تتواصل ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المزارعين الفلسطينيين على الحدود الشرقية لقطاع غزة من رش مبيدات سامة بشكل دوري، مما يؤدي إلى تلف المحصول وخسائر مادية كبيرة.
هذا الأمر دفع بعض المزارعين في قطاع غزة، لزراعة قصب السكر كونه المقاوم الأكبر لتلك المبيدات، في محاولة لتعويض خسائرهم التي تكبدوها بسبب هذه المبيدات.
وقال المزارع محمد قديح الذى حول أرضة إلي مزرعة لقصب السكر “القصب تحديدا يقاوم كمية السموم والمبيدات التي ترش من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وشتلات قصب السكر تتحمل السموم عكس المحاصيل الزراعية الأخرى مثل الكوسا والباذنجان أو البازلاء وغيرها من الخضار، فهي ضعيفة تموت بسرعة بسبب رش السموم”.
مواد سامة و تجريف
وأضاف قديح خلال حديثه لقناة الغد، أن المزارعين في المناطق الحدودية تعرضوا للكثير من الخسائر الاقتصادية بسبب عمليات الرش المتعمدة من قبل إسرائيل، فهي تقتل محاصيلهم قبل أن تنبت.
إلا أن هناك مشكلة كبرى تواجه هؤلاء المزارعين بخلاف رش المواد السامة، ألا وهي تجريف الأراضي من قبل جرافات الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما قاله قديح.
وتابع حديثه قائلا “قبل عدة أيام في منطقة الفراحين القريبة من الحدود لمدينة خان يونس جنوب القطاع، جرفت الآليات العسكرية الإسرائيلية أراضي المزارعين ودمرت كل محاصيلهم الزراعية، وهذا عرضهم لخسائر كبيرة”.
عدم كفاية الإنتاج
بحسب وزارة الزراعة في قطاع غزة، فإن تجريف الأراضي ورش المزروعات بالمبيدات الحشرية وإعاقة وصول المزارعين إلى أراضيهم، تسببت بنقص في احتياجات المواطنين، لعدم كفاية الإنتاج”.
ويقول الناطق باسم وزارة الزراعة في أدهم البسيوني إن “الأراضي الزراعية على الشريط الحدودي تؤمن قرابة 25% من الأمن الغذائي لقطاع غزة، والممارسات الإسرائيلية تهدد فعلياً توفير الغذاء للسكان وتزيد خسائر المزارعين عن 2 ميلون دولار بسبب الانتهاكات على الحدود”.
وحذّر مركز الميزان لحقوق الإنسان، من الآثار الكارثية لاستمرار عمليات رش المبيدات على حياة المواطنين ومستقبل الإنتاج الزراعي، خاصة أن هذه العمليات الرش تأتي في ظل تفشي فيروس كورونا.
وأكد المركز على ضرورة ” الحفاظ على البيئة ومكوناتها وتعزيز الجهود لتوفير الأغذية الصحية والمياه النظيفة التي تساعد في تقوية المناعة لمواجهة الجائحة”.
تهديد الأمن الغذائي
وطالب مركز الميزان “المجتمع الدولي بالالتزام بواجباته القانونية والأخلاقية، والتدخل لمنع الاحتلال من مواصلة استخدام المبيدات الزراعية لإبادة مزروعات الفلسطينيين وتعريض حياتهم للخطر، والتدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ورفع الحصار عن قطاع غزة”.
وأظهرت معطياتٌ نشرها جهاز الإحصاء المركزي، الثلاثاء الماضي ، أن 61% من الأُسر الفلسطينية شعرت بالقلق من عدم وجود ما يكفي من الطعام للأكل، نتيجة الإغلاقات التي حدثت بعد بدء تفشي فايروس كورونا في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي أكدت معطيات الجهاز أن تسببت أيضًا بارتفاع معدل البطالة.
وقالت 47% من الأُسر إنه لم يكن لديها القدرة على تناول طعام صحي ومغذي، في حين قالت 41% من الأُسر إن نفقاتها الشهرية على المواد الغذائية انخفضت خلال فترة الإغلاق.
