المشهراوي: إن لم نتفق على مفاهيم الشراكة فالانتخابات لن تكون الحل
قدم القيادي في حركة فتح، سمير المشهرواي، تشريحا للوضع الفلسطيني، بدأه بوصف دقيق للوضع الحالي، واختتمه برؤيته للخروج من الأزمة.
ووصف المشهراوي، في حوار خاص على شاشة الغد تقديم الإعلامي باسم الجمل، الوضع الفلسطيني “بأنه -دون مبالغة- في أسوأ حالاته”.
وقال إن القيادة الفلسطينية الحالية، متمثلة بالرئيس أبو مازن، الذي وصفه “بمنتهي الصالحية”، قادت “الوضع الفلسطيني إلى هبوط في الخطاب الوطني والسياسي، وإلى مزيد من الانقسام والتردي والضعف أمام المحتل”.
وأضاف المشهراوي، أن “الوضع العربي متردي وضعيف وواهن”، وأن الوضع الدولي “ليس في صالح فلسطين”، والوضع الوطني أوصله أبو مازن إلى الدرك الأسفل، فهو منقسم ومتشرزم.
وأشار إلى أن المحتل في أحسن حالات، الاستيطان مستمر وتضاعف إلى عشرات الأضعاف، يبتلع القدس ويقوم بتهويدها على مدار الساعة، وزادت أمريكا الموقف قوة بنقل السفارة إلى القدس.
ورفض المشهراوي خطاب أبو مازن رفضا قاطعا، لافتا إلى حديثه عن التعامل الأمني مع إسرائيل، واصفا إياه بالخيانة الوطنية، وشدد على أن خطاب أبو مازن بأنه لا يليق بالثورة الفلسطينية، وقال إنه “لا يمكن لأي فتحاوي حر أن يقبل بخطاب أبو مازن، وأن خطاب الرئيس عباس لا يليق بحركة فتح”.
وأشار إلى أن سياسة أبو مازن وبعض مستشاريه قائمة على دفع أبناء فتح في قطاع غزة للخروج للشوارع في مواجهة مع حركة حماس ليسقط قتلى وجراحى وبحر من الدماء، ومؤكدا أن أبو مازن لا يملك خطة لاستعادة غزة، وقال “إذا كان أبو مازن يريد استعادة غزة عليه أن يعزز صمودهم لا أن يقتطع من قوتهم”، لافتا إلى أن سياسات أبو مازن أضعفت حركة فتح.
وتابع “نحن ليس لدينا مشكلة مع أي أحد من أبناء فتح، فأنتم أخوتنا وأبناؤنا وأنتم خير من نعرفهم ويعرفنا من السجون والانتفاضة”.
وأكد المشهراوي، “لم نرفض يوما كل محاولات المصالحة الداخلية في فتح، وأيدينا بقت ممدودة دائما”.
وأوضح، “حينما عقدنا تفاهمات مع حماس، خرجنا وقلنا لتتصالح حماس مع الرئيس عباس، ونحن سنرجع للخلف عشر خطوات للوراء”.
ووجه المشهراوي رسالة لحماس، قال فيها: “أشعر بالحزن على حماس حينما تتلقى أموالا ودعما من قطر مغموسا بالذل، فالنظام القطري الحالي غير وطني”.
وأضاف، “حماس لم يكن موقفها يوما مثاليا ومكتملا، فعليها أيضا أن تراجع مفهومها للشراكة وسلوكها تجاه أبناء فتح والشعب الفلسطيني”.
وتابع “أقول لحماس لا تعبئوا أبناء فتح حقدا لتسهلوا الانفجار، ويجب عليكم أن تتخلوا عن طموح وهم السلطة المطلقة، هذا أكبر خطأ”.
وطالب حماس بمراجعة مفهومها للشراكة، وأن تراجع أيضا سلوكها وسلوك أجهزتها الأمنية تجاه أبناء فتح، و”عليها أن تتخلى عن وهم السلطة المطلقة”.
وأكد المشهراوي، “إن لم نتفق على مفاهيم الشراكة ودولة المؤسسات، فإن الانتخابات لن تكون حلا”، مضيفا “إذا توحدنا سنجبر إسرائيل لتضع حدا أدنى من التغول وتهويد الضفة والقدس”.
ووجه رسالة للرئيس عباس، قال فيها “كن شجاع وانزل غزة واحتمي بشعبك وضع حدا لهذا الانقسام”، مشيرا إلى أن من سيضع رؤية للحل يجب أن يتحلى بالشجاعة، وأن يرتقي فوق الحزبية لمصلحة الوطن، مطالبا إياه بطرح رؤية لنظام سياسي جديد قائم على الشراكة.
واختتم المشهراوي حديثه برؤيته للخروج من الأزمة، وقال “لا بد من الشجاعة الكافية والارتقاء فوق الحزبية، فالمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار”، وكذلك إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس سليمة قائمة على شراكة حقيقية، المؤسسات هي التي تقود وليس فردا واحدا”، وأيضا إعادة إحياء وتعزيز أوراق القوة الفلسطينية، بالإضافة إلى سلطة تشريعية حقيقة مستقلة تقوم بالرقابة على السلطة التنفيذية، وأيضا سلطة قضائية مستقلة عمليا، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية بعيدا عن الانتماء السياسي.
