المالكي: على واشنطن العدول عن قرارات ترامب بشأن فلسطين

علق باسم أبو سمية الكاتب والمحلل السياسي، على ما ذهبت إليه الولايات المتحدة اليوم الخميس في جلسة مجلس الأمن بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث حملت أميركا، حركة حماس، المسؤولية عن عرقلة المفاوضات، وحملتها كذلك مسؤولية سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال أبو سمية في مداخلة خاصة لـ«الغد» إن الرؤية الأميركية، تتطابق، مع نظيرتها الإسرائيلية، ومع المنظور الغربي للحرب على غزة بشكل عام.

وأضاف: «أميركا كانت ومازالت تتباحث مع الطرف الإسرائيلي، سواء عن طريق وفود إسرائيلية إلى واشنطن، او الاتصالات مع الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب».

وتابع: «جو بايدن قال إن إيران تسعى لتدمير إسرائيل، وأضاف: لن نسمح بتدمير الدولة اليهودية. وعليك أن تلاحظ هنا أن الرئيس الأميركي استخدم مصطلحا دينيا».

وانتقل إلى الحديث حول جلسة مجلس الأمن المزمع عقدها اليوم بشان حصول فلسطين على العضوية الكاملة، وقال: «أميركا ستواصل الحديث نظريا، لكنها على المستوى العملي لن تقدم أي اقتراح عملي يقول إن هناك إمكانية لحل الدولتين، وبالتالي فهو حل يسهل الحديث عنه نظريا».

واستمر: «ما تقوم به الولايات المتحدة نفاق سياسي، فهي تريد مصلحة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، وبالتالي مسألة إقامة دولة فلسطينية تحتاج إلى عمل طويل، وكبداية للوصول لهذا الحل، يجب الدفاع عن الفلسطينيين، ويكفي أن نشير إلى أن أكثر من 75 % من سكان غزة مشردون ولا يجدون مساعدات غذائية أو مياه نظيفة أو خدمات طبية».

وكان دبلوماسيون أكدوا أنه من المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس على طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وهو تحرك من المتوقع أن تعرقله الولايات المتحدة حليفة إسرائيل لأنه سيكون اعترافا واقعيا بوجود دولة فلسطينية.

وأضاف دبلوماسيون أن مجلس الأمن المكون من 15 دولة عضوا من المقرر أن يجري تصويتا على مشروع قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 دولة «بمنح دولة فلسطين عضوية الأمم المتحدة».

ولموافقة المجلس على أي قرار يلزم تأييد تسع دول على الأقل وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، حق النقض (الفيتو).

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

يشهد  مجلس الأمن الدولي، غدا الخميس، أول تصويت «تاريخي» لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بناء على طلب قدمته السلطة الوطنية الفلسطينية.. وقد بادرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، بالتلميح لرفض الولايات المتحدة الطلب الفلسطيني، وقالت خلال مؤتمر صحفي في سول بعد سؤالها عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لإقرار طلب السلطة الفلسطينية الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة:  إنها «لا ترى أن مشروع قرار بالأمم المتحدة من السلطة الفلسطينية، يوصي بأن تنال عضوية كاملة في المنظمة، يساعد على الوصول إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني». 

44 فيتو أميركي ضد المصالح الفلسطينية

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض «الفيتو» 44 مرة ضد المصالح الفلسطينية، ولصالح إسرائيل، ومن بينها: ضد مشروع قرار مصري يرفض إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.. وضد مشروع قرار يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها.. وضد مشروع قرار ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة دولة مستقلة وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة منذ يونيو/حزيران 1967، ويدين إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.. وضد مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية في فلسطين بممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية.. وضد مشروع قرار يدين الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين.. وضد مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري بين إسرائيل وحماس.

وصولا إلى استخدام  حق النقض«الفيتو» ضد مشروع قرار يدعو إلى إرسال بعثة تقصي حقائق إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة.. وضد مشروع قرار جزائري بشأن وقف العمليات العدوانية ضد قطاع غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

خطوة مهمة جدا وتاريخية

التصويت في مجلس الأمن الدولي على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، مهم جدا، بحسب المحلل السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، مؤكدا للغد، أن الولايات المتحدة لن تسمح بمنح العضوية، رغم حديثها عن حل الدولتين، وعن حقوق الفلسطينيين، ولكنها لا تريد الاعتراف من خلال مجلس الأمن أو المؤسسات الدولية، ولذلك فإن المشكلة التي تعترض هذا التصويت تتمثل في الموقف الأميركي

خرق حصار الحل الفلسطيني الذي تفرضه واشنطن وتل أبيب

أضاف «منصور» في حوار على شاشة الغد: أهمية هذه الخطوة بالتوجه لمجلس الأمن، أنها تمثل خرقا للحصار الذي تفرضه إسرائيل والولايات المتحدة على الحل الفلسطيني، باعتبار أنه يجب أن يمر عبر الموافقة الإسرائيلية والشروط الإسرائيلية، والتفاوض مع إسرائيل (الدولة المحتلة) وليس عبر المنظمة الأممية.

وكانت الولايات المتحدة، قد أشارت هذا الشهر، إلى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يجب أن يتم من خلال المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وليس في الأمم المتحدة.. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع توفير ضمانات أمنية لإسرائيل يجب تحقيقه عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وهو ما نسعى إليه في هذا الوقت، وليس عن طريق الأمم المتحدة.

رسالة فلسطينية للعالم

وتابع المحلل السياسي: الخطوة الفلسطينية هي رسالة للعالم بأننا نتجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ثم بعد ذلك تكتمل الحقيقة على الأرض عبر النضال الفلسطيني وبالدعم الدولي وقتئذ، لدولة عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.

خطوة جاء وقتها

ويؤكد دكتور بلال الشوبكي، رئيس دائرة العلوم السياسية بجامعة الخليل، على نفس الرؤية، بأهمية الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، للمطالبة بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة.. وقال في حوار على شاشة الغد: هذه الخطوة جاء وقتها خاصة في مواجهة المزاعم الإسرائيلية التي تنفي أي وجود للشعب الفلسطيني داخل دولة مستقلة ذات سيادة.

خطوة نضال سياسي

وأضاف: هذه الخطوة كان يجب أن تتخذها السلطة الوطنية الفلسطينية، في إطار النضال السياسي والدبلوماسي للمطالبة بمنح العضوية الكاملة لدولة يجب إعلانها دولة مستقلة متحررة من الاستعمار الإسرائيلي، كما أن هذه الخطوة تأتي في ظل مناخ إيجابي تجاه إعلان أكثر من دولة توجهها الاعتراف بدولة فلسطين، مع تأكيد رئيس وزراء إسبانيا، أن الاعتراف يدولة فلسطين هو «مصلحة جيوسياسية لأوروبا».

مزايا ومكاسب لو تم منح العضوية لفلسطين

وأوضح «د.الشوبكي» في حوار على شاشة الغد، أنه رغم ما هو متوقع لرفض الولايات المتحدة لهذه الخطوة، فإن منح فلسطين العضوية الكاملة، يرتبط بمزايا ومكاسب عديدة، حيث تختلف كل المعايير في إقامة العلاقات الدبلوماسية، وفي الحديث عن حقوق الفلسطينيين، وعن قضايا أخرى كثيرة، بمعنى  سيتم تطوير النقاش من النقاش حول ضرورة إقامة دولة فلسطينية، إلى التفاصيل الفنية، من حيث حدود هذه الدولة، وحقوق مواطنيها، وكل ما يتصا بها من قضايا الوضع الدائم التي تم تأجيلها أكثر كمن عقد من الزمان: حين نتحدث عن العاصمة القدس، وحين نتحدث عن اللاجئين، وحين نتحدث عن الاستيطان والحدود وهذه هي قضايا الوضع الدائم

أميركا لن تسمح

وتابع قائلا: لكن كل هذا مجرد افتراض للموافقة على قرار مجلس الأمن بمنح العضوية، وفي حقيقة الأمر الواقع فإن أميركا لن تسمح بمرور مثل هذا القرار!

ــــــــــــــــــــــــــــ

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

أكد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس أنه أخذ علما بتعهد إسرائيل فتح منافذ إضافية لدخول المساعدات الإنسانية الى غزة، داعيا إياها للقيام بالمزيد في ظل الأوضاع الكارثية في القطاع المحاصر.

وقال أعضاء المجلس في بيان إنهم «أخذوا علماً بإعلان إسرائيل فتح معبر إيريز والسماح باستخدام ميناء مدينة أسدود للمساعدات في غزة».

وشددوا على الحاجة إلى القيام بالمزيد لإيصال المساعدة الانسانية الضرورية في مواجهة مستوى الاحتياجات في غزة.
____________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد