استطاعت البحرية الإيرانية مؤخرا السيطرة على 3 أجسام بحرية ترفع العلم الأمريكي، قبل أن تضطر لإطلاق سراحها بعد نزع الكاميرات منها، وتبين بعد ذلك أن هذه الأجسام مسيّرات بحرية تعمل ضمن برنامج عسكري للبنتاجون.
وتعرف المسيّرات البحرية الأمريكية بأنَّها مجهزة بشراع وأجنحة وأجهزة استشعار وكاميرات عدة، وتديرها قوة خاصة في الأسطول الخامس بهدف تأمين مياه الخليج لا سيما من التحركات الإيرانية.
من جانبه، يقول الدكتور حكم أمهز الباحث في شئون إيران والشرق الأوسط، إن الزوارق المسيّرة شبيهة بنظيرتها الجوية، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك استحالة في إمكانية تصنيع الزوارق لأي جهة، لأنها سهلة تقنيا.
وأضاف في حديثه لبرنامج “مدار الغد”، أنّ إيران أفرجت عن الزوارق، مشيرا إلى أنها شكَّلت في سبتمبر الماضي مخاطر على الحركة الملاحية.
وقال، إنَّ الحرس الثوري ضبط المسيّرات الأمريكية، وأفرج الحرس الثوري عنها بعدما اطلع على التقنية المستخدمة فيها.
ومنذ بداية العام الجاري، تستخدم البحرية الأمريكية وشركاؤها مسيّرات من طرازات عدة مثلا Saildrone وMantas T- 12 وهما من إنتاج شركة saildrone الأمريكية.
أنواع مختلفة من المسيّرات
ومن جانبه، يقول اللواء بحري محمد صالح الحربي، الخبير في الشئون الاستراتيجية، إن هناك نوعين من المسيرات ذاتية التوجيه، أو موجهة عن بعد، لافتا إلى أن تلك الطائرات تستخدم بسبب قلة تكلفتها.
وأضاف في حديثه لبرنامج “مدار الغد”: “أصبحنا في إطار الحروب الإلكترونية المدمجة، والطائرات المسيرة تشكَّل الآن خطرا رهيبا”.
وتابع: “الولايات المتحدة شكَّلت قوتين للمسيرات الأولى أطلق عليها 59 لدمج الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة البحرية، والأخرى ذات المهام 153، وشكَّلت في البحر الأحمر 2022”.
وبإمكان هذه المسيرات الجديدة قضاء عام كامل في البحر لنقل البيانات عبر الأقمار الاصطناعية، ليتم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بهدف توفير مراقبة غير بشرية لأي تحركات غير اعتيادية.
التغلب على الظروف المناخية
ومن جانبه، يقول الدكتور فرزين نديمي، كبير الباحثين في الشئون العسكرية بمعهد واشنطن، إنَّ المسيّرات البحرية في الوقت الحالي لديها قدرات للعمل في البحار ذات العمق الكبير.
وأوضح في حديثه لبرنامج “مدار الغد”، أن إيران فعلت ذلك الأمر في أغسطس وسبتمبر، واستخدمت خلال 166 يوما في المياه العميقة خلال ظروف مناخية صعبة، ووصلت إلى مقصدها في نيوزيلاندا.
وتابع: “المسيّرات لديها قدرة على التحمل الظروف المناخية القاسية”.
وأضاف أن الزوارق المسيّرة تخضع للتجارب من قبل العديد من الأطراف الفاعلة منذ سنوات، لافتا إلى أن طهران استخدمت تلك الزوارق للتفجير منذ الثمانينيات.
وتأمل واشنطن في أن تمنع مسيّراتها البحرية إيران من إرسال السلاح بحرا إلى ميليشيا الحوثي في اليمن، أو لأي جماعات أخرى مع التأكد من تطبيق العقوبات على طهران.
وبإمكان المسيرات البحرية رصد أي محاولات اعتراض من قبل إيران للسفن التجارية الأجنبية فضلا عن حماية السفن الأمريكية تجارية كانت أو عسكرية كما حدث خلال الأعوام الماضية.
