الليلة الأخيرة.. هكذا قضت طائرات الاحتلال على عائلة فلسطينية في غزة
لا تفرق صواريخ الموت الإسرائيلية بين الفلسطينيين فالكل لديها سواء.. هذه المقولة تم تنفيذها حرفيا باستهداف عائلة بأكملها دفنت تحت الأنقاض، فجر اليوم الخميس، نتيجة قصف متعمد من قبل طائرات (إف 16) الإسرائيلية.
قضت عائلة ” أبو ملوح” ليلتها الأخيرة وهى تترقب فجر التهدئة، إلا أن آلة القتل الإسرائيلية كانت لها بالمرصاد، وسوّت صواريخ الإف 16 القاتلة منزل تلك الأسرة البسيطة بالأرض، وقتل 8 أفراد منها بينهم امرأتين و4 أطفال و12 إصابة، جراء 3 صواريخ أطلقتها على هذا المنزل المتواضع من الصفيح ” العشش ” لعائلة السواركة “أبو ملوح” في منطقة البركة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
استهداف المدنيين
هذه الجريمة تروي حكاية مؤلمة، إذ يقول شاهد عيان في حديث “للغد” “هذه عائلة مدنية تعيش في بيت بسيط، والقصف طال 21 فردا من هذه العائلة، قتل منها ثمانية أفراد بينهم أطفال ونساء، وهذه جريمة مروعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، فما ذنب هؤلاء أن يقتلوا وهم نيام في بيتهم دون أن يتم تحذيرهم لإخلاء بيتهم؟”.
هذه الفاجعة التي طالت تلك العائلة هي جريمة متعمدة، ففي تفاصيلها ما هو أكثر ألما، وفق أحد شهود العيان الذين انتشلوا الجثامين من تحت الأنقاض قائلا “انتشلنا 6 جثامين ليل أمس وبقى طفلان تحت الأنقاض، واستمر البحث طوال الليلة حتى عثرنا عليهم في الصباح وهم جثث هامدة “.
انتهاكات متعمدة
استهدفت غارات الاحتلال الكثير من منازل المدنيين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة ولأن صمت المجتمع الدولي أصبح مطبقاً إزاء هذه الجرائم، صارت يد الاحتلال طليقةً في استباحة الدم الفلسطيني، وقال سمير زقوت نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان “إن ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة من خلال قصف لمنازلهم، يشير إلى تعمدها انتهاك قواعد القانون الدولي التي تحظر استهداف المدنيين وممتلكاتهم، بما في ذلك عمليات الإعدام خارج نطاق القانون.
وأوضح الحقوقي زقوت، أن استهداف المدنيين أمر يتكرر في كل عدوان تشنه قوات الاحتلال على قطاع غزة، وهذا يتطلب قيام المجتمع الدولي بواجبه في المساءلة والمحاسبة عن الانتهاكات الجسيمة والمنظمة، والأخذ بتوصيات لجنتي الأمم المتحدة للتحقيق في عدواني 2008 و2014.
وذكر زقوت، أن استمرار الحصانة شجع قوات الاحتلال على مواصلة انتهاكاتها المنظمة، وعليه فإن المطلوب من المجتمع الدولي بتطبيق توصيات لجان التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان وتعاقبت منذ عام 2009 بما يضمن وقف الانتهاكات الجسيمة والمنظمة وعدم تكرارها.
34 شهيدا
وباستشهاد هؤلاء الفلسطينيين ترتفع حصيلة الشهداء خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على مختلف مناطق قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء إلى 34 شخصا، بينما تجاوز عدد الجرحى 100 بينهم إصابات خطيرة.
وأشارت أحدث إحصائية صدرت اليوم الخميس، أن من بين الشهداء 8 أطفال و3 سيدات، ومن بين المصابين 46 طفلا و20 سيدة.
