حالة من الارتباك السياسي تضرب المشهد السياسي في العراق، عقب حادث احتراق صناديق الانتخابات وأجهزتها الإلكترونية في مخزن الرصافة ببغداد، وهي الانتخابات التشريعية التي شهدت لغطا وجدلا واسعا..ولم يعد التساؤل حول من المستفيد من إشعال النار في أصوات الناخبين، ومن وراء «حرق» الانتخابات العراقية؟! ولكن باتت التساؤلات تحيط بمستقبل المشهد السياسي العراقي، وقد أصبح على أبواب «المجهول» بسبب المفاجآت غير المتوقعة لتحالفات سياسية جديدة، وزيارة المسؤول الإيراني البارز، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني، الجنرال قاسم سليماني، بغداد غداة صدور نتائج الانتخابات، وحضّ سائر القوى المحافظة، بمن فيها ائتلاف الفتح، على عدم التحالف مع الصدر«ائتلاف سائرون»، الذي ما انفكت سياسته تتباين مع سياسة طهران، ثم زيارته الحالية لعقد تحالف (سائرون ـ الفتح) بين الصدر والعامري!!
- وقبل اقل من أسبوع، وقّع الصدر اتفاقاً لتشكيل تحالف باسم «الوطنية الأبوية» يجمع «سائرون» وقائمة «الوطنية» التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، ويشارك فيها عدد كبير من النواب وقائمة «الحكمة» بزعامة عمار الحكيم .. ووصل مجموع مقاعد تحالف «الوطنية الأبوية» في البرلمان المقبل إلى حوالى مئة نائب، ما يعني أنه ما زال بعيدا عن نصف مجموع مقاعد البرلمان البالغ 329 مقعداً، للتمكن من تسمية وزراء الحكومة المقبلة.
- وأكدت مصادر عراقية،أن محادثات يجريها زعيم فيلق القدس الإيراني مع القوى الشيعية الخمس، توصلت إلى ترشيح كل كتلة 3 مرشحين عنها، ليكون عددُ المرشحين لرئاسة الحكومة 15، يتم اختصار هذا العدد بالمشاورات الداخلية إلى 5 أسماء، ما لم تنجح القوى الشيعية بالاتفاق على اسم واحد، قبل الذهاب إلى السنة والكرد ليتم اختيار واحد من بين الأسماء المرشحة..وأن سليماني اقترح حكومة وحدة وطنية شاملة.
- وتلاقت قوى سنية وكردية، على رفض إيران تشكيل الكتلة الأكبر بتحالف عابر للطائفية، وتمسك إيران بأن الطريقة التي تتشكل فيها الحكومة ستبدأ من اتفاق القوى الشيعية الخمس (النصر والفتح والقانون والحكمة وسائرون) التي سترشح 5 مرشحين، واحداً عن كل منها.
- ورغم مواصلة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، جهوده لإعلان الكتلة الأكبر التي يريد لها أن تكون عابرة للطوائف، إلا أن ضغوطاً كبيرة تواجهه لإفشال هذا التحالف، وسط تهديد جدي بإبعاده إلى المعارضة.. وهكذا تهاوت الآمال في شأن فرص التحالف بين «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، وائتلاف «الوطنية» بزعامة إياد علاوي، وتيار «الحكمة» بزعامة عمار الحكيم.
- ثم كانت المفاجأة ، حيث اجتمع الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، ليل الثلاثاء/الأربعاء في منزله بمنطقة الحنانة بمحافظة النجف مع رئيس منظمة بدر رئيس قائمة الفتح الانتخابية، هادي العامري، الموالي لإيران، وأعلن عن تشكيل تحالف بين (سائرون) و(الفتح)، بصورة مفاجئة لقيادة البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة.. رغم أن الصدر أعلن مرارا رفضه التحالف مع «العامري»، خاصة وأن إيران لا تبدو إرتياحا لمقتدى الصدر.
- وهذا التحالف الذي خلط الأوراق السياسية في العراق من شأنه أن يقضي على آمال رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي بالاستمرار في الحكم، بعدما حلت قائمته الانتخابية في المرتبة الثالثة.
- وشكل الاعلان عن تحالف «الصدر ـ العامري»، مفاجأة صدمت الطبقة السياسية في العراق، ذلك أن الصدر ألمح في السابق الى رفضه التحالف مع العامري.. ومن جانبه أكد عضو بالحزب الشيوعي (المتحالف مع الصدر في قائمة سائرون) أن هناك شعورا بالصدمة لدى التيار المدني عقب إعلان تحالف سائرون مع الفتح.. وقال «إننا نحاول معرفة ما جرى».
