في ظل انحسار المساحات الزراعية وتزايد النمو السكاني يسعى الكثير من الباحثين والدول للاتجاه صوب “المزارع العمودية”، التي تعد أكثر إنتاجا وأقل تكلفة للعديد من المزروعات.
عائد أبو رمضان، أحد هؤلاء الذين تبنوا هذا المسعى في قطاع غزة، واستخدم أساليب الزراعة المستدامة والمكثفة، بالإضافة إلى تقنيات المزارع العمودية من أجل تعظيم الإنتاج، فهل تصبح الزراعة العمودية مستقبل قطاع غزة في ظل النمو السكاني المتزايد؟
ورغم أنه مهندس مدني، وبسبب حبه وشغفه للزراعة التي توارثها عن آبائه وأجداده، سلك عائد أبو رمضان طريق الزراعة.
وحول أهمية هذا النوع من المزارع لقطاع غزة، قال المهندس أبو رمضان: “هذه الزراعة مناسبة جدا لقطاع غزة وذلك بسبب قلة الأراضي الصالحة للزراعة، وهي مجدية اقتصاديا، بحيث إنها تنتج عشرة أضعاف الزراعية التقليدية، وهي اقتصادية جدا في توفير المياه والسماد وكذلك المبيدات”.
وتعد التقنيات المستخدمة في الزراعية العمودية صديقة للبيئة، ولعل استخدام الطاقة المتجددة يسمح بالاستغلال الأمثل للمساحات الزراعية الصغيرة في قطاع غزة في ظل التمدد العمراني فيه.
وتعتمد المزارع العمودية على مجموعة من الأساليب والتقنيات المبتكرة، ويعد تكاملها مع بعضها أمراً ضرورياً من أجل جعل الزراعة العمودية واقعاً ملموساً، وظهرت هذه التقنية كمحاولة لتجنب المشكلات المتعلِّقة بالزراعة التقليدية كالآفات والحشرات والأعشاب الضارة.
تقنية بسيطة
وأضاف أبو رمضان خلال حديثه لقناة الغد، أن هذه الزراعة تحتاج فقط إلى 10% من المواد المستخدمة مقارنة بالزراعة التقليدية، لذا ينصح جميع المزارعين والمؤسسات الداعمة للمزارعين باعتماد هذه التقنيات الحديثة من أجل زيادة الإنتاج وتقلل التكاليف ومن أجل رفاهية المزارع.
وفيما يتعلق بالتعامل مع تقنيات المزارع العمودية قال أبو رمضان: “تقنية التعامل مع المزارع العمودية بسيطة جدا، ويمكن للمزارع العادي التعامل معها بكل سهولة، أيضا هي مناسبة للزراعات العضوية ولإنتاج خارج الموسم مثل إنتاج الفراولة في الصيف بدلا من الشتاء وغيرها من هذه الأشياء، ولها قيمة اقتصادية خارج موسمها، وهذا يتم بسرعة عالية ولا يحتاج لوقت طويل من أجل أن تقيم مزرعة باستخدام هذه التقنيات”.
متابعا حديثه: “كذلك الحمضيات تم زراعتها بالطرق الحديثة المكثفة، وهي أسرع من الطريقة التقليدية وتعطي إنتاجا وفيرا، وإدارتها من حيث الرش والري أسهل، وتعطي ناتج أربعة أضعاف من زراعة الحمضيات بالطرق التقليدية”.
وأوضح أبو رمضان، أنه من أجل تعظيم الناتج المحلي واستغلال الأرض الزراعية في قطاع غزة، فيجب اللجوء إلى الزراعة العمودية، وذلك من خلال طريقة الزراعة البينية للأعشاب العطرية والورقية مثل الزعتر والمرمرية وإكليل الجبل وغيرها.
زيادة النمو السكاني
بناء على التقديرات السكانية التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد سكان قطاع غزة منتصف عام 2022 حوالي 2.17 مليون نسمة، منهم 1.10 مليون ذكر و1.07 مليون أنثى.
ويساهم القطاع الزراعي في غزة بنسبة تصل إلى 6 % في الناتج القومي الإجمالي، في حين تبلغ قيمة الإنتاج الزراعي 430 مليون دولار، ويستهلك هذا القطاع حوالي 300 ألف كوب من المياه يوميا، وبإجمالي 100 مليون م3 سنويا، وتمثل ما يقارب 50 % من الاستهلاك السنوي للمياه.
ويوضح وائل ثابت مدير عام السياسات والتخطيط بوزارة الزراعة في غزة في تصريحات له، أن المساحة الزراعية الفعلية في قطاع غزة تصل إلى قرابة 180 ألف دونم موزعة على محافظات القطاع الخمس.
الاستدامة وزيادة الغذاء
ويعد الهدف الرئيسي للزراعة العمودية هو إنتاج المزيد من الغذاء لكل متر مربع، لتحقيق هذا الهدف، ويتم استخدام مزيج مثالي من الأضواء الطبيعية والاصطناعية للحفاظ على مستوى الإضاءة المثالي في الغرفة، تستخدم تقنيات مثل الأسرة الدوارة لتحسين كفاءة الإضاءة.
وتستخدم طريقة الزراعة الرأسية ميزات الاستدامة المختلفة لتعويض تكلفة الطاقة المستخدمة في الزراعة، في الواقع، تستخدم الزراعة العمودية كمية أقل من المياه بنسبة 95%.
