن المسؤولين كانوا على علم بما حدث وهو ما يعني أن هناك قرارا فوق قرارهم منعهم من تحمل المسؤولية.
وأوضح حنا صالح أن المتظاهرين يطالبون بـ”تحقيق دولي”، حيث أقاموا المشانق بشكل رمزي للمطالبة بمعاقبة من تسبب في ذلك.
