حرص المسيحيون في مصر على حضور قداس “عيد القيامة” في كنائسهم بمختلف محافظات الجمهورية، وسط حالة من الحزن والقلق، بعد تفجيرين داميين في كنيستين أسفرا عن مقتل 45 شخصا في الإسكندرية وطنطا، خلال الاحتفال بأحد السعف .
وترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وقال: “نتألم ونحتفل بالعيد، ونشكر كل من شاركونا العزاء والاحتفال، هكذا كل أهل مصر اعتدنا أن نتشارك في الأفراح والأحزان، ونشكر التعزيات وفي مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكانت زيارته مواساة كبيرة لنا ننقلها لكل أبنائنا”.
وأضاف: “نتذكر كل شهداء حادثي طنطا والإسكندرية، ونذكر أيضاً الشهداء من رجال الشرطة وشهداء حادث البطرسية، ونشكر كل الرعاية الصحية في المستشفيات المدنية والعسكرية والتي كانت محل تقدير كبير من المرضى الذين تماثل الكثير منهم للشفاء”.
وحضر القداس كل من المهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية، واللواء أحمد جمال الدين مستشار الرئيس للأمن وفايزة أبوالنجا مستشار الرئيس للأمن القومي، وسامح شكري وزير الخارجية، وحلمي النمنم وزير الثقافة، ونبيلة مكرم وزيرة شؤون الهجرة، وعلي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي، ومحمد شاكر وزير الكهرباء، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، بالإضافة إلى وفد من قيادات القوات المسلحة ووفد من قيادات الشرطة، وعمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية، حالة الاستنفار الأمني لتأمين احتفالات الأقباط وصلواتهم بالكنائس، وألغت اجازات الضباط و رفعت درجة الاستعداد القصوى للحالة ” ج ” على مستوى الجمهورية .
وعقد مساعدو وزير الداخلية و مدراء الأمن سلسلة من الاجتماعات مع الضباط والأفراد والخدمات الأمنية، لشرح خطط التأمين، والانتشار الشرطي بشكل جيد فى الشوارع، مشددين على التعامل بحسم و قوة مع أية محاولات للخروج عن القانون، و توسيع دوائر الاشتباه، و شن حملات مكثفة تستهدف المطلوبين أمنياً والشقق المفروشة خاصة القريبة من الكنائس، بالتزامن مع الاحتفال .
و شددت القيادات الأمنية، على تكثيف التواجد الأمني بمحيط الكنائس التي تشهد إقبالا كبيراً من المواطنين و الكنائس الموجودة بالأماكن الشعبية، و الكنائس الشهيرة مثل كنائس السيدة العذراء و مارجرجس .
كما حرصت القوات المسلحة على تنظيم مراسم لقداس عيد القيامة لمصابي الأحداث الإرهابية وأسرهم بالمجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي ومستشفى الجلاء العسكري، مؤكدة أن إقامة القداس بالمستشفيات العسكرية يؤكد على التلاحم والروح الوطنية الواحدة التي تربط أبناء الوطن.
من جانبها أرسلت الكنيسة وفدا كنسياً لإقامة القداس بحضور مصابي أحداث كنيستي مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية ومصابي القوات المسلحة من الأقباط.
كما حرصت وزارة الداخلية على تنظيم قداسًا للأقباط نزلاء السجون العمومية على مستوى الجمهورية، وسمحت للنزلاء بممارسة الطقوس الدينية بحضور رجال الدين، وتلقى الهدايا بمناسبة عيد القيامة المجيد.
وشارك عدد من نواب البرلمان الأقباط احتفالاتهم وذلك خلال صلوات العيد فى عدد من الكنائس على مستوى الجمهورية .
كما استقبل أفراد الشرطة المكلفون بتأمين الكنيسة المرقسية بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، مئات الأقباط الوافدين إليها للاحتفال بعيد القيامة المجيد بالورود لمشاركتهم الاحتفالات، تأكيداً على الوحدة الوطنية التي تربط أبناء الوطن.
