تهاوت أسواق المال العربية والعالمية مؤخراً بفعل ما تعرضت له العاصمة الفرنسية باريس من هجمات إرهابية عنيفة، حيث تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية، في نهاية جلسة اليوم الأحد، لأدنى مستوياته في 23 شهرا، وأغلق المؤشر الرئيسي “إيجي أكس 30” عند مستوى 6522 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ 11 ديسمبر 2013، بعد أن فقد 284.5 نقطة منذ بداية الجلسة، بنسبة 4.2%.
وعلق على هذا التراجع إيهاب سعيد، المحلل الفني بشركة أصول، في تصريحات خاصة لموقع “الغد العربي”، قائلاً، إن “ترجع موجة البيع التي يشهدها السوق المصري والتي تستمر خلال جلسات الأسبوع الجاري بالتزامن مع موجات البيع في الأسواق العالمية إلى حالة الذعر المبالغ فيه من قبل المستثمرين، خاصة مديري الصناديق ومستثمري الآجل القصير نظراً لهجمات باريس، واقتراب موعد رفع محتمل لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، ما دفعهم إلى إجراء عمليات بيع جماعية خوفاً على استثماراتهم”.
وأضاف، “تزامن هذا التراجع في بورصة مصر مع عمليات بيع جماعية في الأسواق الخليجية، حيث شهدت كافة البورصات العربية اليوم تراجعا متأثرة من مخاوف مستثمريها أيضاً”.
وأشار إيهاب سعيد إلى أن الأمر أكثر صعوبة في مصر، وسط مخاوف بشأن القطاع السياحي المصري وأزمة العملة الأجنبية فضلاً عن عمليات المارجين كول”.
وقد أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودي، تعاملات الأحد، على انخفاض طال كافة الأسهم القيادية بعد تأثر معنويات المتعاملين بهبوط أسعار النفط وهجمات باريس.
ونزل المؤشر الرئيسي 2.85 % إلى 6881.4 نقطة وسط تداولات بقيمة 5.05 مليار ريال.
كما واصلت البورصة الأردنية اليوم تراجعها لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2013، وسط عمليات بيع في معظم الأسهم وسط قيمة تداول شحيحة في ظل زيادة التوترات في المنطقة.
حيث أغلق المؤشر العام الأردني، اليوم الأحد، منخفضا بنسبة 0.91 % إلى 2002.68 نقطة كما هبطت قيمة التداول إلى 3.5 مليون دينار مقارنة مع 7.7 مليون دينار في الجلسة السابقة.
فيما منيت بورصة الكويت، اليوم الأحد، بخسائر كبيرة حيث أغلق المؤشر الرئيسي منخفضا 1.15 % إلى 5700.07 نقطة بينما هبط مؤشر كويت 15 للأسهم القيادية 1.49 % إلى 940.42 نقطة.
ولم تكن بورصة دبي أكثر حظاً من نظيراتها العربية، حيث تصدرت أسهم شركات البناء الخسائر على مؤشر سوق دبي الذي تراجع لأدنى مستوياته في 11 شهرا اليوم الأحد، بينما أثار هبوط أسعار النفط وتوقعات هبوط البورصات العالمية هذا الأسبوع تأثرا بهجمات باريس موجة بيع في أسواق الأسهم الخليجية.
من ناحية أخرى، يرى سامح غريب رئيس التحليل الفني بشركة جذور، في تصريحات خاصة لـ”الغد العربي”، أن حادث فرنسا سيؤثر على كافة البورصات العربية والعالمية، نتيجة مخاوف المستثمرين من تكرار حادث 11 سبتمبر، وما استتبعه من تصعيد بمنطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف، أن خفض “ستاندرد آند بورز” توقعاتها الائتمانية لمصر من إيجابية إلى مستقرة سيكون له تأثيرات سلبية على السوق، نتيجة حالة القلق لدى المتعاملين، والتأثير السلبي على قدرة مصر في طرح سندات دولارية”.
كما أكد أن “الأسواق العربية والعالمية ستعاني من تراجعات عنيفة خلال الفترة القادمة نتيجة لقيام المستثمرين بعمليات بيع جماعية وتحويل أموالهم لاستثمارات أخرى غير البورصة”.
وتراجعت الأسهم الأمريكية بشكل حاد، يوم الجمعة، وانخفض سعر الذهب إلى أدنى مستوياته في 6 سنوات، بفعل توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل للمرة الأولى في 10 سنوات، وتراجعت أسعار النفط الخام لتصل إلى أكبر خسارة لها في 8 أشهر.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية نهاية جلسة الجمعة، وانخفض مؤشر “يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 0.8%، وهبط 1.7% خلال الأسبوع.
وختمت الأسهم اليابانية تعاملاتها يوم الجمعة على تراجع شديد بعد موجة صعود استمرت سبعة أيام مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة وإقبالهم على جني أرباح المكاسب التي تحققت في الآونة الأخيرة عقب هبوط حاد في وول ستريت وانخفاض أسعار السلع الأولية، وهجمات باريس الإرهابية، وخسر مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية 0.5 % ليغلق عند 19596.91 نقطة.
