المخابرات المغربية .. “كلمة السر” في سقوط شبكة “أباعود”
بعد أسبوع من هجمات باريس في الجمعة الدامية .. صرح وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازانوف، بأن بلدا من خارج القارة الأوروبية كان من بين المساهمين في إنجاح عملية “سان دوني” التي أدت إلى قتل مدبر الهجمات، البلجيكي عبد الحميد أباعود، ليتضح بعد ذلك أنها “المغرب”.
وبعد فترة من التوتر الدبلوماسي بين البلدين على مدار عام مضى، استقبل الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند العاهل المغربي في قصر الإليزيه، حيث أعرب هولاند للملك محمد السادس عن شكره وإشادته بمساعدة المغرب التي وصفها بكونها “فعالة وناجعة” لفرنسا.
لم تكن كلمات الرئيس الفرنسي من باب المجاملة، إذ كشفت وسائل الإعلام المغربية والغربية عن حجم التعاون الاستخباراتي الذي تم بين كل من المغرب وفرنسا عقب هجمات تنظيم “داعش” على باريس التي راح ضحيتها 130 قتيلا.
وفي هذا السياق أكد نجم، ميشيل أبو نجم، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في باريس، في تصريحات على شاشة الغد العربي، أنه لولا هذا التعاون بين البلدين لما استطاعت فرنسا أن تحصل على معلومات تفيد بمكان تواجد الإرهابي والمعروف باسم أبو عمر البلجيكي.
تفاصيل التعاون
في اليوم الثالث بعد هجمات باريس، التقى أربعة عناصر من المخابرات المغربية مع ضباط في الشرطة الفرنسية، حيث قدم المغاربة توجيهات لنظرائهم الفرنسيين، من أجل تتبع خطوات قريبة عبد الحميد أباعود، وحسناء آيت بولحسن، التي تعيش في فرنسا، بالإضافة إلى معلومات قادت الشرطة الفرنسية إلى مخبأ عبد الحميد أباعود في باريس، وفقا لما ذكرته صحيفة هسبريس المغربية نقلا عن عن موقع “فرونس أنفو”.
ولم تكن الأجهزة الفرنسية تعلم أن أباعود مازال متواجد في فرنسا، إلا أن الاستخبارات المغربية استطاعت تحديد مكان أباعود من خلال شبكة واسعة من المخبرين في منطقة سانت دوني، عن طريق التقاط المكالمات الهاتفية لكل من عبد الحميد أباعود ومريم أبو الحسن التي كانا يقومان بها اتجاه المغرب، وفقا لما ذكره “موقع 360″ و”فبراير” المغربيان.
ونقل موقع “اليوم 24” المغربي عن مصادر استخباراتية إسبانية أن أباعود حاول الاتصال بشباب من أصول مغربية في إسبانيا والمغرب، خاصة من النساء بهدف تجنيدهم في صفوف داعش، وهو ما أكده وزير الداخلية الإسباني، فيرنانديث دياث في تصريح له أمس.
وكانت السلطات المغربية اعتقلت الشهر الماضي ياسين أباعود، الشقيق الأصغر لأباعود لدى وصوله طائرته إلى أغادير بلدة والده، وفقا لما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء عن مصدر أمني في المغرب.
جدير بالذكر أن التنظيم المتشدد لم يقم بأي عمليات إرهابية في المغرب، في وقت تعلن السلطات المغربية بين الحين والآخر الكشف عن خلية إرهابية يشتبه في انضمامها لتنظيم داعش، كان آخرها الإعلان، يوم الاثنين الماضي، القبض علي خلية إرهابية من 4 عناصر متطرفة في مدينة بني ملال، وسط المغرب تبين أنها متورطة في مخطط لتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد.
وتفيد إحصائيات رسمية بأن عدد الخلايا المفككة من جانب أجهزة الأمن المغربي، في السنوات العشر الأخيرة، بلغت أكثر من 64 خلية، بعضها تربطها صلات وثيقة بتنظيمات دولية، في مقدّمتها “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وبعضها ذات صلة بـ”داعش”.
