اللجنة الأولمبية الدولية تقف بحزم ضد ايقاف روسيا رغم مخاطر المقاطعة
تواجه اللجنة الأولمبية أكبر معضلة لها منذ الحرب الباردة متمثلة في الرضوخ لمطالب ايقاف رياضيين من روسيا وبيلاروسيا أو المخاطرة بأول مقاطعة جماعية للأولمبياد منذ 40 عاما.
وتكره اللجنة الأولمبية الدولية والعديد من أقوى اللجان الأولمبية الوطنية فكرة مقاطعة أكبر مورد للمال على صعيد الرياضة العالمية.
وبعد أن وصلت إلى القاع باحتياطي وصل إلى 200 ألف دولار بعد مقاطعة أولمبياد موسكو عام 1980، تمتلك اللجنة الأولمبية الآن أصولا مذهلة تساوي 5.6 مليار دولار.
وعلى الرغم من الخوف من مقاطعة أخرى، جرت بعد ذلك في عام 1984 ما قوض الحدث بشكل كبير، بدا أن اللجنة الأولمبية مستعدة للمخاطرة من أجل الحفاظ على موقفها “غير القابل للتفاوض” بأن الأولمبياد تظل بعيدا عن السياسة وألا سيتم حظر الرياضيين بسبب تصرفات حكوماتهم.
وتقود أوكرانيا وجيرانها في دول أوروبا الشرقية والبلطيق دعوة لمنع رياضيين من روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في أولمبياد باريس حال استمرار القوات الروسية في غزوها لأوكرانيا وهو ما ساعدت فيه روسيا البيضاء.
وتريد اللجنة الأولمبية من رياضيي روسيا وبيلاروسيا المنافسة “كمحايدين” دون ارتداء الزي الرسمي أو رفع الأعلام الوطنية.
وتعهدت أكثر من 30 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أمس الاثنين بمساندة فرض حظر على رياضيي روسيا وبيلاروسيا من المنافسات الدولية.
لكن حوارات رويترز مع العديد من المسؤولين في اللجنة كشفت عن دعم واسع النطاق لموقف اللجنة الأولمبية على الرغم من أنها احالت العام الماضي القرارات بشأن مشاركة الروس للاتحادات الرياضية كل فيما يخصه. ويدعم اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية موقف اللجنة الأولمبية.
وقال رئيس لجنة أولمبية وطنية أوروبية تدعم مشاركة روسيا وبيلاروسيا: “إذا حظرت اللجنة الأولمبية الدولية رياضيين من دول في حالة حرب على مر السنوات، لكانت قد انتهكت الميثاق الأولمبي ولم تكن ستعطي الأولمبياد طابعها العالمي حيث تكون الرياضة فوق السياسة”.
وأضاف الشخص الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه “أوكرانيا ليست الدولة الوحيدة التي في حالة حرب أو في نزاع مسلح”. وأشار بعض المسؤولين الأولمبيين الآخرين أيضا إلى ما يروه نفاقا في انتقاء واختيار الدول المتحاربة التي يجب استبعادها.
واتهم الرياضيون الأوكرانيون رئيس اللجنة الأولمبية توماس باخ بأنه يقف “في الجانب الخطأ” بعد أن طلب منهم التخلي عن التهديدات بالمقاطعة.
ورد باخ “علينا أن ننجز مهمتنا من أجل السلام وهذه مهمة توحيد للجمع بين الناس”.
*معضلة اللجنة الأولمبية
وقال مايكل باين رئيس التسويق السابق للجنة الأولمبية الدولية والذي يعمل حاليا في استراتيجيات الإعلام الرياضي لرويترز “إذا أردت في أي وقت تعريف معنى كلمة انك عالق بين المطرقة والسندان، فإن اللجنة الأولمبية الدولية خير دليل على ذلك”.
وتابع: “بالنسبة للجنة الأولمبية الدولية، كان هناك خط أحمر يعود تاريخه إلى حقبة المقاطعة. في اللحظة التي تقرر فيها الحكومات من يتنافس، تخضع الرياضة وقتها للسياسة بطريقة لا يمكنك الخروج منها ابدا”.
ومما يزيد من الموقف الصعب للجنة الأولمبية هو الضغط لتجنب المقاطعة من الرعاة والمحطات والشبكات التي ستنقل الحدث. فقد تغير المشهد تماما منذ نموذج أولمبياد لوس أنجليس 1984 الذي قاطعه وقتها الاتحاد السوفيتي وكافة داعميه حين بدأت أموال البث التلفزيوني والرعاية تتدفق على الحركة الأولمبية.
وكان دخل التلفزيون والرعاية الخاصة باللجنة الأولمبية لأولمبياد 1980 أقل من 100 مليون دولار لكن في الفترة من 2017 وإلى 2021 تلقت أكثر من 7.6 مليار دولار، من بينها أكثر من 90 بالمئة خاصة بحقوق التلفزيون والرعاية. ودفعت محطة (إن.بي.سي) وحدها 12 مليار دولار للحصول على حق البث من 2014 وحتى 2032.
