المجلس الوطني الفلسطيني على طاولة البحث.. ومخاوف من عدم التوافق

استأنفت الفصائل الفلسطينية، الأربعاء، جلسات الحوار الوطني الشامل في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث عدة ملفات، أهمها كيفية إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، والرئاسة الفلسطينية، المزمع إجرائهما نهاية شهري يوليو وأغسطس من العام الجاري.

ومع بدء اليوم الثاني من الحوارات، عبرت أوساط فلسطينية عن مخاوفها من إمكانية تعزيز حالة الانقسام أو ما أطلقوا عليها حالة “الاقتسام” بين حركتي فتح وحماس، في إشارة إلى استمرار حالة الانقسام السياسي والجغرافي، والشكوك بإمكانية حدوث اتفاق شامل حول ملف المجلس الوطني ومنظمة التحرير.

وقال وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، إنه جرى بالأمس التوقيع على ميثاق الشرف من قبل الفصائل الفلسطينية، والذي يتضمن قضايا إجرائية تتعلق بسير العملية الانتخابية وضمان تحقيق الشفافية والنزاهة، لكنه أهمل المسائل التي يتوجب الإشارة إليها خاصة فيما يتعلق بموضوع الاستقالة من الوظيفية العمومية، وسن الترشح وكوتة المرأة، والذي كان من المفترض التعامل معها بجدية.

وأضاف العوض، في حديث “للغد”، أن ميثاق الشرف الذي تم التوقيع عليه خلا من الموقف المفترض من مسائلة إجراء الانتخابات في القدس المحتلة، وهذا الامر خطير ، ويتوجب على الفصائل الان التوقيع على ميثاق شرف آخر جديد ليتم من خلاله تحديد الموقف من إجراء الانتخابات في القدس المحتلة.

مربع الاقتسام

وشدد العوض على ان الاخطر من كل ذلك هو ما جاء في الملحق الذ يتضمن العديد من القضايا التي يفهم منها تكريس الواقع الحالي وتنقله من مربع الانقسام الى مربع الاقتسام بين حركتي فتح وحماس، مشدداً أن هذه الملاحظات تؤكد “بأننا ماضون في تكريس حالة الانقسام وتحويلها إلى حالة اقتسام”، خاصة إذا ما تم النظر إلى مساءلة تكريس حالة الفصل بين القضاء بالضفة وغزة، والأمن في الضفة وغزة.

وتابع العوض يبدو أن هناك تفاهمات تجرى بعيداً عن طاولة الحوار الشامل بين فتح وحماس، وهو ما يعزز “الحالة السياسة الشاذة” وإعادة انتاج ما هو سابق “الانقسام”، ما يشكل تهديدا خطيراً على النظام السياسي الفلسطيني برمته.

الملف الأهم

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، إنه سيتم استئناف الحوار الوطني في القاهرة، اليوم الأربعاء، لبحث “الملف الأهم”، وبحث آليات وسبل التوافق على المجلس الوطني الجديد، والاتفاق على الآليات التي تضمن الوصول إلى هذه المرحلة.

وأوضح بدران في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، أن الفصائل المشاركة في حوارات القاهرة، ستستمع اليوم إلى تقرير من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، عما لديهم من معلومات، وأين وصلت هذه الأمور، مشدداً أن الفصائل، ستقول كلمتها لأن المجلس الوطني، هو المعبر عن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وقال بدران: “الفصائل بالقاهرة، ناقشت أمس، بعض القضايا التي كانت عالقة عملياً من المرة الماضية، فيما يخص تسهيل الانتخابات التشريعية المقبلة، وتم التوافق على صيغ ونصوص مناسبة تشكل حلًا لتلك القضايا”.

وأضاف: “القضايا التي كانت مثار جدال ونقاش، الموضوع المتعلق بالإشراف الأمني والقضائي على الانتخابات، وقضية تحصين نواب المجلس التشريعي المقبل من الناحية الوطنية، بمعنى إيجاد حل للنواب الذين يتم اعتقالهم من خلال موضوع الاستبدال من نفس القائمة، حال تم الاعتقال.

تحديات مستمرة

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، سنناقش اليوم الاربعاء، ما يتعلق بمنظمة التحرير والمجلس الوطني الجديد وآليات الانضواء لمنظمة التحرير، وسنطرح ضرورة التوافق إلى البرنامج والرؤيا التي ستحكم هذه العملية، مشيراً إلى إمكانية تشكيل لجنة حول هذه القضايا لمتابعة القضايا التفصيلية حولها حتى لا نصل لموعد إجراء انتخابات المجلس الوطني دون اتفاق كامل.

وأضاف: نحن لا نريد أن يكون هناك نظام كوتة في انتخابات المجلس الوطني بل ان تكون هناك فرصة للانتخابات الديمقراطية وإعطاء الشعب حق الانتخابات.

وعبر البرغوثي عن اسفه لعدم التوافق بالأمس الثلاثاء خلال الجلسة الأولى من الحوار على اصدار مرسوم بتعديل قانون الانتخابات لتخفيض سن الترشح ورفع نسبة تمثيل المرأة والغاء بند قبول الاستقالة وتخفيض رسوم المشاركة في الانتخابات

وأكد انه تم بالامس الثلاثاء، بحث قضايا الانتخابات والمعوقات التي تقف في طريقها وموضع القدس وكيفية التصدي لإجراءات الاحتلال في حال محاولته منع الانتخابات فيها، وتم التوقيع على ميثاق شرف حولها .

وكانت جلسات الحوار الوطني الفلسطيني الشامل انطلق في السابع من فبراير/شباط الماضي وتم التوافق حينها على إجراء الانتخابات التشريعية في 22 مايو/أيار على ان تتبعها الانتخابات التشريعية والرئاسية.

كما تم التوافق على استئناف هذه الجلسات في السادس والسابع عشر من هذا الشهر لبث ملفات المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير التوافق على برنامج سياسي.

ووقعت بالأمس الفصائل الفلسطينية المشاركة بالانتخابات باستثناء حركة الجهاد الاسلامي على ميثاق الشرف الخاص باجراء الانتخابات التشريعية المقبلة باعتباره خطوة مهمة تنسجم مع مطلب الديمقراطية.