مع استمرار جهود التوصل إلى اتفاق سياسي شامل لتشكيل الملامح النهائية على المرحلة الانتقالية في السودان، يعلن المجلس العسكري عن إحباط محاولات انقلابية متتالية، دون أن يقطع ذلك المسار السياسي بشكل مباشر.
ورغم النجاح في التصدي للمحاولات الانقلابية، يحذر المجلس العسكري الانتقالي وقيادات بقوى الحرية والتغيير من أن عدم التوصل لاتفاق سياسي في أقرب وقت سيسمح لعناصر الثورة المضادة بالقيام بمحاولات انقلابية على الثورة.
ويبدو أن تأخر اتفاق السودانيين قد فتح الباب نحو مسلسل الانقلابات المتكررة. وكان آخرها المحاولة التي تزعمها رئيس هيئة الأركان المشتركة.
وأمام حشد جماهيري، أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري، أنه حتى اللحظة الراهنة، فإن الذي استفاد من التغيير هم الثورة المضادة وذلك لحالة عدم الاتفاق بين السياسيين والعسكر، على حد تعبيره.
وتورط في المحاولات الانقلابية رموز من الجيش ذوي علاقة بتنظيم الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ومدنيين من قادة العمل السياسي في قائمة المحتجزين، ويشير الانقلاب الأضخم منذ سقوط البشير إلي عناصر جديدة داخلية وخارجية.
وعلى خط مواز لتلك المحاولات، فإن قوى الحرية والتغيير سيرت أمس مواكب تدعو إلى الالتزام بإعلان الحرية والتغيير والذي يدعو لتوزيع السلطة على أساس الكفاءة.
وتظهر نقطة مضيئة بين الأحداث، بالتوصل أخيرا اتفاق بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على خطوات تسهل الإسراع في تشكيل سلطة مدنية انتقالية.
وعلى الرغم من تكرار المحاولات الانقلابية إلا أن تفاؤلا يسود الشارع السوداني بقرب اتفاق الساسة والتحول لدولة مدنية وفق رغبات الجميع.